ودع منتخب مصر للشباب منافسات كأس العالم للشباب بعد أن تلقى هزيمته الثانية على التوالي في دور المجموعات على يد منتخب العراق بهدفين لهدف ضمن مباريات الجولة الثانية. جاء سيناريو اللقاء مطابقاً لسابقه ، حيث تقدم الفراعنة عبر لاعبيهم أحمد حسن كوكا في الدقيقة 27 ، ليتعادل المنتخب العراقي في الدقيقة 33 ويتقدمون في الدقيقة 79 ، وهو ما يعبر عن المستوى البدني السيء للمنتخب المصري وعدم قدرتهم على تأمين شباكهم. الشوط الأول .. استحواذ عراقي وتوهان مصري: بدأت المبارا ة باستحواذ على الكرة من جانب المنتخب العراقي لكن بدون خطورة تذكر ، وسط محاولات فاشلة من الجانب المصري لتنظيم صفوفهم بدون فائدة ، وجاء اللعب في الخمس دقائق الأولى في منتصف ملعب الفراعنة. حصل المنتخب العراقي على ركنيتين في غاية الخطورة أخرجهما الدفاع المصري بنجاح ، الثانية وصلت إلى صالح جمعة امام منطقة الجزاء لينطلق بهجمة مرتدة حتى وصوله إلى منطقة جزاء العراق ليرسل كرة عرضية لمحمود عبدالمنعم كهربا ، لكن المدافع العراقي الوحيد الموجود يحمي مرماه من فرصة خطيرة حينما قطع الكرة. واستمراراً لحالة السيطة الميدانية لأسود الرافدين والخطورة الواضحة من مهاجميهم ، تأتي اللقطة الأخطر في الشوط في الدقيقة 13 حيث جائت كرة عالية وسط المدافعين المصريين ، وفي كرة مفاجأة لم ينتظر طارق همام المهاجم أن تسقط الكرة ليدخل بين المدافعين ويسدد تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء يتألق مسعد عوض حارس مرمى الفراعنة ويخرج الكرة بصعوبة. تقدم على عكس الأداء .. وعودة سريعة للأسود: خلال النصف الأول من المباراة ، أسود الرافدين يقدمون كرة جميلة ، يلعبون بسلاسة ويمررون الكرة في أرجاء الملعب بطريقة جيدة وانتشارهم أفضل بكثير من لاعبي مصر ، اللذين على الرغم من المستوى السيئ والمتواضع الذي قدموه في هذه الفترة ، إلا أنهم فاجأوا الجميع بجملة أكثر من رائعة من محمود عبدالمنعم كهربا إلى الجانب الأيمن مررها محمود حسن تريزيجيه بكعب القدم إلى أسامة إبراهيم الذي أرسلها من لمسة واحدة إلى داخل منطقة الجزاء قابلها أحمد حسن كوكا برأسية رائعة ليحولها داخل الشباك محرزاً الهدف الأول في الدقيقة 27 من عمر اللقاء. وعلى الرغم من الهدف المباغت ، ومن المفترض أن ترتفع الحالة المعنوية للفراعنة ، إلا أن السيطرة عادت مرة أخرى للمنتخب العراقي ، ليواصل الضغط والسيطرة على لاعبي الفراعنة ، وبالفعل ينجح مهدي كامل في استخلاص الكرة من محمود وحيد ليمرر الكرة في المنتصف إلى عمار عبدالمحسن الذي هيأ الكرة لنفسه وأطلق كرة قوية للغاية سكنت الشباك على يسار مسعد عوض ، ليتعادل أسود الرافدين في الدقيقة 33. كهربا يواصل الغياب .. والبطئ المصري مستمر: عاد المنتخب المصري إلى حالة الخمول ، وجاءت نهاية الشوط الأول تحمل علامات استفهام كثيرة حول العديد من الأمور في صفوف الفراعنة ، حول القدرة البدنية