انتظر فريق الكرة الأول بنادي الزمالك 1332 يوما حتى يعود للمشاركة من جديد في دوري المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا. حيث حجز الفارس الأبيض إحدى بطاقات التأهل الثمانية إلى دور المجموعات بعد أن تخطى عقبة المغرب الفاسي بطل النسخة الماضية من بطولة الكونفدرالية الأفريقية وكذلك بطولة السوبر الأفريقي. ولعب الزمالك آخر مبارياته في دوري المجموعات في 21 سبتمبر 2008 وكانت أمام ديناموز هراري بطل زيمبابوي على ملعب الأخير وخسر الفريق الأبيض بهدف نظيف سجله ديفيد شوكو. وحل الزمالك أخيرا في ترتيب مجموعته التي ضمت أيضا الأهلي وآسيك الإيفواري إلى جانب ديناموز، حيث حصد الفريق تحت قيادة مدربه الألماني راينر هولمان 5 نقاط من ست مباريات. ولعل عودة المارد الأبيض إلى المشاركة في دوري المجموعات تعد انجازا بعد أن عانى الفريق الأمرين على مدار السنوات الماضية في سبيل الوصول إلى ذلك الدور من جديد.. فقد وقف حاجز دور ال 32 حائلا في كل مرة في سبيل المضي قدما في دوري الأبطال. فضلا عن أن الزمالك قد حرم من المشاركة الأفريقية في عامين متتالين وذلك بسبب الترتيب المتراجع في جدول الدوري حيث كان قد حل سادسا في موسم 2008-2009، بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار الفني والإداري وكثرة التغييرات التي أدت إلى ابتعاد الفريق صاحب ال 5 ألقاب في رصيده عن الساحة الأفريقية، في وقت هيمنت فيه فرق وسط القارة السمراء على عرش البطولة، لاسيما مازيمبي الكونغولي الذي حصد اللقب في عامين متتاليين. وفي 2011 ابتسم الحظ للفارس الأبيض ليعود من جديد ويشارك في غمار المنافسات الأفريقية بدوري الأبطال حيث عاد الزمالك بعدما حل وصيفا للدوري بقيادة مدربه الطموح حسام حسن خلف الأهلي الفائز باللقب. ولكن دوام الحال من المحال.. لم يبتسم الحظ طويلا لأبناء ميت عقبة، حيث جاءت الثورة المصرية لتتوقف الأنشطة الرياضية في مصر وبالتالي فتصبح مهمة حسام مع الأبيض صعبة في إعداده للمعترك الأفريقي الذي كان يراهن عليه بمجموع اللاعبين الشباب. ولم يجد الزمالك مفر من خوض مباريات الدور التمهيدي (ال 64) أمام أولينزي ستارز الكيني وكان الفوز حليف الزمالك ليتأهل إلى دور ال 32 ويصعد لمواجهة الأفريقي التونسي. وفي المواجهة التونسية الصعبة للزمالك خسر بطل مصر ذهابا بأربعة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يفوز بهدفين لهدف في القاهرة وهي النتيجة التي لم تكن كافية للتأهل، فضلا عن أن نهاية المباراة قد شهدت أحداثا مؤسفة عرفت لاحقا ب "موقعة الجلابية" بعدما نزح مئات المشجعين إلى أرض الملعب قبل أقل من دقيقة على نهاية الوقت بدل الضائع للمباراة. وودع الزمالك بذلك فرصة الاستمرار في البطولة الأفريقية على يد الفريق التونسي ووضح جليا تأثره بالأوضاع التي عاشتها الرياضة المصرية إبان بداية الثورة. ومع حسن شحاتة وفي تحد جديد بدأ الأبيض رحلة البحث عن إنجاز أفريقي جديد، ولم تكن المهمة سهلة أيضا حيث قطع الزمالك طريقه في دوري الأبطال هذا الموسم بدءا من الدور التمهيدي والذي تغلب فيه على يانج أفريكانز التنزاني والذي وإن لم يكن بقوة الزمالك فهو فريق ذو اسم معروف لكثيرين على مستوى القارة السمراء. وبعد أن تأهل الزمالك إلى دور ال 32، باتت هناك مخاوف من أن يودع الأبيض البطولة من نفس الدور على غرار النسخة السابقة من البطولة خاصة عندما يواجه أفريكا سبورت الإيفواري الذي لم يسبق للزمالك التأهل من خلاله إلى بركلات الترجيح. ولكن الزمالك خذل المتشائمين وتأهل إلى دور ال 16 بمجموع اللقائين 3-2، وساهم في ذلك ركلة جزاء سجلها عمرو زكي، ويضمن بذلك الاستمرار في البطولات الأفريقية سواء في دوري الأبطال (او الكونفدرالية في حالة الخسارة) لم تكن مهمة قافلة حسن شحاتة في دور ال 16 أسهل منها في دور ال 32، حيث كان عليه أن يتخطى عقبة المغرب الفاسي بطل الكونفدرالية والسوبر، ليفجر الزمالك المفاجأة ويقهر الفاسي ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة 2-0، ويضمن بذلك العودة لدوري المجموعات من جديد.