ماذا لو انتقلت العدوي " لاقدرالله " للرئيس مبارك ؟ سؤال يطرح نفسه بشدة في هذه الأجواء المحملة بالرعب من المرض القادم ، ويقود في طريقه مجموعة أخري من الأسئلة التي تبحث عن إجابة ، من المفترض أن يسافر الرئيس مبارك خلال هذه الأيام في أول زيارة له للولايات المتحدة بعد تنصيب باراك أوباما ، والأجواء في أمريكا غاية في التوتر ، أغلقوا مدارس 14 ولاية متاخمة للحدود المكسيكية ، وأعلنوا حالة من الطوارئ في البلاد ، وهذا يعني أن احتمالات الإصابة ، وانتقال العدوي قائمة ، ورغم الحواجز والمتاريس والاحتياطات الصحية والبيئية التي تصاحب رئيس الجمهورية ، وأي رئيس آخر في أي زيارة له داخلية كانت أو خارجية ، إلا أن المرض عموما ، وهذا المرض بالتحديد استثناء من أي قاعدة ، وبالتالي فالرئيس وفريق العمل المصاحب له في الزيارة معرضون للإصابة ، فما الذي يمكن أن يحدث إذا وقع المكروه لاقدر الله ؟في أمريكا نفسها وقعت حالة مشابهة ، فقد وقف الرئيس الأمريكي الشاب باراك أوباما أمام ملايين الأمريكيين ، ليعلن أنه سليم ولم يصب بأنفلونزا الخنازير ، ويؤكد أن المرض رغم المراحل المقلقة التي تجاوزها ، إلا أنه لم يصل إلي مرحل الوباء التي تستوجب الذعر . كان هذا عقب عودته من زيارة للرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون ، وتناقلت وكالات الأنباء أخبارا مفادها أن الرئيس الأمريكي يعاني من الأنفلونزا ويشتبه في أن يكون مصابا بمرض الخنازير . بهذه البساطة وبدون مشكلات يعلن الأمريكيون عن أزماتهم ويتحدثون عنها ، ولكن هل ينطبق الوضع علي النظام في مصر ؟وزيرة الخارجية الاميريكية هيلاري كلينتون قالت: إن وزارتها تتابع عن قرب تطور انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير وأن وزارة الخارجية خصصت فريقا لمراقبة كيفية تعامل حكومات الدول الاخري مع المرض ودرجة استعداداتها لمواجهته وامكانية تقديم المساعدات لها. كما أن المتحدث باسم البيت الأبيض قال إن بعض أعراض مرض إنفلونزا الخنازير ظهرت علي مسئول في البيت الابيض. كل هذه المعلومات وغيرها تؤكد أن زيارة الرئيس القادمة لأمريكا يمكن أن تحمل كارثة لاسمح الله ، وبالتالي فالإجابة علي السؤال يجب أن تكون معدة مسبقا . هل يمكن أن يعزل الرئيس ، أو يوضع في الحجر الصحي ؟ وحتي مع افتراض إنشاء حجر صحي خاص لسيادته لاقدر الله ، ما الذي يمكن أن يحدث لشئون الدولة حتي يتم الرئيس مرحلة الشفاء؟ لايوجد في مصر نائب للرئيس يقوم بمهام الرئيس في غيابه ، كما أن المؤسسات في مصر أوقفت تفكيرها عن العمل ، واكتفت بمهمة تنفيذ الأوامر الرئاسية في كل شئونها ، حتي المهام التي تم إنشاؤها من أجلها ، وهذا يعني أن مصر يمكن أن تتحول في لحظة ما إلي صورة متجمدة بلا حياة ، في انتظار شفاء الرئيس لاسمح الله . هل يمكن أن يتم العمل بالدستور في هذه اللحظة ، ويتولي رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور مهام رئيس الجمهورية ، حتي يتم إجراء انتخابات جديدة ؟ كلها أسئلة ترتبط بما يحدث في العالم من حولنا ، ففي الجانب الأوروبي دعت المفوضة الاوروبية للشئون الصحية الأوروبيين إلي تجنب الهلع والذعر من احتمالات انتشار وباء إنفلونزا الخنازير. ومن المنتظر ان تطلب فرنسا من الاتحاد إصدار أمر بوقف الرحلات الجوية من المكسيك، مصدر المرض، في محاولة للحد من امكانية انتشاره. وحتي يحدث هذا ستظل أسئلتنا تبحث عن إجابة ، ماذا يمكن أن يحدث لمصر في مثل هذه الحالة لاقدر الله ؟