هل انقلب ماكرون على ترامب؟، ولماذا، سؤال بدأ يلوح في الأفق بعد التصريحات النارية التي أطلقها ماكرون خلال الأيام الماضية والتي هاجم فيها السياسة الأمريكية متهما إياها بتوريط الدول الأوربية في علاقتها مع موسكو، علاوة على انتقاده لقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما يعني قرب الصدام بين الطرفين خلال الأيام القادمة، علي الرغم من العلاقة الوثيقة التي كانت تربط بينهما حتي أن البعض أطلق علي ماكرون "الطفل المدلل لترامب" البداية كانت في مؤتمر بطرسبرج الاقتصادي، حيث كشف الرئيس الفرنسي في كلمة ألقاها في اجتماع منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي والذي حضره رؤساء العديد من بلدان العالم، أن عدم الثقة بين الغرب وروسيا نتج عن خطيئة ارتكبها الغرب وظل يرتكبها على مدى عشرين عاما، مؤكدا أن أوروبا سقطت في اثار التبعية الأمنية للولايات المتحدةالأمريكية، وهو ما استغله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتأكيد علي قدرته علي توفير الأمن. لم يقف الأمر عند حد توجيه هذا الهجوم لأمريكا ، بل إن ماكرون اعتبر قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدسالمحتلة "خاطئا" حيث قال أثناء المنتدى الاقتصادي الدولى " بكل وضوح هذا القرار خاطئ، وأعتقد أنه ينبغى علينا اليوم ألا نزعزع فى المنطقة الاستقرار القائم على مبادئ واضحة وتوازن معين"، مشيرا إلي أن بلاده تدعم حل الدولتين وملتزمة به، مشددا على ضرورة إجراء مفاوضات بهذا الصدد. وأضاف: "لهذا السبب فإن قرار نقل السفارة ليس صائبا أو مرغوبا، ونشعر بالحزن بخصوص ذلك". وفي الأسبوع الأول من مايو وجهت فرنسا انتقادا لاذعا لترامب ، حيث أبدت فرنسا “رفضها الشديد” لتصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب التي استخدم فيها اعتداءات ۲۰۱5 في باريس للدفاع عن الحق في حمل السلاح، داعية إلى “احترام ذكرى الضحايا”. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية انييس فون دير مول في بيان أن “فرنسا تعرب عن رفضها الشديد لتصريحات الرئيس ترامب في ما يتعلق باعتداءات نوفمبر ۲۰۱5 في باريس وتطلب احترام ذكرى الضحايا”. أما الموقف الثالث الذي يوضح انقلاب ماكرون علي ترامب هو انضمام فرنسا إلي الدول الرافضة للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ، حيث انتقد ماكرون قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان إن الأوروبيين ليسوا مضطرين لدفع ثمن انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي مع إيران. وأضاف، عقوبات واشنطن على الشركات الأجنبية في إيران قيود مرفوضة " مشدداً على "ضرورة تفاوض الأوروبيين مع واشنطن لتفادي آثار هذه العقوبات". وتابع لودريان أنه "يجب على الأوروبيين صياغة الإجراءات الضرورية لحماية مصالح شركاتهم، وبدء المفاوضات مع واشنطن حول ذلك".