ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الناخبين البريطانيين تحدوا إرادة قادتهم وحلفائهم الدوليين بقطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في نتيجة صاعقة لاستفتاء أمس الخميس ، الذي هوى بأسواق المال في بحر من الاضطرابات وأجبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على الاستقالة. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - أنه مع استيعاب بريطانيا لآخر الأنباء والتطورات، بلغت التوابع السياسية ذروتها مع تصريحات كاميرون بأنه سيتنحى بعد دعمه حملة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ونقلت عن كاميرون قوله إن البلاد تستحق الآن "قيادة مفعمة بالنشاط" لمواجهة الرفض الذي عانى منه هو ومؤيدو حملة "البقاء" في الاستفتاء حول وضع بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني - الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما - عن أمله في أن يتولى رئيس وزراء جديد منصبه بحلول أكتوبر المقبل ، مشيرا إلى إن عملية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميا لن تبدأ إلا بعد انتهاء المرحلة الانتقالية في القيادة. ووفقا للصحيفة فإنه حتى ذلك الوقت، ستبقى النتيجة واضحة، حيث تراجع الإسترليني بالفعل إلى أدنى مستوى أمام الدولار منذ عقود، وانخفضت أسواق الأسهم بشكل حاد في جميع أنحاء العالم. ورأت الصحيفة أن كاميرون سعى في تصريحاته، لتقديم تطمينات إلى الأسواق القلقة، حيث وصف الاقتصاد البريطاني بأنه "قوى بشكل جوهري"، مؤكدا أنه لن تكون هناك تغييرات فورية في وضع المهاجرين المتواجدين في البلاد. وبحسب الصحيفة فإن قرار تنحيه يأتي ليزيد من حالة عدم اليقين التي حلت فجأة بين عشية وضحاها. ووصفت الصحيفة الأمريكية الاستفتاء بأنه ربما يكون الأكثر إثارة حتى الآن في موجة الانتفاضات الشعبية والقومية التي تجتاح جانبي المحيط الأطلسي وتطيح بالمفاهيم التقليدية الممكنة سياسيا.
