" البنك المركزي التركي " يقترب من تثبيت أسعار الفائدة عند 50% اليوم ومواجهة التضخم    سمية الخشاب بتروح له البيت..التيجاني يكشف بالأسماء علاقته بالفنانين    فرق «بداية جديدة» تجوب المحافظات لتوزيع مستلزمات المدارس على الطلاب.. صور    بروتوكول تعاون بين «التعليم والتضامن والتنمية المحلية وتحالف العمل الأهلي» لتنمية قرى «حياة كريمة»    للمتقدمين بمسابقة معلم مساعد.. إتاحة الاستعلام عن القبول المبدئي وموعد الامتحان (تفاصيل)    وزيرة التخطيط تُتابع الموقف التنفيذى للإصلاحات الهيكلية مع الاتحاد الأوروبى    أسعار البيض اليوم الخميس 19-9- 2024 في بورصة الدواجن    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتابع استعدادات العام الدراسى.. ويتفقد منظومة المياه    إزالة 7 حالات تعدٍ على الأراضي الزراعية في قرية بيهمو بالفيوم    محافظ الإسكندرية يتفقد الموقف التنفيذى لمحور اللواء عمر سليمان    "حكماء المسلمين" يرحب باعتماد الأمم المتحدة قرار بإنهاء احتلال فلسطين خلال عام    وزير الصحة اللبنانى يعلن ارتفاع أعداد ضحايا تفجيرات أجهزة البيجر ل32 قتيلا    بعد الأجهزة اللاسلكية فى لبنان.. هل يمكن تفجير الهواتف والساعات الذكية؟    الاحتلال يقتحم قباطية جنوب جنين ويحاصر منزلا    معتز محمد يقترب من الإسماعيلي في صفقة انتقال الساعي للأهلي    «لو مش هتلعبهم خرجهم إعارة».. رسالة خاصة من شوبير ل كولر بسبب ثنائي الأهلي    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة ضيفا على موناكو وآرسنال يواجه أتالانتا    استمرار حبس عامل التحويلة وعمال برج المراقبة بحادث قطارى الشرقية    دفاع أحمد ياسر المحمدى يطالب بعقد جلسة محاكمته فى غرفة المداولة    السيطرة على حريق بمنزل بالفيوم بسبب انفجار إسطوانة بوتاجاز دون إصابات    أشرف زكي يفتح تحقيقا فى واقعة استخدام صورة بشرى للترويج لمسرحية مجهولة    "رحلة طويلة مع تصوير فيلم الغربان".. عمرو سعد يروج لأحدث أعماله السينمائية    الجمهور يحتفي بمشهد مؤثر لإيمان العاصي في مسلسل «برغم القانون»    التنورة التراثية تحصد جائزة أفضل عرض فى ختام مهرجان البحر المتوسط بقبرص    فتحي عبد الوهاب يقدم ورشة تمثيل في الدورة ال 12من مهرجان وهران بالجزائر    4 مصابين في قصف إسرائيلي استهدف المخيم الجديد بالنصيرات    الصحة العالمية: مصر قدمت دورا كبيرا لتحسين الخدمات الصحية فى المبادرات الرئاسية    الصحة تؤكد التزامها بتعزيز سلامة المرضى وتحقيق أعلى معايير الرعاية    منظمة الصحة العالمية حذرت من انتشاره..4 أسئلة عن المتحور الجديد لكوروناXEC    إطلاق قافلة طبية بالمجان لقرية إكياد البحرية بالشرقية ضمن مبادرة حياة كريمة    المتهم بقتل صديقه في السلام: «خلافات شغل السبب وماكنتش أقصد أقتله»    إصابة 4 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي بالطريق الصحراوي الشرقي في قنا    بالفيديو.. كاتب صحفي: إسرائيل تحاول نقل الحرب من غزة وجعلها مفتوحة    إسرائيل تقدم مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار بغزة يشمل بندا خاصا بالسنوار    وزير الري يتابع جاهزية التعامل مع موسم الأمطار الغزيرة والسيول    بعد رفع أسعار أسطوانات البوتجاز.. كيف تأثرت الأسعار في المطاعم؟    