مازالت محافظة الدقهلية ذات التعداد السكاني الكثيف تحلم ، حيث بلغ تعداد سكانها ما يزيد عن 6 مليون و500ألف نسمة، وفقا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، تعاني من نقص في المواصلات العامة، بالإضافة إلى الإختناق المروري الذي يتكرر يوميا. إنها محافظة الدقهلية، الصغيرة من حيث المساحة، الكبيرة من حيث تعداد السكان، والتي يعاني سكانها من الزحام الشديد وصعوبة ركوب المواصلات خاصة في وقت الذروة.
يقول الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، إن مدينة المنصورة، تعاني من أزمة الإختناق المروري، والإختناق المروري داخل مدينة المنصورة في ازدياد، خاصة في ساعات الذروة وأوقات الأجازات، مثل فصل الصيف، وفترات خروج المدارس، وخروج الموظفين من أعمالهم ومصالحهم الحكومية، والتي تختنق فيها الحركة داخل المدينة، خاصة وأن مدينة المنصورة من المدن التي لا تنام ليلا، وأدى ارتفاع تعداد السكان بها إلى زيادة التكدس المروري.
وطالب العديد من أهالي المنصورة، بإنشاء خط متروأنفاق بالمدينة، لإنهاء الزحام بها، حيث يكثر بها المدارس، ويبلغ عدد طلاب المدينة ما يزيد عن مليون و400 ألف طالب، يتحركوا في وقت واحد، ويبلغ تعداد طلاب جامعة المنصورة، ما يزيد عن 300 ألف طالب، جميعهم يلجأن للمواقف المختلفة، حيث يوجد بالمنصور عدة مواقف مترامية، أهمها موقف الدراسات، والذي يأتيه سكان قرى مراكز دكرنس ميت علي، ومحلة دمنة وطناح، بدواي، وموقف سيارات السرفيس، ويضطر الطلاب لركوب سيارات السرفيس، والتي يقوم سائقوها في ساعات الذروة، برفع سعر الأجرة عن التسعيرة الرسمية، استغلالا للطلاب.
ويأتي طلاب من مراكز، المنزلة، ومنية النصر، والمطرية، ومحافظات بورسعيد ودمياط، والاسماعيلية، من موقف الأتوبيس الجديد، والذي يندر به سيارات السرفيس، مما يضطر الطلاب إلى ركوب سيارات التاكسي، والتي تنعدم في فترة الذروة، بالإقافة للموقف الجديد، الذي يضم بقية المراكز التابعة للمحافظة، وهو بمدينة طلخا، وسائر المحافظات الأخرى، ويصعب الوصول لمدينة طلخا بسبب الزحام، مما يعرض المواطنين لاستغلال سائقي التاكسي والسرفيس، بالمدينة، في ظل انعدام مشروع مواصلات نقل عام.
وأمام التكدس المروري، تقدم النائب أحمد الشرقاوي، عضو مجلس النواب، بطلب لوزير النقل، ورئيس هيئة متروالأنفاق، بإنشاء خط مترو أنفاق بالمدينة، قام على إثره المهندس طارق أبو الوفا، رئيس الإدارة المركزية لهيئة المترو، وحضر فد من شركة صينية من المقرر أن تقوم بتمويل خطوط المترو بالمنصورة، بمشاركة العقيد ممدوح الحصي مدير إدارة المرور بالدقهلية، وتفقدوا بعض المناطق الهامة بالمنصورة.
وزار الوفد المناطق المعروفة بالإزدحام والتكدس المروري في المنصورة، ومنها منطقة سندوب، وشارع الجيش، وشارع عبد السلام عارف، وشارع الجمهورية، ومنطقة المشاية السفلية، وأمام جامعة المنصورة.
وقد توقف المشروع فجأة، ليعود احمد سلام الشرقاوى عضو مجلس النواب عن دائرة المنصورة، بزيارة بوفد من السفارة الفرنسية، وممثلين من هيئة مترو الأنفاق ووزارة النقل، وحضره الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، وممثلين من كافة الهيئات بالمحافظة.
