لم يكن تزاوج السياسة بالمال العامل الوحيد فى تحديد ملامح الخريطة السياسية، فمازالت هناك عوامل أخرى تعمل خلف كواليس مطابخ الأحزاب والتحالفات السياسية فى تغييرمجرى الأمور داخل تلك التحالفات، كعلاقات الود الشخصية، الذى انعكست مؤخراً على حالات الاستقالات التى ضربت جذور الأحزاب خلال الفترة الماضية، بعدما أعلن الدكتور «أحمد سعيد» رئيس حزب المصريين الأحرار استقالته من الحزب الأسبوع الماضى لأسباب شخصية. الأسباب الشخصية التى لم يعلن عنها «سعيد» أو اى من رفاقه المنسحبين أو الحاليين، كان وراءها المهندس «محمود طاهر» رئيس النادى الأهلى وحزب الوعى المشارك فى تحالف «الوفد» برئاسة السيد البدوى ، ويأتى موقع أحمد سعيد كنائب لرئيس النادى الأهلى ورئيس لحزب المصريين الأحرار وعلاقته القوية مع «طاهر» سبب رئيسى فى استقالة «سعيد» من رئاسة حزب المصريين الأحرار فى محاولة للانضمام مع رئيس النادى الأهلى فى تحالفه الانتخابى. وجاءت فرصة «سعيد» للاستقالة بعد انفراد الدكتور «عصام خليل»، السكرتير العام، بملف الانتخابات البرلمانية باتخاذ القرارات بعد التشاور مع المهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، بعيدا عن مؤسسات الحزب ورئيس الحزب نفسه». مما أدى إلى ظهور انقسامات داخل الحزب قام على إثرها «سعيد» باقتناص الفرصة لتقديم استقالته فى وجود مبرر له بأنه لن يترأس مكتبا سياسيا بلا صلاحيات حقيقية. وحاول بعض قيادات الحزب و«ساويرس» إنهاء الأزمة بحوارات متكررة مع أحمد سعيد لكن دون جدوى، حيث أصر الأخير على تقديم استقالة رسمية .