محمد أبو تريكة وعمر جابر، نجما الكرة المصرية، لم يكونا مجرد لاعبين للكرة، نراهما داخل المستطيل الأخضر لهز شباك الخصم، ويقدمان وجبة مشبعة من المهارات التى تمتع الجماهير وتتعالى معها أصوات عشاق الساحرة المستديرة، بعدها يخلعان ملابس العمل الرسمية ليبدآ فى ممارسة حياتهما الشخصية بشكل طبيعى، والتى تراقبها الجماهير أيضاً. "القديس وعمر" يبدو أنهما يشكلان وجهين لعملة واحدة، دون اتفاق بينهما، جمعتهما صدف كروية عديدة لكنها خارج الخطوط البيضاء، مكنتهما من تسجيل اسمائهما فى سجلات "اللاعبين مواقف"، تظهر مواقفهما من خلال أدائهما فى ظروف متشابهة. جابر يسير على خطى القديس، ويعتمد نفس النهج، لدرجة أننا رصدنا 5 مواقف _"حاجات"_ لجابر تتطابق مع مثيلتها من أفعال القديس. رفض اللعب فى وجود ضحايا لم يختلف موقف أبو تريكة عن موقف عمر جابر تجاه ضحايا جماهيرهما، فخطى الماجيكو الخطوة الأولى بعد رفضه المشاركة فى مواجهة فريق إنبى بمسابقة كأس السوبر المحلى عام 2012، نظراً لأن المباراة كانت هى الأولى عقب أحداث مجزرة بورسعيد والتى راح ضحيتها 72 شهيداً من جماهير الأحمر، ليثير أبو تريكة غضب زملائه وبعض النقاد والجماهير بموقفه الذى وصفه البعض ب"التمثيل" من أجل لفت الأنظار إليه، لكن القديس لم يتزحزح وثبت على موقفه ورفض خوض المباراة رغم تهديده بمعاقبته من قبل القلعة الحمراء بسبب هذا الموقف. وكانت الخطوة الثانية انسحاب أبو تريكة من الاستديو التحليلى لمباراة كوت ديفوار وغانا فى نهائى كأس الأمم الأفريقية، فور علمه بسقوط ضحايا من جماهير الزمالك فى حادث الدفاع الجوى. عمر اتخذ نفس المسار وصار على نهج القديس، ورفض أيضاً المشاركة فى مباراة فريقه أمام إنبى بالجولة ال20 من عمر مسابقة الدورى العام لهذا الموسم، بعد علمه أن هناك ضحايا قد سقطت جراء الاشتباك مع قوات الأمن بمحيط استاد الدفاع الجوى، الذى احتضن المباراة، ليواجه نجم الأبيض انتقادا لاذعاً من زملائه بالفريق، فالبعض اتهمه بأنه يبحث عن شهرة ومجد، والآخر اتهمه بأنه كان يعلم أن هناك ضحايا ورفض إبلاغهم حتى يحصل على لقب "البطل" دون شريك.