«زي النهارده».. ثورة 30 يونيو تطيح بحكم الإخوان 30 يونيو 2013    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 30 يونيو    مقرر استثمار الحوار الوطني: أوربا في أزمة طاقة.. ومصر الوجهة الأهم لتوفير الطاقة المتجددة    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 بعد آخر ارتفاع الأحد 30 يونيو 2024    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم الأحد 30 يونيو    مقتل أربعة في نيكاراجوا وإجلاء المئات في المكسيك بسبب الأمطار الغزيرة    نتائج أولية.. الغزواني في المقدمة بانتخابات الرئاسة الموريتانية    رهينة إسرائيلية مطلق سراحها: هل يمكننا أن نتعلم الحب وليس الكره    قصف مدفعي للاحتلال على مناطق جنوبي رفح الفلسطينية    كوبا أمريكا 2024| منتخب تشيلي يتعادل مع كندا ويودع البطولة    شاهد محمد أبو تريكة يصنع الحدث في مواقع التواصل بعد احداث مباراة المانيا والدنمارك ... خالد منتصر يسخر من تصريحات محمد أبو تريكة    ياسر أيوب: اتحاد الكرة يعاني من تهديد الأهلي والزمالك في قرارات الانسحاب    جهاد جريشة: أطالب رابطة الأندية بالاعتذار للاتحاد السكندري    هشام يكن: الزمالك أخطأ لخوضه مباراة سيراميكا كليوباترا    الأرصاد الجوية: انخفاض طفيف في درجات الحرارة.. والقاهرة تُسجل 35 درجة    إعادة ضخ المياه إلى منطقة الدقى وإستئناف تسيير حركة السيارات (تفاصيل)    مدحت صالح يطرب جمهور الأوبرا بأروع أغانيه على المسرح الكبير    نجوم العالم العربي يطلوّن في البرنامج الجديد «بيت السعد»    "لو تجاري".. اعرف موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2024    الأرجنتين تصعق بيرو بثنائية لاوتارو وكندا تبلغ ربع نهائي كوبا أمريكا لأول مرة    "أبو الغيط": مبارك رفض التصدي للاتصالات الأمريكية مع الإخوان لهذا السبب    التطبيق من الغد، شعبة المخابز تكشف عن التكلفة الجديدة لإنتاج الخبز    تفاصيل جديدة عن زواج نجوى كرم    هل يجوز التهنئة برأس السنة الهجرية.. الإفتاء توضح    الصحة: مرضى الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالسرطان    7 معلومات عن الأميرة للا لطيفة.. حزن في المغرب بعد رحيل «أم الأمراء»    عاجل.. لطلاب الثانوية العامة.. الأسئلة المتوقعة في امتحان الإنجليزي    أسعار ومواصفات بيجو 2008 موديل 2024    عصام عبد الفتاح يكشف فضيحة تلاعب كلاتنبرج بالخطوط لصالح الأهلي    ملف يلا كورة.. مصير الشناوي.. انتصار الزمالك.. ونهاية مشوار موديست مع الأهلي    حظك اليوم برج القوس الأحد 30-6-2024 مهنيا وعاطفيا    محمد رمضان يقدم حفل ختام ناجحا لمهرجان موازين وسط حضور جماهيرى ضخم    «السيستم عطلان».. رابطة مصنعي السيارات تكشف أسباب تكدس العربيات في الموانئ    ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر    من هو أول من وضع التقويم الهجري؟ ولماذا ظهر بعد وفاة الرسول؟    