ماذا لو حكم حازم صلاح أبوإسماعيل مصر ؟، هذا ما يشغل بال كل المصريين بعد الانتشار المفزع لحملته في جميع أنحاء المحروسة ، وبعد أن احتل أبوإسماعيل المرتبة الأولي في حشد التوكيلات ، وحصوله علي نفس المركز في جميع استطلاعات الرأي الالكترونية، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، فقد ذكرت الإذاعة الالمانية في تقرير لها أن حازم صلاح أبوإسماعيل هو رئيس مصر القادم ، وهذا مايؤكده مؤيدو الشيخ حازم في كل مكان ، مرددين هتافاتهم المعتادة منذ اللحظة الأولي لانطلاق الحملة " حازم يا حازم ..أنت الرئيس القادم" " الصحافة فين ..الرئيس اهه " ، وكان هذا الانتشار المفزع والمفاجيء لأبوإسماعيل وراء إثارة كثير من التساؤلات التي اصبحت هي محور نقاش المجتمع المصري ، بكل طوائفه من رجال ونساء وشباب وشيوخ ، مثقفين وأميين ، سلفيين وعلمانيين " صوت الأمة " استطلعت آراء بعض رجال السياسة والدين وممثلين لجميع اطياف المجتمع لنتعرف منهم علي رؤيتهم لطريقة حكم مصر ، في حالة فوز حازم صلاح أبوإسماعيل برئاسة الجمهورية . من جانبه أكد الدكتور".وحيد عبد المجيد" ، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ان مصر تغيرت ولم يعد لرئيس او حزب او مجلس ان يغيروا شكل الدولة بهذه البساطة ، وان يفرض علي الناس مالا يقبلون ، وفي حالة وصول أبوإسماعيل للرئاسة فسيتكيف مع الواقع مثله مثل حزب النور الذي يحاول الآن التكيف مع الواقع والتخلي عن مبادئه التي كان يتبناها قبل الدخول الي الساحة السياسية . وأضاف عبد المجيد قائلا: اذا حاول أبوإسماعيل تقمص ادوار بطولية مزيفة دون الاعتماد علي الواقع ، سيؤدي هذا إلي خسارته في النهاية بغض النظر عن عدد مؤيديه وعدد التوكيلات التي جمعها ، ولنضرب في هذا مثلا بتركيا ، فأردوغان وقف في وجه امريكا واسرائيل ، ولكن بعد 6 سنوات من العمل المتواصل لم يخرج متقمصا بطولات وهمية . ومن جانبه قال د. سعد الدين إبراهيم " رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية " : اذا اعتبرنا ان مصر مرت بمرحلتها الليبرالية منذ عام 1920 حتي عام 1955، ووقتها كانت منارة للديمقراطية في العالم العربي ، وكان العرب يأخذون القدوة منها ، وفي عام 1956 بعد قيام الثورة ، تطلع الجميع الي ان يتحقق الهدف السادس من اهداف الثورة وهو الديمقراطية ، ولكن السلفيين يؤمنون بأن الديمقراطية كفر ، مما يرجعنا الي نفس المربع ، فأبو إسماعيل تدعمه السعودية ، ومن المعروف ان السلفيين المصريين ، هم امتداد للوهابية السعودية . بينما قال د. جمال زهران استاذ العلوم السياسية بجامعة السويس فلو افترضنا ان الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل ، اصبح رئيسا للجمهورية ، واصبحت الدولة وفقا للدستور الجديد دولة برلمانية ، فلن يكون للرئيس اي صلاحيات تذكر ،وسوف يتحول الي لعبة في ايدي اغلبية البرلمان ، وهذا مايثير الغرابة في لهس مرشحي الرئاسة علي منصب الرئاسة دون ان يتحققوا من صلاحيات الرئيس . بينما أكد القطب الصوفي علي الخضيري علي أن عتماد اي رئيس قادم علي نشاطه الدعوي والديني لن يفيده في شيء ، وليس معني هذا معاداتنا لتحلي الرئيس القادم بروح الشريعة ، ولكن نحن نتكلم علي اعتماد المرشح علي برنامجه ، فالرئيس القادم لابد ان يكون شخصية اقتصادية وسياسية وثقافية ولها في كل هذه النقاط مرجعية دينية . ولذلك فإن اعتماد ابو اسماعيل علي مخاطبة فئة معينة - السلفيين- لتأكده من انهم يحظون بحب المواطن البسيط لن يجدي. وبعبارة " هو مثال الزهد والورع " افتتح خالد سعيد ، المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية حديثه معنا ، واضاف إن أهم أولويات حازم صلاح أبوإسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، في حال توليه حكم مصر، هو تطبيق الشريعة الإسلامية كما انه سيعمد الي تعديل العديد من القوانين الخاصة بتطبيق الحدود وتجريم الاختلاط بين النساء والرجال أو شرب الخمور، لافتا إلي تصريحات أبوإسماعيل التي أكد فيها منعه للاختلاط في الشواطئ، متوقعا أن تتشابه سياسات مصر بالسعودية. واشار سعيد إلي أن أبوإسماعيل يتسم بسمة العدل والزهد في السلطة وميله إلي استخدام الشدة في بعض الأحيان، مشيرا إلي ازدياد قوة التيار الإسلامي السياسي في مصر في حال توليه الحكم، مؤكدا سماح أبوإسماعيل للضباط بتربية لحاهم، والميل للاقتصاد الإسلامي، مؤكدا تصاعد قوة التيار السلفي علي تيار الإخوان المسلمين . بينما توقع عبد الفتاح عساكر في حال تولي أبوإسماعيل منصب رئيس الجمهورية، أن مصر سوف تتحول الى بلد ممزقة نظراً لان تولى احد رجال الدين الحكم يعمق الفئوية والطبقية فى البلاد . نشر بالعدد 590 بتاريخ 2 إبريل 2012