وزير الصحة يلتقي رؤساء «فارما جروب» لبحث تعظيم الاستثمارات في توطين صناعة الدواء    حقيقة ادعاء فتاه قيام أحد ضباط الشرطة بالإسكندرية بإلقاء القبض على شقيقها دون وجه حق    تراجع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس في الأسواق (موقع رسمي)    مأساة عروس بحر البقر.. "نورهان" "لبست الكفن ليلة الحنة"    بوريل يرحب باعتماد الأمم المتحدة قرارا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين    السفير حسين هريدي: الوضع الإقليمي قابل للتدهور بسبب حرب غزة    جامعة العريش تُطلق أول مسابقة للقيادات الإدارية    الأهلي يعقد مؤتمرًا صحفيًا اليوم لإعلان تجديد الشراكة مع ال«يونيسيف»    حكم صلاة الاستخارة للغير.. هل تجوز؟    لاعب الزمالك يطلب الرحيل عن الفريق قبل مباراة الأهلي.. عاجل    برج القوس.. حظك اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024: لا تلتفت لحديث الآخرين    كيفية الوضوء لمبتورى القدمين واليدين؟ أمين الفتوى يوضح    موعد مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي.. «السيتيزنز» يطارد رقما قياسيا    إدراج 51 عالما بجامعة الزقازيق ضمن الأكثر تميزًا في قائمة ستانفورد الأمريكية    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    اتحاد الكرة: تغيير لائحة كأس مصر وارد ليس لمجاملة الأهلي    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    «هي الهداية بقت حجاب بس؟».. حلا شيحة تسخر من سؤال أحد متابعيها على التواصل الاجتماعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى ميلاد أمير الصحافة العربية.. ننشر نص رسالة اعتذار هيكل لمحمد التابعي
نشر في صوت الأمة يوم 18 - 05 - 2020

لقبوه بأمير الصحافة، تخرجت على يده أجيال صحفية كبيرة مطلع القرن الماضي، إنه الأستاذ محمد التابعي مُعلم الأساتذة في المدارس الصحفية بمصر في القرن العشرين، ففي مثل هذا اليوم ال 18 من مايو عام 1896 وُلد الأستاذ محمد التابعي بمنطقة خليج الجميل ببورسعيد.
شهرته
أسس التابعي مجلة آخر ساعة الشهيرة عام 1934، وشارك في تأسيس جريدة المصري مع محمود أبو الفتح وكريم ثابت، ويعتبر التابعي هو الصحفى المصري الوحيد الذي رافق العائلة الملكية في رحلتها الطويلة إلى أوروبا عام 1937، بحاجة لمصدر وكان شاهداً ومشاركاً للعديد من الأحداث التاريخية وقتها، وللتابعي أسلوبٌ ساخر، حيث أطلق أسماء هزلية على بعض الشخصيات السياسية المعروفة، وكان يكفي أن يشير التابعي في مقال إلى الاسم الهزلي ليتعرف القراء على الشخصية المقصودة.
وقد تتلمذ على يديه عمالقة الصحافة والسياسة والأدب مثل الكاتب الصحفي الراحل محسنين هيكل، ومصطفى وعلي أمين،و كامل الشناوي، وإحسان عبد القدوس، وأحمد رجب.

حكاية رسالة الاعتذار
في عام 2008 وبعد أن رخل التابعي بأكثر من أربعين عاماً، قررت دار الشروق أن تُعيد نشر وطباعة كتاب محمد التابعي عن أسرار الساسة والسياسة الذي تطرق فيه التابعي لحياة وأسرار رئيس الديوان الملكي وقت حكم فاروق في أربعينيات القرن الماضي أحمد حسنين باشا، ولم تجد دار الشروق أفضل من الأستاذ محمد حسنين هيكل ليكتب مقدمة الكتاب فهو تلميذه الذي تتدرب على يديه في أوائل ظهوره بعالم الصحافة.