وزير خارجية اليمن: القضية الفلسطينية على رأس أولويات القاهرة وصنعاء    عاجل.. فيروس "حمى النيل" يهدد جنود الاحتلال الإسرائيلي.. وحالة من الرعب    اعرف وزن وطول طفلك المثالي حسب السن أو العمر    حكم الشرع في الصلاة داخل المساجد التي بها أضرحة.. الإفتاء تجيب    متحدث التعليم: شكلنا لجنة للوقوف على شكوى امتحان الفيزياء والتقرير في صالح الطلاب    عمرو أديب: مستقبل وطن يمتلك كوادر تنظيمية تستطيع تخفيف الأزمة الاقتصادية| فيديو    ضبط مسجل خطر بحوزته مواد مخدرة وسلاح ناري في الأقصر    حقيقة تأجيل الضمان الاجتماعي المطور لشهر يوليو 1445    الإجازات تلاحق الموظفين.. 10 أيام عطلة رسمية في شهر يوليو بعد ثورة 30 يونيو (تفاصيل)    ظهور مؤثر لVAR وقرارات مثيرة فى مباراتى الزمالك وسيراميكا والاتحاد ضد الداخلية    "طعنة بالصدر".. ننشر صورة المتهم بقتل سباك الوراق بسبب المخدرات    5 علامات تدل على خلل الهرمونات بعد الحمل.. لاتتجاهليهم    مصطفى بكري: إعلان تشكيل الحكومة الجديدة 3 يوليو    رئيس لجنة الصناعة ب«الشيوخ»: 30 يونيو ثورة شعب ضد قوى التطرف والتخلف استجاب لها قائد عظيم لتحقيق طموحات الشعب    بالتزامن مع بداية امتحاناتها.. 14 معلومة عن برامج الماجستير والدكتوراة المهنية بجامعة الأقصر    «الزنداني»: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هدفها كسب تأييد شعبي    أستاذ علوم سياسية: الدول المنادية بحقوق الإنسان لم تقم بدور مهم حول غزة    د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!    إصابة 4 أشخاص بينهم طفل بلدغات سامة في الوادي الجديد    أخبار × 24 ساعة.. وزارة التموين: سداد فارق تصنيع الخبز المدعم للمخابز البلدية    رمضان عبد المعز: الصلاة على النبى تنصرك على آلام وأحزان ومصاعب الدنيا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الري: توجيهات رئاسية بدعم أشقائنا الأفارقة في مجال الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورات الربيع العربى والمستقبل الغامض
نشر في صوت الأمة يوم 05 - 10 - 2012

عد العذاب والضنا.. ولو كان بإيدى يا مولانا كنت أفضل جنبك.. وأجيب لصوتى ألف صوت وانتخبك، نجح الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، بعد أن ظل أنصار كل مرشح، يحلفون على المصحف أن مرشحهم هو الذى ركب حمارة الوطن بالصلاة على النبى، والمرشح التانى.. ركب الهوا والمراجيح، فى سابقة لم تحدث فى أى دولة فى العالم، ويبدو أنه كان هناك اتفاق وكلام رجالة إن اللى ربنا يقدره ويصحى بدرى يطلع على القصر الجمهورى، ثم اكتشفوا أن الدكتور مرسى بيصحى بدرى بالطبع عشان يصلى الفجر، فقالك خلاص.. واحد يستلم وردية الصبح، ويحاسب قبل ما يمشى.. والتانى يستلم وردية بعد الضهر، ويروح يبات فى بيتهم بعد ما يسلم الأطباق والسكاكين والكوبايات بالعدد، بعد الشقا والبهدلة وسؤال اللئيم وصوتك يا حرامى بعشر حسنات، نجح الدكتور محمد مرسى، ليس لأنه الزعيم والقائد الملهم لثورة 25 يناير، أو لأن الشعب الغلبان اللى كان بياخد على قفاه، طوال تلاتين سنة، خرج إلى الشوارع يغنى.. يا مرسى يا غرامى.. يا دمعى وابتسامى.. مهما زادت آلامى.. قلبى يحبك يا مرسى، ولكن.. لأن المرشح المنافس، كان رئيس وزراء موقعة الجمل، ورفع شعار.. أبعت بونبونى للثوار.. وميه جمل وحمار.. وعلى القرافة هانكمل المشوار.