وأكد محافظ الدقهلية، خلال الاجتماع ان تنفيذ مشروع مترو الانفاق حلم كبير يراود ابناء المحافظة لسنوات طويله ، مشيرا الى ان هناك سعى دائم لإحياء هذا الحلم واتخاذ الخطوات الجادة لتحقيقه بالتعاون والتنسيق التام مع الوزارات المركزية والدعم والمساندة المستمر ة لأعضاء مجلس النواب وتطلع الشعراوي، تنفيذ المشروع بمشاركة الجانب الفرنسي لما يتميز به من قدرات في مجال مترو الأنفاق و حل الأزمة المرورية بشكل جذري بعد انتهاء كافه الدراسات مؤكدا أن تنفيذه في المنصورة سيكون نقله حضارية لجميع محافظات الدلتا باعتباره من اول المشروعات التي تنفذ خارج القاهرة.
واجتمع الوفد بنائب رئيس جامعة المنصورة، وتم خلال اللقاء تقديم عرض مبسط عن محافظة الدقهلية تناول بعض معالم مدينة المنصورة الاثرية كدار ابن لقمان وبعض مشاهير وأعلام الدقهلية كما شمل العرض نشأة جامعة المنصورة حيث بدأت الجامعة بكلية الطب ووصل عدد الكليات بها الى حوالى 18 كلية وتعتبر جامعة المنصورة من أوائل الجامعات المصرية والعالمية حيث تحتل الترتيبالثالث على مستوى الجامعات المصرية الحكومية وفقا لتصنيف ويبماتريكس.
ويتوافد على الجامعة ما يزيد على300.000 زائر يومياً سواء من الطلاب، أعضاء هيئة التدريس، العاملين، المترددين على المراكز الطبية ويزيد على هذا الرقم بكثير المترددين على مدينة المنصورة والذى يؤثر كثيرا على مدينة المنصورة وبالتالى صعوبة الحركة بداخلها . وعرضت كل شركة سابقة أعمالها وخبراتها فى مجال السكك الحديدية ومترو الأنفاق ومنها الشركات التى شاركت بانشاء المراحل الثلاثة لمترو الأنفاق بالقاهرة .
كما عرض أساتذة وخبراء كلية الهندسة خبراتهم الدولية والمحلية فى مجالات الطرق والأنفاق فى العديد من الدول العربية والأجنبية وقدم الجانب الفرنسى منحة فرنسية لدراسات الجدوى للمشروع والدراسات الأولية والحلول المقترحة وتقديمها الى الجانب المصرى لاختيار أنسب الحلول المتاحة للتنفيذ .
وقال المهندس طارق أبو الوفا، رئيس هيئة مترو الأنفاق، إن هيئة المترو جادة بالفعل في إنشاء خط مترو أنفاق بالمنصورة، ونبحث إمكانية إنشائه، فالمنصورة تعد ثالث مدينة على مستوى الجمهورية من حيث الكثافة السكانية.
وأضاف "أبو الوفا" إن من البديهي في مدينة مثل المنصورة تعاني من التكدس والإزدحام وكثرة والوافدين عليها، لإحتوائها على المصالح الحكومية بالمحافظة، وعدد كبير من المستشفيات الجامعية، وكذلك جامعة المنصورة التي تستقبل عدد كبير من الطلاب سنويا، أن يقام فيها مشروع كبير، ووسيلة نقل حضارية كمترو الأنفاق.
بينما أكد أحمد سلام الشرقاوي نائب المنصورة، إن المنصورة أصبحت مدينة مليونية، ويوجد بها العديد من الأنشطة التجارية، وكذلك تحتوي على أحد أكبر الجامعات على مستوى مصر، بالإضافة إلى مستشفياتها الجامعية، وتعتبر المنصورة بمثابة العاصمة الطبية في مصر، كما يتركز داخلها جميع المصالح الحكومية التي تخدم المحافظة.
وأضاف إن فكرة مترو الأنفاق هي حلم، نتمنى تنفيذه على أرض الواقع، وأنه سبق وأن قدمت جامعة المنصورة مخطط للمشروع، ولم ير النور، مضيفا أننا نعاني من عدم وجود ظهير صحراوي للمدينة، للإمتداد عمرانيا به وإنشاء مجمعات سكانية تستوعب حجم الزيادة السكانية.
