قال وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان إن اتفاق فيينا حول البرنامج النووي الايراني لا يزال قائما وأن الاوروبيين أكدوا بقوة رغبتهم في الاستمرار فيه و كذلك الروس و الصينيين و الايرانيين الذي ينبغي عليهم مواصلة الالتزام بِه. وأوضح لودريان-في مقابلة مع صحيفة "لوباريزيان" نشرت اليوم "الجمعة"،أنه ينبغي أولا الابقاء على الاتفاق النووي بكل أبعاده ثم استعادة ديناميكية للسلام للتعاون الدولي لمصلحة الجميع عبر فتح طريق إضافي مع الايرانيين و كل الشركاء. وأضاف ان مسآلة الصواريخ طويلة المدى و نزعة الهيمنة لدى ايران في المنطقة و مستقبل الاتفاق النووي بعد عام 2025 هي موضوعات مطروحة للتفاوض من قبل الرئيس ماكرون الذي اقترح التوصل الى اتفاقية اطارية و هو أمر لا يستبعده الرئيس ترامب، مشددا مجددا على انه لا يوجد خطة بديلة لان البديل سيكون الحرب. وأكد لودريان ايضا تفهمه لشواغل ايران التي تريد الحفاظ على المزايا الاقتصادية التي توفرها لها الاتفاقية، و الحاجة لقوة اوروبية من نوع جديد، مشيرا إلى مساعي بلاده لدى الاتحاد الاوروبي لضمان استمرارية الاطار الخاص بالالتزامات التجارية و الاستثمارات. وشدد لودريان على ضرورة ضبط النفس واصفا قرار ترامب "بالسىء" لانه يعيد النظر في اتفاق تم اعتماده بقرار حظى بإجماع مجلس الامن الدولي، فضلا عن كونه يشجع على الانتشار النووي و دعاة الحرب من كل جانب. وعما اذا كان على الشركات الفرنسية مغادرة السوق الايراني، اعتبر لودريان أن العقوبات التي ستتخذها واشنطن مسألة تخصها إلا أن الطابع العابر للحدود للتدابير العقابية أمر غير مقبول إذ ان الاوروبيين ليس عليهم دفع ثمن انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاق ساهمت بنفسها في إبرامه، مؤكدا انه على الاوروبيين اتخاد الاجراءات اللازمة لحماية مصالح شركاتهم و بدء مفاوضات مع الجانب الامريكي في هذا الشأن. وحول تبعات الانسحاب الامريكي على الاقتصاد العالمي، قال لودريان انها بدأت تظهر على تضخم أسعار النفط و ارتفاع تكلفة الطاقة بالاضافة الى حالة عدم اليقين التي تخيم على الفاعلين الاقتصاديين في المنطقة. وحول اذا كان هناك توتر في العلاقات بين باريس و واشنطن، أجاب لودريان بانه مع الرئيس ماكرون أتسمت العلاقات بالصراحة والإقرار بوحود خلاف بشأن قضايا مثل المناخ و النووي إلا أن ذلك لا يمنع من أن البلدين حليفان تاريخيان و لكن هذا لا يعني الانحياز السياسي. وأضاف أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حمل بقوة و دون لبس رسالة فرنسا حول التعددية في خطابه أمام الكونجرس خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الأوروبيون الضامنين للتعددية باعتبارها السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن والعمل على نحو وثيق مع الادارة الامريكية تحقيقا لهذا الهدف. كما نوه لودويان إلى ضرورة دفع التحرك الدبلوماسي في سوريا أيضا في ظل تجمد المفاوضات في الأممالمتحدة و عدم إحراز الروس لأي تقدم، مذكرا بالمبادرة التي تعرضها فرنسا و تشمل الدول المعنية لفتح أفق جديدة للسلام.