بعد فتاوى المشايخ بتوع مرسى لازم ياخد الكرسى لأنه المهدى المنتظر، نجح الدكتور مرسى وبقدرة قادر.. نجح معه مولانا الحاج محمد بديع المرشد العام صاحب فلسفة الصحفيين ولاد أبالسة، ولا تشترى الصحفى إلا والعصا معه.. ان الصحفيين لأنجاس مناكيد، لأنهم يلبدون للمشايخ فى الدرة، عشان يخطفوا العمة من فوق دماغهم، مولانا الحاج صفوت حجازى صاحب مدرسة الولايات الإسلامية المتحدة، وعاصمتها القدس، وبلادها القاهرة اللى مليانة زبالة وتقرف الكلب، ولما العيال تحب تطلع مظاهرة ياخدوا البيچو لحد حائط المبكى، يعيطوا، ويرزعوا بعض القفا، ويرجعوا بالسلامة، ونجح أيضا الحاج خيرت الشاطر الذى يؤمن بأنه كان أولى من الاستبن.. بس النصيب بقى لذلك فهو يتصرف على أساس إنه الرئيس الفعلى، وقائم مقام ميليشيات المشايخ العسكرية، ونجح معهم مكتب الارشاد ومشايخ الحرية والعدالة، وخدوا الجمل بما حمل، ووقف الشعب المصرى يصرخ على طريقة عم أيوب.. كلكوا علىّ ولا إيه؟! فيرد عليهم المشايخ.. تحالا لحمو يا حبيبى.. والله حى.. مرسى جاى.
نجح الدكتور مرسى بخمسة وعشرين بالمائة من مجموع أصوات الناخبين يعنى يا دوب اللى انتخبوه المشايخ، وجماعة 6 ذى القعدة 6 أبريل سابقا وجماعة العمم والدقون..أطعم من الفلول بالخل والليمون، يعنى سيادته لا يمتلك تفويضا من عموم المصريين، ليحول حياتنا هو ومشايخه الى مارشات عسكرية وقرآن، وفى الاستراحة يذيعون أسماء المطلوبين لإقامة الحد عليهم، والجلوس على الخازوق، وتحديد مواعيد رضاعة الكبار، وكيفية مضاجعة الوداع، والطرق السليمة والآمنة.. عشان تبوس المزة بعيدا عن الأكمنة، بدل ما يقفشك المخبرين بلبوص، فإذا كان الدكتور محمد مرسى الذى يمثل الحمائم فى جماعة المشايخ، يبدو رجلا بسيطا طيبا، على استعداد لقبول الآخر، فإن بقية المشايخ والذين يمثلون الصقور سوف يواصلون رحلة الاستيلاء على الوطن دفعة واحدة، وسحبه إلى شعاب قريش ونركب الحمير والبغال، لأن العلم والتكنولوجيا حرام، وبدعة.. وكل بدعة ضلالة..وكل ضلالة فى النار، وسوف يحاولون فرض سطوتهم على الراجل الطيب، حتى يجد نفسه أخيراً خليفة للمسلمين الذين يرعون المعيز، ويأكلون الثريد ويضاجعون الموتى ويقفون بالدور أمام المصالح الحكومية من صباحية ربنا، عشان يلحقوا يرضعوا وثورة ثورة حتى أول خرابة.
وقعت ثورات الربيع العربى فى تونس أولاً، رحم الله تعالى البوعزيزى الذى أشعل موته تلك الثورة العظيمة. كم من الوزراء والمسئولين فى تونس يتذكرونه اليوم، ويدعون له بالرحمة والمغفرة إثر الصلوات، أو يزورون قبره ترحماً عليه. وقد حرك موته الشعب التونسي، فخرج ثائراً حتى هرب ابن على وزوجته كل إلى جهة مختلفة، فراراً بحياتهما، حاملين معهم كل ما خف حمله وغلا ثمنه، مما استطاعا حمله، حتى يفقرا الشعب أكثر وهما خارج السلطة.
ثم كانت مصر فى إثر تونس، وكانت ثورة مصر حضارية سلمية كأختها فى تونس، رسمت صورة الشعب الصابر الذى عانى طويلاً، وخصوصاً على مدى الثلاثين سنة الأخيرة فى عهد المخلوع مبارك، الذى يرقد اليوم على سرير المرض أو سرير التمارض، يقضى حكماً بالسجن المؤبد فى قضية قتل المتظاهرين، وتنتظره قضايا أخرى تتهمه بالخيانة العظمى. يرقد الرئيس البائد وهو يرى رجلاً ممن اعتبرهم ألد أعدائه، يراه، فى السلطة وكرسى الرئاسة، طالما سجنهم أى الإخوان المسلمين وبعض أهل الرأى الآخرين، وطالما قيد حرياتهم لأنهم قالوا قولة حق يوماً ما، ونبهوه إلى الفساد المحيط به فلم يستجب لهم، وكانت كلماته للمعارضة كلها بعد انتخابات الرئاسة المزورة فى2010 وتحت ظل الحزب الوطنى «خليهم يتسلوا».
