يعود المنتخب السوداني لكرة القدم الثلاثاء إلى الظهور في نهائيات كأس الامم الافريقية بعد غياب طويل عن النهائيات حيث يلتقي نظيره الزامبي بمدينة كوماسي في مواجهة متكافئة بالمجموعة الثالثة في الدور الاول لبطولة كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين 2008 المقامة حاليا في غانا. وبعد غياب دام لاكثر من ثلاثة عقود يعود المنتخب السوداني للمشاركة في النهائيات من خلال البطولة الحالية. وحجز المنتخب السوداني مقعده في النهائيات بعدما اعتلى قمة مجموعته في التصفيات والتي ضمت معه المنتخب التونسي الفائز بلقب البطولة عام 2004 ليتأهل الفريقان سويا بعدما أكد المنتخب السوداني المعروف بلقب "صقور الجديان" أنه من أفضل الفرق التي حققت طفرة في مستواها في الفترة الماضية. ويبدو المنتخب السوداني الذي تفوق على نظيره التونسي في التصفيات قادرا على أن يسبب خيبة أمل جديدة للكبار ويسعى الفريق إلى تحقيق الفوز في مباراة الغد لتكون دافعا قويا له قبل مواجهة نظيريه الكاميروني والمصري. ورغم المشاركات القليلة للمنتخب السوداني في نهائيات كأس الامم الافريقية نجح الفريق في ترك بصمة جيدة خاصة في مشاركاته الأولى حيث كان واحدا من ثلاثة منتخبات فقط شاركت في البطولتين الاولى والثانية. وسجل المنتخب السوداني اسمه في سجل الابطال بإحراز لقب بطولة عام 1970 عندما استضافت بلاده البطولة للمرة الثانية. في المقابل ربما يكون المنتخب الزامبي المعروف بلقب "تشيبولوبولو" قد فشل في تدوين اسمه ضمن سجل الابطال في كأس الامم الافريقية على مدار 25 بطولة ماضية لكنه نجح بلا شك في ارتداء ثوب البطولة أكثر من مرة خاصة في بطولة عام 1994 بتونس. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الزامبي رغم كونه من منتخبات الصف الثاني في أفريقيا إلا أنه يعتبر من أصحاب المعجزات في عالم الساحرة المستديرة بالقارة السمراء. ونجح المنتخب الزامبي في التأهل لنهائيات كأس الامم الافريقية 2008 بغانا عبر إحدى هذه المعجزات حيث كان الفريق قد ودع البطولة من الناحية النظرية بعدما تعادل على ملعبه مع تشاد 1/1 في الجولة قبل الاخيرة من التصفيات ليحتل المركز الثاني في المجموعة الحادية عشر بفارق ثلاث نقاط خلف منتخب جنوب أفريقيا. ولكن المنتخب الزامبي فجر مفاجأة من العيار الثقيل وأطاح بجميع التوقعات عرض الحائط وتغلب على منتخب جنوب أفريقيا في عقر داره 3/1 مع ختام التصفيات في هذه المجموعة. وبالتالي قفز المنتخب الزامبي إلى صدارة مجموعته في التصفيات برصيد 11 نقطة وبفارق نتيجة المواجهتين المباشرتين مع منتخب جنوب أفريقيا ليتأهل المنتخب الزامبي للنهائيات ويترك الصراع على أحد المقاعد التي تمنح لاصحاب المركز الثانى إلى جنوب أفريقيا. ويملك المنتخب الزامبي رغم عدم فوزه باللقب تاريخا وسجلا مشرفا في بطولات كأس الامم الافريقية رغم أنه لم يبدأ المشاركة في تصفيات البطولة إلا مع بداية حقبة السبعينيات. وشهدت أول مشاركة للمنتخب الزامبي في النهائيات مفاجأة حقيقية حيث أحرز الفريق المركز الثاني بعد نهائي مثير أمام زائير في بطولة عام 1974 بمصر حيث أعيدت المباراة بعد يومين من انتهائها في المرة الاولى بالتعادل. وفي المباراة المعادة فازت زائير وتوجت باللقب. وكان المركز الثاني من نصيب الفريق أيضا في بطولة عام 1994 بتونس بعد شهور قليلة من واقعة مثيرة ومؤسفة أودت بحياة معظم أفراد المنتخب الزامبي حيث تحطمت الطائرة التي تقل الفريق على سواحل الجابون. ورغم هذه المأساة نجح الفريق الجديد بقيادة النجم الكبير كالوشا بواليا أحد أبرز نجوم زامبيا عبر تاريخها في الوصول للمباراة النهائية بكأس الامم الافريقية بعد شهور قليلة من هذا الحادث ولكنه سقط في النهائي أمام المنتخب النيجيري الذي أحرز لقب البطولة. وبعد خروج الفريق بقيادة لاعبه ومدربه السابق كالوشا بواليا الذي لعب الدورين سويا في البطولة الماضية من الدور الاول يبحث المنتخب الزامبي الذي تأهل بمعجزة عن معجزة جديدة في النهائيات للعبور من مجموعته (الثالثة) في الدور الاول للبطولة الحالية.