مرة أخرى يعود مبارك رئيساً للجمهورية.. ولكن فى جمهورية طرة، لو تم نقله إلى مستشفى السجن.. سيصبح رئيساً متوجاً للجمهورية وتكتمل أركان الدولة هناك، ثم يتم إطلاق اسم مبارك على محطة المترو.. ويتم إعلان الجمهورية رسمياً.. هذا ما يمكن أن أفهمه من قرار النائب العام.. ولكن هل هذا النقل ممكن؟.. وهل استعدادات الأمن كافية لتأمين الرئيس فى طرة؟! الإجابة، لا يمكن نقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة حالياً.. رغم قرار النائب العام، بضرورة نقله إلى هناك.. ولا يعنى هذا أن هناك من يمتنع عن تنفيذ قرار النائب العام.. سواء شفقة أو رحمة.. أو مجاملة للرئيس، مراعاة للعيش والملح.. اللى شغال فى البلد اليومين دول.. لا أقصد هذا بالطبع.. ولا شىء من ذلك يمكن أن يحدث.. ولكن تبقى مبررات عدم نقله قائمة حتى الآن! وتعالوا ننظر للمسألة بطريقة عملية.. هل المستشفى نفسه مجهز لاستقبال الرئيس المسجون؟.. هذه واحدة.. الثانية هل مبارك محبوس أم لا؟.. هو محبوس وإن كان داخل قصره.. بعد أن انقطع عنه ولداه واتصالاته.. ويتم استجوابه كل يوم.. بمعنى لا يهم إن كان فى القصر الرئاسى، أو منتجع شرم أو مستشفى شرم.. لكن هناك أكثر من مشكلة لو تم نقله لمستشفى السجن! أولاً وزارة الداخلية تحتاج إلى شهر على الأقل، لتجهيز مستشفى طرة.. ثانياً مسألة تأمين الرئيس تبقى مهمة جداً.. فهو ليس مجرد سجين عادى.. ثالثاً يبدو أن الداخلية قد فوجئت بقرار النائب العام.. وربما وزير الداخلية منصور عيسوى نفسه، قد فوجئ به.. وحسب معلوماتى أنه كان هناك اتفاق حتى يبقى مبارك فى حيازة القوات المسلحة.. تحت حراستها ومسؤوليتها.. وأظن أن هذا الأمر كان هو الإجراء الأسلم.. لأن محاكمة مبارك شىء، أما حياته فهى شىء آخر! ما معنى ما حدث؟.. معناه أن النائب العام يمارس سلطاته وصلاحياته باستقلالية تامة.. ومعناه أنه لم تعد هناك مواءمات ولا تعليمات، ولا توجيهات ولا حتى تنسيق.. وهنا أقول إن القرار فى حد ذاته له قيمة كبرى.. والسؤال كيف يتم تنفيذه على أرض الواقع؟ صحيح النائب العام يُرضى ضميره.. وصحيح أنه يريد أن ينتصر للثورة كل يوم.. لكن لابد أن نعرف لماذا تأخر تنفيذ قراره منذ صدوره حتى الآن؟! السبب ليس لأن الرئيس يبكى.. أو يمسك فى رجل السرير، ويقول هتحبسونى ليه؟.. وإنما لأن المستشفى الذى ينتظره لا يصلح لاستقباله.. وأعتقد أن الدكتور السباعى قال ذلك فى تقاريره ومعايناته.. وأعتقد أن النقل إلى المركز الطبى العالمى من السهل تأمينه، فيما لو تم نقله إلى مستشفى السجن، ثم يتعرض مبارك بعد ذلك للتصفية الجسدية.. وهناك همس كبير فى هذا الشأن! ولا يصح أن تحدث التصفية، ثم تتأثر سمعة مصر.. لا نقول هذا تعاطفاً، ولا تهيئة لقرار، ولا تمهيداً لأرض.. ولا يحزنون.. اتركوه تحت حراسة القوات المسلحة.. خاصة أنكم تعلمون حال الأمن الآن.. جائز هناك من يريد الإسراع بنقله من شرم الشيخ لاعتبارات تخص السياحة.. وجائز هناك من يطالب بنقله إلى مكان بعيد حتى تهدأ الأحوال، ويعود الاستقرار.. كل ذلك رائع! النقل إلى مستشفى عسكرى «نعم».. مستشفى سجن طرة «لا».. وأستطيع أن أقطع أن مبارك لن يُنقل إلى طرة لأسباب أمنية بحتة.. ولا أظن أن النائب العام أراد أن يلقى الكرة فى ملعب الداخلية، أو المجلس العسكرى.. لقد تعامل النائب العام مع مسجون.. وكان سجن طرة هو المكان الطبيعى.. لا أكثر ولا أقل!