في مجال الخدمات خاصة التي تتم عبر الهواتف أو وسائل الاتصال الحديثة، تكون الثقة بين العملاء والشركة هي المحور الرئيسي الذي علي أساسه يقوم العميل بدفع نقوده في شراء الخدمة كروت الشحن مثلاً ولا ضمان لديه إلا ثقته في الشركة. لا تكترث كثيراً بهذه العلاقة وتلك الثقة، فالمهم لديها هو الربح ولو جاء علي حساب الثقة ويبدو أن حدة هذه الرغبة في الربح زاردت بفعل وطأة الأزمة المالية التي تردد أن نجيب ساويرس يعاني منها بعد التوسعات في مشاريعه بالمغرب العربي وقرب نهاية ترخيص «موبينيل» مما يلزم دفع 17 مليار جنيه للحكومة المصرية الشركة المصرية للاتصالات خاصة أن النزاع مازال قائماً بينه وبين شركة فرانس تليكوم التي تسعي للاستحواذ علي أسهم «أوراسكوم تليكوم». كل هذا دفع الشركة علي ما يبدو لأن «تكبش» من أموال العملاء الذين ورثتهم الشركة المصرية للاتصالات ولا عزاء للثقة فلم يكن غريباً أن تتعدد في الآونة الأخيرة شكاوي عملاء الشركة من «ضياع» قيمة ما يشحنونه دون أن يستفيدوا بقرش منها، والغريب أن المواطنين عندما يتصلون بخدمة العملاء يؤكد لهم الموظفون أن المشكلة عامة وأن مئات العاملين لهم نفس المعاناة!! وفي اتصالات أخري بخدمة العملاء يؤكد نفس الموظفين أن المشكلة تم حلها ولكن نقود العملاء لن ترجع لهم في صورة رصيد إلا بعد عدة أيام وهذا ما حدث مع زميلنا «ساهر جاد»، الذي قام بشحن كارت من فئة ال50 جنيها فاستولت الشركة علي 53 جنيها من رصيده واتصل بالشركة عدة مرات دون جدوي، وهو ما استدعي إلي الذاكرة ما اسمته الشركة بخدمة «أحسن ناس» والتي ادعت الشركة أنها مجانية ولكن فوجيء العملاء بخصم نقودهم مقابل الاستمرار في الخدمة التي لا يستطيعون إلغاءها من علي خطوطهم.. كل ذلك يطرح أسئلة جديدة عن حجم الأموال التي تماطل الشركة في ردها للعملاء أو التي تجبر العملاء علي دفعها رغم ارادتهم وهل استفادت الشركة من هذه النقود بشكل أو بآخر وهل بعد ذلك يجب علينا أن نراجع أرصدتنا كل وقت ونحسب مكالمتنا والباقي أو بمعني آخر «نعد أصابعنا» بعد السلام علي موبينيل؟!