ودع المنتخب التونسي أمس منافسات بطولة الأمم الأفريقية "غينيا الاستوائية والجابون 2012" بالخسارة من غانا في الدور ربع النهائي. وودع معه أيضا العرب آمال الحفاظ على الكأس الأفريقية في شمال القارة السمراء مثلما كان الحال في السنوات الثماني الماضية. وكان المنتخب السوداني قد أنهى مشواره أيضا بالبطولة في نفس الدور بعد أن خسر من زامبيا 3-0، ويكفيه فخرا الوصول إلى هذا الدور من البطولة بعد أن استبعده المحللون من سباق الترشح للتأهل عن مجموعته. كما اختتم المنتخب المغربي مشوراه في البطولة مبكرا في الأدوار التمهيدية، وهو نفس الموقف بالنسبة للمنتخب الليبي. وستودع البطولة الأفريقية بلاد العرب بعدما استقرت فيها منذ 2004 عندما حصد نسور قرطاج اللقب، وكان من يد عربية أيضا عندما تغلب التوانسة على المغرب في المباراة النهائية. وكانت تونس قد انهت بذلك 6 سنوات من الاحتكار الكاميروني للقب بعدما كانت مصر قد فازت باللقب القاري في 1998 ببوركينا فاسو تحت قيادة المدرب الكبير محمود الجوهري. ولم تشأ الأقدار أن تودع البطولة الشمال الأفريقي في 2006، فمثلما فاز أصحاب الارض والجمهور في 2004 باللقب تكرر الأمر بعد عامين وعادت البطولة بعد غياب إلى مصر. استمر التفوق العربي في 2008، وقدم الفراعنة أفضل أداء فني على الإطلاق في بلاد "النجوم السمراء" غانا، وكان اللقب من نصيب مصر مرة أخرى لتتواصل الهيمنة العربية بوجه عام على اللقب، والهيمنة المصرية بوجه خاص. ظن الجميع أن التفوق العربي في تلك السنوات والمصري تحديدا سيجد نهاية في أنجولا 2010، ولما لا بعد أن فشل منتخبات مصر وتونس المغرب في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بنفس العام والتي كانت مقامة في جنوب أفريقيا. إلا أن ذلك لم يحدث واستمر أيضا التفوق العربي في البطولة حيث كرر الفراعنة الإنجاز وحصدوا اللقب الأفريقي للمرة الثالثة على التوالي، وبقيت الكأس في بلاد العرب لمدة 8 سنوات. والمتابع لسجل أبطال "عروس أفريقيا" منذ بدايتها في 57 يجد أن التفوق العربي لم يكن وليد الصدفة، ويكفي أن دول الشمال الأفريقي قد حصدت 11 لقب من أصل 27، أي ما يزيد عن ثلث عدد مرات الفوز بالبطولة. وباتت "عروس القارة السمراء" تبحث عن أميرا جديدا مابين 4 منتخبات تأهلت للدور قبل النهائي، من بينهم منتخبين لم يعرفا طعم اللقب الأفريقي هما زامبيا ومالي، بينما تعد غانا الأكثر خبرة في الفوز بالألقاب برصيد 4 بطولات سابقة، أما المنتخب الإيفواري الطموح والعنيد فلديه سابقة وحيدة في الفوز باللقب وكانت عام 1992.