للاعبين حيث بدأ المستوى البدني في التراجع وعدم قدرة اللاعبين على إكمال هجمة على مرمى المنافس ، وجاءت التمريرات ضعيفة وغير دقيقة ، والأداء العام جاء بطيئاً للغاية ، بينما جاء الاستفهام الأكبر حول مستوى محمود عبدالمنعم كهربا ، حيث أنه من المباراة الأولى أمام تشيلي وهو في حالة غريبة من عدم التركيز وأضاع العديد من الفرص السهلة أمام المرمى ، كما انه بدأ في اللعب بفريدة كبيرة لإظهار نفسه وجاءت كل مراوغاته غير مهمة وغير مؤثرة. خطورة مصرية في بداية الشوط: مع بداية أحداث الشوط الثاني ، بدأ المنتخب المصري في إظهار بعض الخطورة على الدفاع العراقي ، حيث شن أحمد حسن كوكا هجمة خطيرة أبعدها الدفاع ، تلته هجمة سريعة وصلت إلى كهربا أمام المرمى منفرداً تباطئ فيها ليبعدها الدفاع أيضاً تتحول إلى ركنية نفذت سريعاً لترسل داخل منطقة الجزاء يرتقي لها رامي ربيعه أمام الثلاث خشبات ليسددها برأسه سيئة لتحيد عن المرمى. وفي محاولة منه لإعادة الفاعلية الهجومية لمنتخبه أعاد حكيم شاكر المدير الفني لمنتخب العراق المهاجم جواد كاظم الذي إشترك أساسياً في مباراتهم الاولى أمام إنجلترا بدلاً من محمد جبار في الدقيقة 53. سرعان ما عاد المنتخب العراقي للسيطرة ، وبدأ لاعبيه في الإعتماد على المهارات الفردية والتي نجحت إلى حد كبير في زعزعة دفاع الفراعنة وتشكيل بعض ملامح الخطورة على مرماهم ، لكن افتقادهم التركيز في انهاء الهجمات حالت دون ذلك. تغييرات في التشكيل .. وسيناريو عراقي مكرر: في الدقيقة 67 جاء التغيير الثاني في صفوف أسود الرافدين بإشتراك إسماعيل ضرغام بدلاً من مهدي كامل ، في ظل غياب كامل لربيع ياسين من إجراء أي تغييرات في صفوف لاعبيه ، لكن بعد خمس دقائق أجرى ربيع بالفعل أول التغييرات بإشراك أحمد سمير بدلاً من محمود وحيد ، تلاه بعد ذلك حكيم بإجراء أخر تغييرته بإشراك فرحان شكور بدلاً من المجتهد عمار عبدالمحسن ، أحد أفضل لاعبي المنتخب العراقي ، في الدقيقة 77. بعد دقيقة واحدة من التغيير ، استخلص لاعبوا العراق رمية التماس المصرية ، ونفذوا هجمة سريعة وصلت إلى مهند عبدالرحيم ، الذي راوغ محمود متولي ورامي ربيعه ، ثم راوغ مسعد عوض ، ليضع الكرة في المرمى الخالي من حارسه متقدماً بالعراق في الدقيقة 79. بعد التغيير بدقيقة واحدة أشرك ربيع ياسين لاعب الإرتكاز حسام غالي بدلاً من صالح جمعة ، تلاه بتغيير ثالث هجومي بإشراك عمر بسام بدلاً من تريزيجيه. تواصلت المباراة وسط ذكاء فني من لاعبي المنتخب العراقي ، وعشوائية شديدة من جانب المنتخب المصري ، لتنتهي الأحداث بالنتيجة السابقة ليحتل منتخب مصر المركز الأخير في المجموعة برصيد خالي من النقاط بينما جاء المنتخب العراقي في المركز الثاني برصيد 4 نقاط متساوياً مع المتصدر منتخب تشيلي ، ليخرج الفراعنة من البطولة قبل مباراتهم أمام منتخب إنجلترا في نفس الدور والذي يحتل المركز الثالث بنقطتين.