الموسم الدرامي السوري الجديد الذي انطلق مبكرا هذا العام، لا يخلو من تعثرات علي ضوء انسحاب عدد من المخرجين الكبار من الساحة الفنية وتصدي مخرجين شباب لأعمال كبيرة ودخول مخرجين جدد إلي الساحة، إضافة إلي تكرار الموضوعات الدرامية مع إضافات طفيفة. هكذا، يرتسم المشهد الدرامي السوري ليعكس الحراك والتبدلات التي تدور في مكاتب شركات الإنتاج: مخرجون وممثلون يستبدلون، تعديلات متكررة علي النصوص واسماء «الأعمال»، مشكلات بين كتاب ومخرجين وشركات إنتاج، بعضها يصل إلي تسويات، وغياب عدد من أبرز الاسماء، إما لعدم توافر أعمال جديدة لهم أو لأنهم اتجهوا إلي السينما أو الدراما المصرية لعل واحدا من أهم الأعمال لهذا الموسم هو مسلسل «الدوامة» عن رواية الكاتب السوري المعروف فواز حداد «الضغينة والهوي» التي كتب لها السيناريو الشاعر الراحل ممدوح عدوان. والعمل الذي تنتجه شركة «سوريا الدولية»، سيتولي إخراجه الشاب المثني صبح وهو يؤرخ للسنوات الأولي من استقلال بعض الأقطار العربية في المشرق (1849 -1951) ويعمل علي تشريح البني الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع السوري في تلك المرحلة بالربط مع الظروف التاريخية في المنطقة، وخصوصا محاولات السيطرة الخارجية مع بروز عامل النفط في معادلات الصراع. ويسعي العمل إلي التقاط تفاصيل الحياة الدمشقية حينها، لكنه لا يحيل إلي شخصيات تاريخية بعينها. تجري الأحداث بين بيروت ودمشق، لذا جري اللجوء إلي عدد من الممثلين اللبنانيين وعلي رأسهم دارين حمزة (التي حلت محل نادين الراسي) التي تجسد شخصية البطلة نادية وهي فتاة من أب سوري وأم فرنسية تقيم في لبنان. ومن نجوم العمل : سلوم حداد، وأيمن زيدان، وباسل خياط، ومني واصف، فيما يشارك من لبنان يوسف الخال، وجهاد الأندري. كما تقدم الكاتبة أمل حنا «قلبي معكم» الذي لم تحسم هوية مخرجه بعد انسحاب سيف الدين سبيعي. أما مسلسل «عزف منفرد» الذي يتكون من حلقات متصلة - منفصلة، فقد أوقف تصويره رغم أن مخرجه سامر برقاوي قد صور عددا من مشاهده. أما مسلسل «قاع المدينة» فيتناول بيئة العشوائيات بالتوازي مع مسلسل آخر يتطرق إلي هذه البيئة هو «العار» الذي قد يستبدل اسمه إلي «المدينة الفاضلة». «قاع المدينة» للكاتب محمد العاص والمخرج سمير حسين لم يحسم أبطاله بعد. علي الرغم من ترشيح اسماء كأيمن زيدان، وباسم ياخور، وعبد المنعم عمايري، وصبا مبارك، إلا أن هذه الاختيارات لم تحسم رغم اقتراب موعد انطلاق التصوير، ويصور العمل مجموعة حكايات أبطالها فقراء وشخصيات تنتمي إلي الطبقة الوسطي الآخذة في التلاشي، بينها مثقفون وفنانون وكتاب وطلاب، مع خطوط درامية، منها ما هو عاطفي ومنها ما يتعلق بصراع المصالح. في مسلسل «رجال الحسم» للكاتب فايز بشير يعود المخرج نجدت أنزور إلي الدراما التليفزيونية بعد انقطاع، وكان قد جري التداول لفترة طويلة باسم المخرج محمد زهير رجب لإخراج العمل. المسسلسل يدخل دراما الجاسوسية إلي الدراما السورية، كما يتطرق للمرة الأولي إلي المرحلة التي تلت نكسة 1967، وهو من بطولة : باسل خياط، مني واصف، خالد. وعلي الرغم من وجود بعض العثرات التي تواجه الدراما السورية وأدت إلي تقلص إنتاجها مقارنة بالعام الماضي إلا أنها ستدخل في منافسة ساخنة مع مثيلتها المصرية كما تعودنا دوما وهو في نهاية الأمر في صالح المشاهد العربي.