علمت اليوم السابع، أن قرار رفض التلفزيون المصرى عرض مسلسل "ناصر"، جاء من الدور التاسع فى مبنى ماسبيرو، أى أنه قرار أنس الفقى وزير الإعلام، المسئول الأول المنوط به إجازة عرض أو رفض الأعمال الدرامية فى رمضان، حيث جرت العادة أن تمر الأعمال أولاً على الوزير، مصحوبة بملخص درامى عن مضمون العمل، ليقرر أنه موافق وأن العمل يتماشى مع سياسة التلفزيون المصرى، ثم يمر على الإدارة المركزية للرقابة فى التلفزيون المصرى الذى يعد تقريراً حول الصلاحية الرقابية للمسلسل ومستواه الفنى، وبعدها تتم إحالته إلى لجنة اختيار المسلسلات التى تحدد بمعايير فنية صلاحية المسلسل، ثم يعود مرة أخرى إلى الوزير ليتخذ القرار النهائى بشأن المسلسل، أما فى حالة الأعمال ذات المضمون السياسى مثل "الملك فاروق" الذى عرض فى رمضان الماضى، فيقرر الوزير صلاحية المسلسل من منطلق معايير الدولة السياسية. رفض الوزير لمسلسل "ناصر" دون اطلاع لجنة المشاهدة عليه أو تقديم الرقابة تقريرها عنه، يؤكد أن هناك موقفاً ما من المسلسل الذى يتطرق بتفاصيل دقيقة للحقبة الناصرية على مدى 33 حلقة هى عدد حلقات المسلسل. وفى الوقت الذى رفض فيه الوزير، عرض مسلسل "ناصر" على التلفزيون المصرى وافق على عرض مسلسل "عدى النهار"، الذى يتناول بالتفصيل الأحداث التى سبقت وأعقبت نكسة يونيو، من وجهة نظر مناهضة لشخصية عبد الناصر، ويحمل المسلسل انتقادات حادة ولاذعة لسياساته. ويبقى السؤال مطروحاً لماذا رفض الوزير الفقى عرض مسلسل "ناصر"، الذى يتبنى فترة الحكم الناصرى وينتصر لها، وقبل عرض مسلسل ينتقد بشدة نفس الحقبة؟