لست حزبيا، ولا أنتمى لاحزاب سياسية ولم أفعل ذلك طوال حياتى الصحفية! وليس هذا عيبا فى الأحزاب ولا تعريضا بالانتماءات السياسية، فالإنسان «حيوان سياسي» ويجب أن يكون له انتماؤه والحزبى ولكن العيب فى شخصى بطبيعتى المتمردة على الواقع، والروح النقدية التى جبلت عليها ولاعتقادى الذى قد يكون خاطئا بأن الكاتب يحب أن يكون حرا، ومتحررا من القيود، ولئلا يضطر للالتزام بمواقف حزبية يرفضها والدفاع عن قضايا غير مقتنع بها! ثم إن المثقف يتناقض مع السلطة ويتصادم معها، سواء كانت حزبية أو حكومية أومعنوية! والسبب أن المثقف «تقدمي» بطبعه يرفض الواقع ويتمرد عليه وينشد التغيير بينما طبيعة السلطة «محافظة» تحافظ على التقاليد المتوارثة وتعادى التغيير! أظنها مقدمة كافية لكى تعرف بأننى لست إخوانيا ولا أنتمى لجماعة الاخوان المسلمين! ورغم ذلك تعاطفت مع الجماعة ومرشح الجماعة محمد مرسى، كرد فعل طبيعى للتجريدة الإعلامية ضد جماعة الاخوان ومرشحها الرئاسى الدكتور محمد مرسى وكذلك حملات السحل والتشويه التى قامت بها ميليشيات القنوات الفضائية الممولة من فلول النظام البائد والتى يقودها عدد من نجوم «الإعلام الأمني» الذين عمل بعضهم كطبول وأبواق دعائية للرئيس السابق ونظامه وقام بعضهم الآخر بحملات دعائية لمبارك فى الانتخابات الرئاسية وسرعان ماركبوا موجة 25 يناير وتحولوا إلى ثورجية وهات يابلاغات وهات يا أسئلة: لماذا لم يقبضوا على جمال مبارك حتى الآن! هكذا كانت تصرخ واحدة من «الفلات الشهيرات» لقد عادوا لاستخدام فزاعة الإخوان بصورة فجة وصوروا مصر بأفغانستان وكأنهم يتحدثون عن بلد آخر غير البلد الذى يسكن تحت جلد شعبه حضارة 5 آلاف سنة! أوكأنهم يخاطبون شعبا من الاغبياء والحمقى والمتخلفين عقليا ولمجرد أنهم يتلقون تعليمات واوامر بالتمهيد لسحل الاخوان وعودة النظام السابق! إن الشئ إذا زاد عن حده انقلب لضده وانقلب إلى تعاطف مع جماعة الإخوان وإلي حشود هائلة فى الميادين! ورغم ذلك لم يزل الإعلام العسكرى يتعامل بذات المنهج الذى تعامل به إعلام مبارك والذى ادى إلى قيام ثورة! ولم يزل المجلس العسكرى يمضى على خطى مبارك مع تغيير طفيف فبدلا من خليهم يتسلوا.. خليهم يولعوا! تماما مثلما فعلوا مع الدكتور محمد البرادعى وحاولوا تشويهه وسحله إعلاميا واغتياله معنويا وانتهى الأمر بشعبية جبارة حاز عليها نتيجة غباء وغشم الإعلام الأمني! ثم ما هذا التعتيم الإعلامى على كل ما يستحق الشعب أن يعرفه؟ لماذا لم يخرج مسئول من المجلس العسكرى يلقى بيانا يوميا عن الحالة الصحية للرئيس المحكوم عليه بالمؤبد؟ ترى أين المصداقية وقد منحوا وكالة الأنباء الرسمية خبرا كاذبا بأن مبارك مات إكلينيكيا لصرف الانظار عن ميدان التحرير؟ لماذا يكذبون على الشعب ويتعاملون معنا باعتبارنا حميرا ودواب نساق بالعصي ونضرب على اقفيتنا كل يوم! أوليس من حقنا نحن الدواب معرفة حالة الرئيس المخلوع الصحية ولماذا تم نقله من سجن طرة؟ وهل يطبق هذا الامتياز على سائر السجناء؟ وهل المجرم المسئول عن قتل مئات المتظاهرين يستحق قضاء العقوبة فى مستشفى خمس نجوم ويعامل معاملة فاخرة؟ ثم الإعلان الدستورى الذى يتضمن تشكيل مجلس الدفاع الوطنى المفروض أن يقوم رئيس الجمهورية تشكيل هذا المجلس وليس العكس بأن تقوم المؤسسة العسكرية بتعيين رئيس الجمهورية عضوا بالمجلس؟ هل نحن بصدد رئيس منزوع الصلاحية وبدرجة وكيل وزارة؟ ترى هل يسمح لرئيس الجمهورية القادم بدخول الحمام من دون موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟ وبافتراض حصوله على موافقة هل سيسمح له بالخروج من الحمام؟ أظن أن من حقنا كحمير معرفة من الذى أمات مبارك إكلينيكيا ولماذا تم نقله من مستشفى سجن طرة لمستشفى المعادي؟ ومن الذى أمر بإذاعة خبر موته؟ ومتي يعود إلي سجن طرة؟ واخيرا اظن أنه من حقنا كحمير أن يصرف لنا المجلس العسكرى حصة من العلف والبرسيم المخصص لخيل الحكومة! أظن هذا ابسط حقوقنا الدستورية كحمير وكخيل وكبغال! نشر بالعدد 603 بتاريخ 2/7/2012