لكن الأستاذ هيكل بدأ مقدمة كتاب التابعي باعتذار واضح وصريح لأستاذه، قائلاً : في الحقيقة أنا لا أقدم كتاباً للأستاذ التابعي وإنما أتقدم إليه باعتذار وذلك بالفعل شعوري إزاء رجل أعتبره من أساتذتي الكبار وأستاذ لكثيرين غيري من نفس الجيل الذي خطا إلى عالم الصحافة العربية أعقاب الحرب العالمية الثانية وبالتحديد مع مطلع الأرببعينيات من القرن العشرين.
"كان من حسن حظي أنني عملت مع التابعي وهو وقتها صاحب ورئيس تحرير مجلة أخر ساعة أيام عزها قادماً من جريدة الإيجيبشان جازيت بتوصية من رئيس تحريرها في ذلك الوقت هارولد إيرل وأظنني ولعل ذلك كان رأيه أيضاً كنت اخر قائمة طويلة من الشباب وقتها تتلمذوا عليه".

مدرسة التابعي
ويقال عن الرجل انه صاحب مدرسة في علمه أو فنه إذا وصل تأثيره في مجاله إلى درجة يختلف بها ما بعده عما قبله، بمعني أنه إذا حذف دوره من المجرى العام للتطور، انقطع الخط على فجوة واسعة، وذلك كان نموذجي في حالة التابعي فقط اختلف مجال الكتابة الصحفية بعده عما كان قبله، وفي هذا الاختلاف بين السابق واللاحق يتبدى حجم تأثيره، مثله في ذلك مثل غيره من مستواه في مسيرة أي علم أو فن.. هكذا يشرح هيكل مدرسة التابعي.
ويتابع هيكل في مقدمة كتاب "من أسرار الساسة والسياسة": التابعي أضاف شيئأ أخر إذا صاغ أسلوباً مختلفاً في التناول الصحفي، وهذا الاختلاف الذي أحدثه التابعي هو نعومة الكلمة وانسياب الكلام، أي أن هناك إضافتين تُحسبان للتابعي إخداهما في اللفظ والثانية في السياق، وبالنسبة للأولى فإنه يبدو وكأن الألفاظ كانت ع لى نحو ما في حالة عشق مع قلم التابعي فما إن يضع سن القلم على صفحة الورق حتى تذوبب المعاني والصور لينة سائلة على السطور، وبالنسبة للسياق فإن أي قائ لكتابات التابعي سوف تنكشف له قاعدة سمعته يكرها علينا كثيراً مؤداها، أن القصة في التفاصيل.
شجاعة التابعي
لكن هيكل وجيله حاولوا أن يتعلموا من التابعي، "وقلت أنني كنت أسعدهم حظاً، ربما لأني كما أسلفت أخر من تتلمذ على يديه، والسبب غالبا، أنني وصلت إلى صحبته قرب أخر النهار، وفي مرحلة من الحياة لها خواصها مع الناس وفي الطبيعة، وهي مرحلة ما بين الأصيل والغروب، وعندما حضرت الأصيل في حياة محمد التابعي فقد لفتني الوهج المهني والسياسي والاجتماعي المحيط بجوانبها، وكان ذلك حظي، ثم كان لسوء الخظ أنني حضرت نزول الغروب أيضاً حين قرر محمد التابعي أن يبيع أخر ساعة إلى دار أخبار اليوم وأصحابها الأستاذان مصطفى وعلى أمين وكان البيع لنفس الأسباب التي ضاعت بها من قبل حصة التابعي في جريدة المصري".
ويوضح هيكل أسباب الاعتذار قائلاً: وبمقدار ما حاولت وحاول غيري في مرحلة الغروب أن نعبر للرجل عن عرفاننا بفضله فإن نور الحياة انطفأ عن محمد التابعي رجلاً ثقيلة همومه كسياً قلبه، جريحة كبرياءه، برغم أنه ملك في لحظات الأزمة شجاعة أن لا يرمى المسؤلية على غيره، بل يلوم نفسه، وأحياناً بمرارة كما تكشف أوراقه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.