كانت الأولتراس أهلاوي ظاهرة جميلة في عالم التشجيع الكروي المصري، وفي بداياتها تمنينا أن تكون لكل ناد في مصر "جروب أولتراس" تحذو حذوها باعتبارها القدوة تنظيماً ومظهراً وإخلاصاً وتفانياً في حب ناديها، أم اليوم فأقول بقلب مطمئن ومرتاح الضمير:" بعيد الشر بعيد الشر"!.خاصة بعد أن تحول أولتراس إلى افتراس، لكل ماقامت الأولتراس من أجله. وأشد ما يحزنني أن أولتراس بما تفعله تكون قد أعطت ظهرها وتنكرت للشهداء الذين قضوا من أجل أهدافها وحباً في ناديهم. أما اليوم فإن أولتراس ترفع راية الشهداء وتسير تحتها بخطى مشحونة بالتوتر لتدمير النادي الذي من أجله مات الشهداء، فاقتحام النادي عدة مرات والتهديد بل والاعتداء على بعض اللاعبين كما قرأت في الصحف، هو تنكر لأرواح الشهداء الذين هتفوا يوماً باسم النادي الأهلي وبذلوا الغالي قبل الرخيص من أجله، حتى تظل رايته مرفوعة في عزة رغم بحر الدماء، اليوم الأولتراس تحت راية الشهداء تندفع على طريق تدمير النادي الأهلي بعد أن بلغت خسائرة المعلنة 40 مليون جنيه، والحبل على الجرار كما يقولون، فالنادي الأهلي ليس مجلس الإدارة الذي تطارده اولتراس بحجة تقصيرة في القصاص لأرواح الشهداء، والقصاص أمر يعلم الجميع أنه ولا يجب أن يكون إلا في يد الدولة وعلى منصة القضاء. أما مجلس الإدارة الذي تطارده الأولتراس فهو كما ذكرت من قبل مسألة تعود إلى الجمعية العمومية، التي على عهدة الاستاذ الزميل حسن المستكاوي يبلغ تعدادها 150 ألف عضو، فهم وحدهم ومن حقهم تقرير مصير مجلس الإدارة، فيا أيها الأولتراس،ناشدتكم من قبل وقبل أن تقع الفأس في الرأس ألا تكونوا الدبة التي قتلت فريقها، وأراكم تسابقون الزمن وأنفسكم وآخرين تعلمونهم جيداً في تدمير النادي الأهلي ككيان وليس مجلس الإدارة صلب الخلاف، ناشدتكم بحب مصر الذي لا شك فيه، أن تحكموا العقل، فالطريق الذي تندفعون فيه محفوف بالمخاطر ولن يصيبكم إلا أنتم ومن تحبون، وقبل أن أختم أقول لمعالي وزير الإعلام، صحيح إنني أختلف مع الأولتراس جملة وتفصيلاً شكلاً وموضوعاً في اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي، وكانت نتيجة ذلك ما تعلمونه. لكني من فترة طويلة و من أيام آخر وزير إعلام قبل الثورة وإلى الآن أطالب كما غيري من الحادبين على الرياضة المصرية بوضع حد لتجاوزات الإعلام الرياضي في المصارف الفضائية تحديداً، ولا من مستجيب، فيامعالي وزير الإعلام، اليوم مدينة الإنتاج الإعلامي، وغداً الله أعلم ناحية أي مرمى سيتم تسديد الركلة غير الحرة مباشرة أو غير مباشرة!!، لكن المؤكد أنها ستكون بدايتها من ملعب الإعلام، لا أتفق مع أولتراس، وأتمنى مراجعة النفس وألا يصل بهم الإعجاب إلى حد الغرور بنتائج ما حدث من قبل، خاصة وأن الأمور تزداد تعقيداً بداية من النادي الأهلي، واتحاد الكرة ومدينة الانتاج الإعلامي، ووصولا إلى محطة نهاية الكرة المصرية. وما أصعب أن تكون على يد من عشقوا الكرة المصرية، يا لها من قسوة ومنحدر مؤلم ومخيف. رحماك يارب من هذا المسير، والطف بنا فيما جرت به المقادير، واحفظنا واحفظ مصرمما نخافه من مصير. والسلام على من اتبع الهدى