ثم كانت الثورة الليبية التى لاتزال تعانى حتى بعد ذهاب القذافى صاحب التاريخ الطويل فى اذلال الشعب الليبى الصابر، وامعاناً فى اذلالهم كان القذافى يسميهم بالجرذان. هذه هى صورة من حكموا شعوبهم بالحديد والنار، وهذه هى نهايتهم المأساوية، تصلح كل منها لتكون عدة أعمال درامية وليس دراما واحدة، وهذا التحدى ينتظر أهل الفن عموماً.
وهناك ثورة اليمن التى لاتزال تعانى حتى بعد ذهاب على عبدالله صالح، والثورة السورية التى لا تزال فى المخاض العسير، وتتناهشها الأطراف المختلفة، وتتجاذب بعض قادتها الأهواء وخصوصاً من الخارج، بعد فشل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى فى إيجاد حل لهذه المشكلة الكبيرة. وأحياناً يكون العجز العربى والإسلامى للأسف الشديد هو بوابة دخول العالم الغربى أو الناتو بقيادة أمريكا إلى داخل بلادنا لتدميرها أو التحكم كاملاً فى مستقبلها. تشهد بذلك أفغانستان التى ما كان أحد من المجاهدين يظن أن كرازى هو من سيحكم أفغانستان بعد الجهاد العظيم والتحرير المكلف. والعراق مثال آخر واضح على ذلك، حيث جاء بعض الاسلاميين للأسف الشديد من الخارج على دبابة الأمريكان مع بريمر، وحالة الأمن المتدهورة فى العراق لا تخفى على أحد حتى اليوم.
الثورات لم تكتمل وإن كانت قد دفعت بحزب النهضة فى تونس إلى سدة الحكم، وبالإخوان المسلمين فى مصر إلى كرسى الرئاسة بعد قرار إبطال البرلمان الذى تمتع فيه حزب الحرية والعدالة ذو الأغلبية الإخوانية وحزب النور السلفى تمتعوا فيه بالأغلبية الكاسحة التى لم تدم طويلاً.
التحديات التى تواجه الحركات الإسلامية فى الحكم كثيرة، رغم أمانة الإسلاميين واستقامتهم على الطريق الاسلامى الوسطى وتضحياتهم الغالية لشعوبهم، ولكن الاستقامة والأمانة والتضحيات، هذا كله قد يساعد أكثر الحركات الإسلامية فى الدخول إلى الجنة بإذن الله تعالى، ولكنه لا يمكن أن يقهر كل التحديات التى ورثتها شعوبنا وبلادنا من ظلم وفساد وقهر وتبعية لعقود طويلة، إلا بشروط تكاد تكون تعجيزية بعد الفساد والظلم الطويل ولكنها غير مستحيلة فى حق العاملين للنهضة بحق.
خذ على سبيل المثال التحدى الاقتصادى فى مصر، وطبعاً فى كل بلاد ثورات الربيع العربى حتى النفطية منها مثل ليبيا. هناك جبل من التحديات الاقتصادية يأتى فى قمته المديونيات التى تستجلب ضغوطاً وتدخلاً من المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، فى صورة الناصح الأمين، وهما من أدوات الهيمنة الغربية على بلادنا. وهناك الفساد المستشري، وارتفاع معدلات البطالة، والعجز فى الموازنة الذى ارتفع فى العام الحالى 2012 إلى ما يقرب من مائة وخمسين مليار جنيه مصري، أضف إلى ذلك زيادة التضخم وتدهور قيمة العملة، وتدنى معدلات الاستثمار، والخوف من الاستثمار الخارجى فى بيئة غير مستقرة. وهناك مشاكل اقتصادية حالة، تتمثل فى الفرق الهائل بين معدلات الأجور والتضخم.
