وصف الموقع الرسمي لاتحاد الكرة الدولي«فيفا» ختام بطولة كأس الأمم الأفريقية بتتويج زامبيا باللقب ب«التاريخي»، مشيرًا إلى أن المنتخب الملقب بالرصاصات النحاسية، جلس على كرسي الزعامة، في مشهد جديد على القارة السمراء، بعد غياب منتخب مصر، الذي ضرب كل الأرقام القياسية و«حيّد» كل المنتخبات الكبيرة المتخمة بنجومها، حين سيطر على اللقب في آخر ثلاث نسخ. ولفت تقرير ال«فيفا» إلى أنه بعيداً عن غياب الفراعنة عن البطولة، «لكن الأكثر حداثة في المشهد الختامي، كان تخلي المنتخبات العربية عن تسيدها لقمة البطولة الكبرى في القارة السمراء، فخلال ال8 أعوام الماضية كان العرب يفرضون تفوقهم المطلق على اللقب الكبير، بعد أن استعادت تونس العرش في البطولة التي استضافتها عام2004 قبل أن تتسلم مصر صولجان الزعامة في بطولات مصر 2006 وغانا 2008 وأنجولا 2010، بل غابت حتى عن المربع الذهبي، ولم يحدث هذا منذ عام 2002، عندما خسرت مصر أمام الكاميرون «0-1» في ربع النهائي لتشهد نسخة مالي2002 نصف نهائي خالٍ من العرب». وتطرق التقرير إلى مشوار الفرق العربية، «المغرب، تونس، السودان وليبيا» في البطولة، حيث قال إن المنتخب التونسي دخل المنافسات حاملاً طموحات كبيرة وحظوظاً وافرة لبلوغ الأدوار الأخيرة من المسابقة. وكانت «نسور قرطاج» على موعد مهم في الافتتاح، الذي شهد انتصاراً غالياً على الجار المغربي، لكن الأداء انخفض بشكل كبير في المواجهة الثانية أمام النيجر، ولم يخفف من ذلك سوى تحقيق الفوز في اللحظات الأخيرة، لتعود التوانسة لتقديم الأداء الجيد أمام أصحاب الأرض الجابون، لكن «هفوة» دفاعية أفقدتهم فرصة الصدارة، ليتوجب عليهم مواجهة غانا في ربع النهائي، ورغم تقديم عرض بطولي أمام «النجوم السمراء«، إلا أن الجهد الكبير أطيح به جراء هفوتين، كانت الثانية «قاتلة» من يدي الحارس المثلوثي، الذي منح غانا هدف الفوز في الشوط الإضافي. أما بالنسبة للمنتخب السوداني، فقدم عروضًا طيبة، وتحصل على نتائج مميزة للغاية، وكتب لاعبوه أسطر جديدة في تاريخ بلادهم، فبعد أن قاوموا ببسالة وخسروا بصعوبة أمام كوت ديفوار «0-1»، ثم سجلوا تعادلاً مهما أمام أنجولا بهدفي محمد بشة ليفتتح الرصيد التهديفي للفريق بعد صيام دام منذ 1976، ثم جاء الفوز الغالي أمام بوركينا فاسو «2-1» ليصبح الانتصار الأول بعد عام1970 أي منذ فوزهم باللقب على أرضهم. ويأتي التأهل لربع النهائي ليكون قمة الإنجاز لأبناء المدرب محمد عبدالله «مازدا»، ولذلك في ظل نقص الخبرة، كان الخروج الطبيعي أمام زامبيا، التي أظهرت قدرات كبيرة وفازت باللقب فيما بعد. ورغم تأهلها بشق الأنفس للعرس الأفريقي، والتحضير غير اللائق لخوض البطولة، ظهر المنتخب الليبي بشكل طيب، قياساً بالأحداث التي مرت بها ليبيا. وقاومت ليبيا أصحاب الأرض منتخب «غينيا الاستوائية»،المصحوب بجماهير متعطشة للفوز، ولم يخسر اللقاء الافتتاحي إلا بخطأ بسيط في الأمتار الأخيرة من اللقاء، لينهض الفريق من كبوة الخسارة المؤلمة ويقدم عرضًا طيبًا أمام زامبيا القوية، فتخلى عن تقدمه وأجبر على التعادل «2-2»، ثم كتب التاريخ بفوزه المستحق على السنغال«2-1»، وهو الأول له منذ بطولة 1982. وقال تقرير ال«فيفا»: «إن العرس الأفريقي شهد أكبر مفاجآته بوداع المغرب لسباق المنافسة في الدور الأول، وكان المغاربة يعلمون أهمية مواجهة تونس في الافتتاح، لكنهم لم يحسنوا التعامل مع مفردات اللقاء، وتعرضوا للهزيمة «1-2»، ليدخلوا في مضيق الفرصة الأخيرة، ويتعرضوا للهزيمة الثانية أمام الجابون «2-3»، والإقصاء المبكر قبل أن يودعوا البطولة رسمياً بفوز شرفي على النيجر««1-0 ورأى التقرير أنه على الرغم من هذا التراجع في مستوى الكرة العربية، وغيابها عن الأربعة الكبار في أفريقيا، يبقى الأمل قائمًا في الأجيال القادمة، فقد وضح جلياً أن الكرة العربية على الطريق الصحيح بنجاح شباب الفراعنة وأسود الأطلسي في التأهل لأولمبياد لندن 2012.
