أين ذهب الفول؟ أرهق هذا السؤال المستهلكين فى مناطق عديدة بالقاهرة ليلة أمس الأول عندما باءت محاولاتهم العثور على طبق الفول اليومى بالفشل. غير أن السؤال لم يجد إجابة خاصة بعد أن هجم المستهلكون على الفول الذى يحرص معظم الصائمين على تناوله خصوصا فى السحور مع عصير الليمون، والزيت الحار أو زيت الزيتون، أو غيرهما من الأطباق مثل طبق الفول بالصلصة. واشتكى أمس أهالى منطقة بولاق الدكرور بالجيزة اختفاء الفول أثناء السحور، ويحكى هذه الواقعة سائق تاكسى يقطن فى بولاق الدكرور وهو يضحك قائلا: «أرسلت ابنتى لتحضر كالعادة طبق الفول بعد العشاء ولكنها رجعت من غير الفول فلم أيأس وأرسلت ابنى الأكبر ليلف على كل مطاعم وكافيتريات الفول فى المنطقة وأكدت عليه عدم الرجوع بدون الفول ولكنه أيضا رجع خالى اليدين وقال يا بابا الفول خلص». الطريف أن هذه الشكوى اتسعت بامتداد خريطة كثير من الأحياء حيث شملت المناطق الراقية مثل جاردن سيتى التى امتلأت مطاعمها بالكامل فأعلن عدد من المطاعم الشهيرة بها عدم إمكانية استقبال زبائن جدد بسبب نفاد الفول بعد منتصف الليل حتى إن بعض المطاعم أعدت قائمة انتظار بسبب الزحام الشديد. وكانت الشوارع المجاورة للسفارة البريطانية القريبة من هذه المطاعم أشبه بشوارع مارينا حيث أغلقتها السيارات الفخمة واكتظت بالفتيات والشباب الباحثين عن وجبة سحور شرقية مع لمة رمضان. سحور أول يوم فى رمضان لم يفرق بين الغنى والفقير حيث كانت أزمة الفول هى القاسم المشترك بينهم سواء فى بولاق الدكرور أو المنيرة أو جاردن سيتى ويرجع هذا إلى فوائد الفول الصحية التى يؤكدها معظم أطباء التغذية فهو مصدر مهم للمواد الكربوهيدراتية. والبروتينيات، والمعادن، والفيتامينات، كما يساعد على خفض الكوليسترول ويفيد فى حالة ضغط الدم المرتفع، وفى الوقاية من الإمساك والبواسير وهو غذاء مفيد لمرضى السكر، ويقى من أمراض القلب والشرايين، كما يساعد على تنظيم وظائف القولون. وسبب عشق الصائمين لهذه الوجبة أنها تستغرق مدة طويلة فى المعدة ويعطى إحساسا بالشبع، لاحتوائه على نسبة كبيرة من مركبات التانين المثبطة لإنزيمات الهضم مثل التربسين والبيبسين، لذا ينصح بعدم تناوله لذوى المعدة الضعيفة والمصابين بعسر الهضم حتى إن المصريين يطلقون عليه مسمار البطن.