هناك بالطبع وسائل عديدة لمواجهة التحديات، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: دعم التنمية الاقتصادية ومكافحة الفساد، حتى تتحقق العدالة الاجتماعية، وهو مطلب ثورى فضلاً عن العيش والحريات والكرامة الإنسانية. ومن اهم تلك الوسائل تشجيع الانتاج والتصدير والحد من الاستهلاك وتخفيض معدلات البطالة والتضخم المرتفعة، وتعزيز عمل وأداء كل القطاعات بما فيها طبعاً القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمارات والسعى لاستقرار السوق، والسعى لخفض العجز فى الموازنة. ولكن ذلك كله يتطلب إلى جانب الكفاءة والمهنية، الشفافية فى الادارة والتصالح مع الشعب والقوى الوطنية والثورية، التى وقفت وراء مرسى موقفاً مشرفاً حتى لا يعود النظام القديم، بعيداً عما يسميه المجتمع الصفقات التى تتم وراء الأبواب المغلقة ولا يعرف عنها الشعب كثيراً، وبعيداً عن الثقة وحدها التى قد تفيد فى حالات شخصية، ولكنها لا تفيد فى مواجهة تلك التحديات الكبيرة والخطيرة.
وأرى أن من أهم تلك التحديات الحاكمة، التفاهم أو سبيل التعاون مع مؤسسات التمويل العالمية، التى غالباً ما تطلب تنفيذ اصلاحات هيكلية وتصر عليها وكأنها قدر محتوم، وذلك فى مقابل توفير ما يسمى بالدعم المالي، وانقاذ الاقتصاد. ولا ينبغى أن يصدق عاقل مثل هذه الأقوال، لأن تلك المؤسسات ليست هيئات خيرية ولا صناديق إغاثة، ولكنها أدوات من أدوات وأساليب الهيمنة العالمية، وللأسف كثير مناً يدرك بعد فوات الأوان.
لا تنسينا الفرحة بمجئ د.مرسى إلى كرسى الرئاسة، وإبعاد شبح النظام البائد، ضرورة استمرار الثورة حتى تتحقق الأهداف الكلية للثورة، ونحمد الله تعالى أن النظام القديم الذى نافس بشدة فى الانتخابات الرئاسية لم ينجح، ولكنه أثبت وجوده، ومحاولاته قوية للعودة إلى النظام البائد وإجهاض الثورة.
بعض تصريحات الإخوان تؤكد اليوم على ضرورة استمرار الثورة بل والاعتصام فى ميادين التحرير(أنظر تصريحات د.غزلان فى الحرية والعدالة يوم27/5/2012) وهذا ما طالبنا به من قبل وغضب بعضهم آنئذ. لقد كان انفصال الإخوان عن الميدان وعن الثورة ولو مؤقتاً، كارثة كبيرة نجانا الله تعالى منها بالتحام الإخوان مرة أخرى بعد زيادة التحديات وابطال البرلمان وقانون العزل السياسى إلى الشعب والقوى الثورية التى تحبهم، ووقفت وراءهم فى الانتخابات الرئاسية خصوصاً. تتمنى تلك القوى أن ينجح د.مرسى فى الوفاء بالتعهدات التى قطعها على نفسه وخصوصاً التحديات الخمس الأولى التى قال إنه سيقضى عليها فى المائة يوم الأولى، وقال مرة أخرى فى أسرع وقت ممكن. وهى إعادة الأمن والاستقرار، وضبط المرور، وتوفير الوقود، وتحسين رغيف العيش، وحل مشكلة القمامة. وهناك تعهدات أخرى تعهد بها د.مرسى قبل الفوز فى الانتخابات منها: تشكيل حكومة إئتلافية واشراك الشباب والمرأة والأقباط فى مؤسسة الرئاسة، وزيادة معاش الضمان الاجتماعى وتخفيف عبء الضرائب، وزيادة الرقعة الزراعية، وزيادة الانفاق على الصحة، وتوفير المزيد من فرص العمل، وتحسين التعليم وأحوال المعلمين، وعدم المساس بحرية الإعلام حتى لا يقصف قلم، ولا يمنع رأى، أو تغلق قناة، أو صحيفة فى عهد الرئيس مرسى.
