رفض أعضاء لجنة المشاهدة بالتليفزيون المصرى الاتهامات التى لاحقتهم مؤخرا بأن توصياتهم بشأن الأعمال الدرامية المعروضة فى رمضان مجرد حبر على ورق، وأن مهمة اختيار هذه المسلسلات فى يد أنس الفقى وزير الإعلام وحده. وأشار عدد من أعضاء اللجنة إلى أن توصياتهم عادة ما تحظى باحترام مسئولى ماسبيرو، معتبرين أن إنشاء اللجنة وضع حدا لما كان يعرف ب«بكاء النجوم على أبواب الوزير» بحثا عن عرض أعمالهم. الناقد أحمد صالح، عضو لجنة المشاهدة عن اللجنة، يشرح طبيعة عملها قائلا: نعطى تقديراتنا بترتيب A وB وC، والتقدير الرابع هو غير صالح للعرض، ولكن فى النهاية كل تلك التقييمات تكون على العرض فى رمضان فقط دون غيره، بمعنى أنه يمكن أن توصى اللجنة بعدم عرضه فى رمضان مع عرضه فى شهر آخر، مشددا على أنه لم يحدث أبدا أن أوصت اللجنة بعدم عرض مسلسل بعينه وخالف التليفزيون التوصية. وأعرب صالح عن دهشته من هجوم البعض على لجان المشاهدة بقولهم إن قراراتهم استشارية، وقال كيف يتجاهل التليفزيون قراراتنا فى حين أن كل لجنة تضم رئيسا أو رئيسة قناة يختار معنا ويقرر، كما تتكبد الحكومة أموالا ليست بالقليلة لتنفق على عمل اللجنة الذى استمر لأكثر من شهر ونصف الشهر. وأكد أحمد صالح أن كل ما اشتراه وزير الإعلام أنس الفقى من أعمال من شركات الإنتاج الخاصة تم عرضه على اللجنة وخضع مثل باقى الأعمال للانتقاء والفرز. أما الدكتور محمد كامل القليوبى، عضو لجنة التحكيم، فيرى أن كل ما يوجه للجنة من انتقادات مجرد «هراء» لأن التليفزيون يحترم رأى اللجنة تماما وكل ما يردده بعض الأشخاص هو فرقعات فقط للترويج لأعمالهم وليس لها أى أساس، ودلل على ذلك بأن البعض ادعى أن اللجنة اختارت أعمالهم ولكن التليفزيون استبعدها، مشيرا إلى أن جميع قرارات اللجنة سرية وترسل بمظاريف مغلقة ولا يعرف أحد عنها شيئا. ورأى القليوبى أن لجنة المشاهدة فى كل عام تمنع عن المشاهدين «بلاوى كتير وأشياء استفزازية جدا» ولم يحدث أن رفضنا شيئا ووجدناه معروضا فى الخريطة، مضيفا أنه «منذ بداية عمل لجان المشاهدة، انتهى تماما عصر بكاء النجوم على أعتاب الوزير لعرض أعمالهم». ويقول الروائى يوسف القعيد، عضو لجنة المشاهدة، إنه فى نطاق اشتراكاتى البسيطة والجزئية فى لجنة المشاهدة أستطيع القول إننا لم نأخذ قرارا وأهمله التليفزيون على الإطلاق وجميع توصياتنا كانت ملزمة. واتفق معه فى الرأى، الناقد طارق الشناوى، ويقول إن عمل اللجنة لم يكن استشاريا أبدا، ومن الممكن أن يمنح عدة أعمال تقدير B وآخرين تقدير A وفى النهاية نترك الأمر للتليفزيون كى يقرر كيف يرسم خريطته طبقا لتفاصيل بعيدة عنا تماما وتخضع للحسابات الإعلانية ونجومية صاحب العمل. وأضاف أن اللجنة مكونة من 20 عضوا، كل 3 أعضاء يشاهدون عملا ولذلك تجد فى النهاية أن العضو لا يشاهد جملة الأعمال ولذلك أنا لا أملك الحكم إلا على ما شاهدته ولذلك أقول إنه فى نطاق القرارات التى خرجت من اللجنة التى كنت فيها، التزم بها التليفزيون، ولم يضرب بها عرض الحائط كما يدعى البعض. الناقدة ماجدة موريس اختارت الحديث فى نطاق اختصاصاتها وفى العمل الجزئى الذى اشتركت فيه، وقالت أعتقد أن ميل التليفزيون هذا العام إلى شراء أعمال القطاع الخاص يرجع إلى رغبته فى مساندة صناعة الدراما المصرية بعد عزوف القنوات الخليجية عن شرائها، وهذا القرار يذكرنا بقرار الرئيس السورى بشار الأسد عندما أمر التليفزيون الرسمى بشراء 45 مسلسلا سوريا حتى لا تنهار صناعة الدراما فى بلاده. وأوضحت موريس أن عدد المسلسلات كما هو معروف أكبر من مساحة العرض واللجنة بدأت عملها متأخرة كثيرا هذا العام نتيجة لتأخر الأعمال، ورغم ذلك فإن اللجنة استطاعت أن تشاهد بعض الأعمال التى اشتراها التليفزيون المصرى. وأكدت أيضا أن القرارات التى أصدرتها لجنتها كانت ملزمة وما صدر عنهم تم تطبيقه، ولم يتدخل أحد فى عمل اللجنة بأى شكل من الأشكال. وقالت موريس إن من بين الغرائب هذا العام ولكنها أصبحت شيئا متداولا هو شراء التليفزيون لبعض الأعمال بإعلاناتها ورغم ذلك فقد مرت جميع تلك الأعمال على اللجنة أيضا. واختتمت حديثها قائلة إن التليفزيون يخوض حربا إعلامية يمكن أن يقال عليها مشروعة لاستعادة مشاهديه الذين هربوا إلى الفضائيات بحثا عن الجديد لذلك يحاول أن يعيد هؤلاء المشاهدين مرة أخرى.