تكرر المشهد المؤلم والمخزي بالاعتداء اللفظي والفعلي على مقر السفارة السعودية بالقاهره وسط تساؤلات لا تنتهي حول الدوافع وراء تحرك بعض المصريين للكشف عن مشاعر اقل ما يمكن وصفها انها سلبية للغاية وتعيدنا الى الوراء لسنوات تتجاوز الثلاثون عندما كانت العلاقات المصرية العربية تعاني من القطيعة والانقطاع والعداء السياسي سواء عن حق او غير ذلك. وأتذكر انني كنت واحدآ من الصحافيين المصريين الذين عملوا فى بعض بلدان الخليج فى عز المقاطعة التى فرضتها بلطجة دول الصمود والتصدي اواخر السبعينات واوائل الثمانينات وكان ممنوعآ التعامل مع مصر سياسيآ وثقافيآ واقتصاديآ ، ومع ذلك ذهبنا وتفرقنا ما بين السعودية والآمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان وقوبلنا بحفاوة الأشقاء وعشنا طوال المقاطعة ثم بعد عودة الدفء عام 1985 دون ان يخالجنا الشك فى مشاعر المحبة العميقة من جانب اهل هذه المنطقة ، وتركزت العمالة المصرية فى المملكة العربية السعودية بأعداد ضخمة ، دون ان تتداخل السياسة يومآ فى العلاقات مع الوافدين المصريين الذين اصبحوا ركنآ أساسيآ فى المجتمع السعودي ، محل ترحاب وقبول بل وتكريم وتقدير. ولكن مع اندلاع ثورة 25 يناير لوحظ تفجر مشاعر عدائية دفينة بين تيار لا يستهان به بين الشباب متوسط الحال بتأثير حاقد كريه من بعض النخبه الذين يحملون زورآ القاب محللين ومفكرين وناشطين ، وكانت الشرارة فى الصيف الماضي فى أزمة مباراة الاهلي مع فريق كيما أسوان والتى أشعلت المسيرات حول السفارة الأسرائيلية ، وفجآة انتقلت الى السفارة السعودية دون مبرر ، ومرت الازمة رغم الاهانات التى تقلتها المملكة والملك ، حتى تفجرت قضية الجيزاوي ، وارتفعت الاحذية بكل اسف والصور المهينة والشعارات القذرة امام مقر نفس السفارة ، وكان واضحآ ان مشاعر العداء ليست وليدة الانفعال ولم تكن تعاطفآ مع ذلك المحامي ، بل بدت كراهية مشوبه بأحقاد ليس لها تفسير واضح سوى هدم ما تم بناؤه من علاقات اخوية ذات منافع اقتصادية للجانبين . هل مبادئ الثورة تجريح الأشقاء وأهانتهم ؟ بعد أن كنا نتهم كرة القدم بأنها تفسد العلاقة بين الشعوب العربية ..أصبحنا نتدخل في أمور قضائية للإساءة لعلاقات أخوية.. كيف ذلك ونحن نقف على اعتاب سفارتهم بالآلاف للحصول على تأشيرات العمرة والحج ولن اقول عقود العمل؟ ولماذا الترويج الكاذب لأخبار تنتشر بسرعة النار فى الهشيم لأشعال مشاعر المطحونين والراغبين فى التحطيم والتخريب والآساءة للشقيق ؟ حكاية الجيزاوي بغض النظر عن صدقيتها ام كذبها كشفت عن حقيقة مرعبة ، ان بعض المصريين يحملون الفؤوس والسكاكين لطعن الأشقاء لمجرد اجقاد غامضة مبهمة ليس لها مبرر ، وهذه التيارات تفرض نفسها فى زمن الثورة لتقوض كل المكاسب وتعيدنا مرة آخرى الى زمن عدم الثقة والتباعد مع الاشقاء الاحباء العرب . من الخاسر ؟ سؤال الى كل اسرة لها عائل يشارك فى ميادين العمل بدول الخليج . لقد تأكدنا أن الكرة ليست المسئولة عن الإساءة ولكن أهداف أخرى غير تلك السطحية التي قيلت علي مشكلة مباراة الجزائر..وراء قطع علاقاتنا مع الأخوة العرب .