وبالأمس القريب ألغى القضاء الادارى قرار الضبطية القضائية، التى منحها وزير العدل بقرار منه إلى ضباط وصف ضباط الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية قبل يوم واحد من إبطال البرلمان وإبطال قانون العزل السياسي، وقبل إصدار الاعلان الدستورى المكمل الذى يعطى صلاحيات واسعة للمجلس العسكرى ويترك الرئيس المنتخب من الشعب بصلاحيات غير كاملة. تحتاج مصر إلى توازن أكبر فى السلطات حتى لا تكون القوات المسلحة دولة داخل الدولة، ويستمر الحب الوثيق بين كل فئات وطوائف الشعب وفق الشعار العظيم: الشعب والجيش إيد واحدة ، ولكن لا ينبغى أن تكون هذه اليد ضاغطة أو أن تستأثر بالصلاحيات دون الأخرى. رفض الرئيس مرسى تعليق صوره فى المصالح الحكومية ورفض التهنئة المكلفة بالنشر فى الصحف كما كان أيام مبارك.
ولكن رسالة الطمأنة زادت عن حدها كما يقول المراقبون، عندما إلتقى الرئيس مرسى يوم الثلاثاء26/6/2011 وزير الداخلية وجميع أعضاء المجلس الأعلى للشرطة وطمأنهم بأنه لم يأت لتصفية الحسابات ورفض ما يسمى تطهير الوزارة، لأن جهاز الشرطة جهاز وطنى يجب الحفاظ عليه باعتباره أحد أركان الدولة المدنية الحديثة، ونسى د.مرسى أن هذا الجهاز الوطنى شأنه شأن كثير من اجهزة الدولة بما فيها القضاء تحتاج إلى تطهير وإزاحة الفاسدين وخصوصاً من شاركوا فى معارضة الثورة وقتل المتظاهرين فى موقعة الجمل و ماسبيرو وميدان التحرير وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها من الأماكن، وتطهير من هرّبوا الأمريكان وإلا إرتكبوا مزيداً من الفساد فى حق الدولة العظيمة.
أخيراً يسرنى أن أقتبس بعض نصائح د.عمار على حسن إلى د.مرسى حيث وجه إليه رسالة عبر المصرى اليوم بتاريخ26/6/2012 جاء فيها:
«السيد الرئيس أعلم أن الشعب هو الذى منحك ما أتاك، فافعل مالا يجعله يأخذ ما أعطى، ثم يزجرك وينهرك ويلحقك بمن سبقك، وإن خطفك زهو أو غرور فتذكر جيداً ما جرى لمن جلست مكانه وأعقبت زمانه، وكن اجيراً أو خادماً كما وعدت، فآخر القياصرة يلعق جراحه فى قفص على بعد خطوات من مخدعك ومقعدك».
ويقول د.عمار كذلك بلسانه ولسان عدد كبير من الوطنيين والثوريين:
«أنت طلبت فى خطابك الأول أن نعينك إن أحسنت ونقومك إن أسأت، وبالنسبة لى فإن إعانتك فى كل الأحوال هى نقدك، ليس بتعقب ما تفعله بحثاً عن كل زلل وخلل، وليس حباً فى المعارضة أو وقوعا فى فخها وهواها، وإنما هى الرغبة المتجددة دوماً فى طرح ما أعتقد أنه الأفضل دوماً لبلادي، بكل تجرد ونزاهة، فهى الأولى دوماً بأن نراعيها، تعاقب عليها الكثيرون من أمثالك فذهبوا وبقيت هى تاج العلاء فى مفرق الشرق، فساعد أهلها على أن تظل رؤوسهم مرفوعة، والله معنا جميعاً ومعك».
وتعليقى فقط على نصيحة د.عمار وهى جميلة جداً وواقعية، أن الذين تعاقبوا على مصر ليسوا من أمثال د.مرسي، ونطمح أن من يأتى بعد د.مرسى يكون أفضل منه لمصر وللعروبة والاسلام والانسانية.
والله الموفق
نشر بالعدد 603 بتاريخ 2/7/2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.