ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الإثنين أن السكان في المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش في سورياوالعراق يصورون خلسة بهواتفهم الخليوية أثار الدمار التي ألحقها التنظيم الإرهابي بالتحف الأثرية. وفي شمال سوريا ، يغطي أمناء المتاحف الفسيفساء الثمينة بمواد مانعة للتسرب وأكياس الرمال. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أنه في المتحف الوطني العراقي الذي أعيد افتتاحه مؤخرا في بغداد تحمي القضبان الحديدية الجديدة صالات عرض القطع الأثرية القديمة من أسوا السيناريوهات التي قد تحدث.. وأن هذه ليست سوى جانب من الجهود المستمرة لحراسة كنوز العراقوسوريا، الدولتين الغنيتين بآثار أقدم الحضارات في العالم. ولفتت الصحيفة إلى أنه لا يمكن فعل الكثير تحت إطلاق النار..فإن الوقت ينفد مع تسريع المتشددين وتيرة النهب المنظم وتدمير الآثار. ونقلت الصحيفة عن مسئولين عراقيين قولهم انه خلال بضعة أيام في الأسبوع الماضي قامت المجموعة المعروفة باسم داعش بتدمير أجزاء من اثنين من المدن القديمة الأعلى قيمة شمال العراق، وهما النمرود والحضر. وقال السكان إن المسلحين المتشددين دمروا أجزاء من دور شاروكين ، ذلك الموقع الأثري الأشوري الذي يعود إلى 2800 عاما مضت قرب خورس اباد شمالي العراق. وأضافت الصحيفة أن أعضاء داعش وصفوا تلك الأثار بالأوثان التي يجب تدميرها.. ولكنهم أيضا نهبوا الآثار على نطاق واسع لجمع الأموال، وفقا للمسؤولين والخبراء الذين تتبعوا السرقات من خلال المخبرين المحليين وصور الأقمار الصناعية. وقال عمرو العظم مسئول أثري سابق في سوريا ويعمل على مشروعات حماية التراث في سورياوالعراق " إنه يتم التعامل مع كل شيء وفقا لقيمته.. وإذا كان له قيمة دعائية فإنهم يستغلونه للدعاية..وإذا كان بإمكانهم بيعه ، فسيفعلون بذلك" ، وتابع أن علماء الأثار والقائمين على صيانتها يكافحون لحمايتها من الأسباب البيئية المدمرة مثل الطقس والتنمية .. ولكنهم في المناطق التي يسيطر عليها داعش ليس هناك ما يمكنهم فعله اكثر من توثيق لدمار فقط. وقال قيس حسين رشيد نائب وزير السياحة والأثار العراقي "أنه يمكن لمجرم معتوه بضربة واحدة من مطرقة أن يدمر كل جهودنا ..ولا يمكننا القيام بشيء .. مضيفا بأن مايحدث امر محزن. ولفتت الصحيفة إلى أن وزير السياحة العراقي عادل شرشاب ونائبه ناشدا قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ضرب المسلحين الذين يقتربون من المواقع الأثرية التاريخية الأخرى.. مضيفة أن المسئولين قاموا بأحدث خطواتهم في مسعاهم بإدراج أطلال بابل القديمة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي ، على أمل الحصول على قدر من الحماية من قبل الأممالمتحدة. ومع ذلك ، فإن هذا المسعى يبدو وكأنه درع رقيقة نظرا للضرر الذي يحدث في المواقع الأخرى الموضوعة على قائمة اليونسكو ، مثل الحضر في العراق ، وقلعة الكرك في حلب في سوريا . وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المواقع السورية ليست فقط ضحايا لداعش ولكن أيضا لأربعة أعوام من الصراع بين قوات الحكومة والمعارضة ، حيث تم قصفها واستخدامها للاختباء ، ونقلت عن شرباب قوله إن المؤسسات الثقافية في بلاده تقف على الخطوط الامامية لمواجهة الإرهاب والقتال والغزو البربري الذي يستهدف بلاده .. مضيفا لقد نجا العراق من العديد من الغزاة. ولفتت الصحيفة إلى أن الشرباب لم يكن يشير فقط إلى هولاكو خان، الغازي المغولي الذي دمر أكبر مكتبة في العالم وبعض من أروع مبانيها عندما أجتاح بغداد في عام 1258. (عندما كانت بغداد في ذلك الوقت مقرا للخلافة الإسلامية، بينما داعش اليوم هي مجرد تنظيم ينصب نفسه للخلافة).. ولكن أيضا هناك الغزو الأمريكي في عام 2003، عندما قامت القوات الأمريكية كاللصوص بنهب متحف بغداد، وهو السيناريو الذي، ألمح الشرباب إلى أنه يتكرر اليوم. وأشارت الصحيفة إلى أن الغزو الأمريكي نبه علماء الآثار إلى الأثار التي في حاجة إلى الحماية .. وذلك بعد الضرر والنهب الذي لحق بالعديد من المواقع ، حيث تم المسارعة بحفظ الوثائق. ومن نتائج ذلك أن متحف الموصل، الذي تعرض لهجوم من داعش، تم تصنيفه رقميا. وقالت كاثرين هانسون، عالمة الأثار بجامعة بنسلفانيا الأمريكية أن الأثار التي لم تظهر في فيديو تدمير المتحف لابد انها نهبت وتم تسليم قائمة بذلك الى القائمين على تنفيذ القانون. وأضافت الصحيفة أنه في عام 2005 ، ساعد السيد العظم في سوريا على بدء مشاريع مماثلة وسط مخاوف من أن البلاد ستواجه الغزو الأميركي المقبل. وقال السيد العظم - الذي يعارض الآن الحكومة السورية ويدرس في جامعة شوني في ولاية أوهايو - انه لم يتم الانتهاء من العمل بعد. وذكرت الصحيفة أن فريقا غير رسمي من السوريين يلقب برجال الأثار يقومون الأن على توثيق الأضرار والنهب التي يقوم بها داعش ، من أجل منع وصولها إلى السوق السوداء. وفي الآونة الأخيرة ، حظرت الأممالمتحدة الاتجار في التحف السورية. وأشارت الصحيفة إلى العديد من المجهودات الأخرى التي يقوم بها مسئولون ونشطاء ومتطوعون في مجال الأثار من أجل حماية ذلك التراث الإنساني من الدمار والنهب .