«يا نهار الهنا.. يا نهار الهنا.. يا حلاوة المصريين أسروا الصوماليين»، «يا حلاوة المصريين يكفيهم شر العين.. أسروا الصوماليين»، بهذه الهتافات وغيرها كان استقبال طاقم الصيادين المصريين ال 36 الناجين، على متن مركبى الصيد ممتاز 1 وأحمد سمارة، والذين وصلوا إلى ميناء الأتكة بالسويس فى العاشرة من صباح أمس بعد 5 أشهر من اختطافهم. وبالأغانى والزغاريد قابلت الزوجات أزواجهن العائدين، وبالتصفيق والتهليل قابلت العائلات أبناءها لدى وصولهم إلى الميناء. لكن حدثت مشادة كلامية بين أعضاء مجلس الشورى عن دائرة برج البرلس ومنظمى حفل استقبال الصيادين بسبب عدم استقبال محافظ السويس لهم فور وصولهم للحفل وأصروا على اصطحاب صيادى برج البرلس، إلا أن منظمى الحفل حلوا المشكلة فى النهاية، وأعادوا الصيادين إلى الحفل مرة أخرى. «الشروق» التقت الصيادين العائدين الذين تحدثوا عن خطة تحريرهم المختلف على تفاصيلها. من جهته، أكد إبراهيم محمد صحة رواية حسن خليل، صاحب مركب ممتاز 1، الذى أفاد بتدخل فريق مكون من 15 مسلحا صوماليا لتنفيذ خطة تحرير الصيادين، مشيرا إلى أن أحد مراكب الصيد الإيطالية الذى احتجزه القراصنة أخر تنفيذهم خطة الهروب ليلا، نظرا لتخوفهم استخدام الأسلحة التى كانت محملة على المركب الإيطالى فى إصابة أى منهم. وعلى النقيض من ذلك جاءت رواية حسين عبدالجليل، أحد أفراد نفس الطاقم، والذى نفى استعانة ممتاز 1 بأى مسلحين صوماليين لتحريرهم وقال «إحنا تحررنا ورجعنا لأولادنا بالسلامة وما حدش ساعدنا من الصوماليين أو قوات الأمن المصرية». واتفق معهم محمود مسلم أن عملية تحريرهم استغرقت 5 دقائق فقط نجحوا خلالها فى السيطرة على القراصنة وقتل اثنين منهم فى الوقت الذى ألقى فيه ثالثهم بنفسه فى مياه البحر. وفى السياق ذاته، قال عربى محمد عبدالجليل، أحد أفراد طاقم مركب ممتاز1 إن القراصنة أجبروه على العمل كطاهً طوال فترة احتجازهم، معربا عن استيائه الشديد مما وصفه بسوء معاملة القراصنة لهم، حيث منعوهم من تناول الطعام والشراب بكميات كافية فضلا عن إجبارهم على القيام بأعمال النظافة، وأضاف «كانوا بيأكلونا بالأمر ويشربونا بالأمر ومعاملتهم سيئة جدا». ولفت عبدالجليل إلى أن خاطفيهم من القراصنة كانوا قد استولوا على كل المؤن والمواد الغذائية، منوها إلى أن أحد المراكب السورية المارة زودهم بالمواد الغذائية فور خروجهم من المياه الإقليمية الصومالية. وأشار عبدالله محمد، ميكانيكى سفينة ممتاز 1، إلى أن حسن خليل مالك المركب ممتاز 1 أكد لنجله حماده خليل ريس المركب ممتاز فشل المفاوضات وقال: «الموضوع هيطول والقراصنة بيبعوا ويشتروا فينا، عايزين تهربوا اهربوا». وأوضح الصيادون أن خاطفيهم كانوا قد أصدروا أوامرهم بمنع أى أحاديث مشتركة بين المركبين المختطفين طوال مدة الاحتجاز، ما دفعهم إلى التواصل عبر إشارات يدوية وكلمات لا يفهم مغزاها إلا أصحاب المركبين. وأكد محمد أن أحد القراصنة كان يعلم بعض الكلمات العربية الركيكة، ما ساعدهم على استمالته، وتم الاتفاق على ميعاد الهروب الذى تم عصر الخميس قبل الماضى دون تدخل أى مسلحين صوماليين فى نتفيذ خطة تحريرهم. وأكد أحد الصيادين أن مركبى الصيد كانا مزودين بكميات كبيرة من الوقود قبل اختطافهم ونظرا لعدم تحرك المركبين لمدة خمسة أشهر أثناء الاحتجاز، كانت هناك كميات كبيرة للعودة بها. ومن جهة أخرى، أبدت سعاد الشرقاوى، زوجة محمد طلبة أحد صيادى المركب سمارة، غضبها الشديد من محافظ كفر الشيخ الذى امتنع عن تقديم أى مساعدة مالية لأهالى أسر الصيادين قبل علمه بتحركهم من الصومال والذى قام بعد ذلك بصرف ألفى جنيه لكل أسرة بعد تلقيه تأكيدات أن الصيادين فى طريقم إلى ميناء الأتكة بالسويس. ومن جهته، قال حمدى شرابى، رئيس الجمعية التعاونية لأصحاب سفن الصيد بمركز البرلس محافظة كفر الشيخ، إن المحافظ قام بصرف جزء من التبرعات التى وصلت قيمتها 78 ألف جنيه، والتى كان من المقرر دفعها للقراصنة فقاموا بصرف الجزء الأكبر من المبلغ على الاحتفال بعودة الصيادين دون موافقة ذويهم. وأشار شرابى إلى أن أعضاء الجمعية اقترحوا صرف مكافأة بقيمة ألف و500 جنيه لكل صياد بجانب صرف مبالغ مالية لتشغيل خمسة حضانات بمستشفى برج البرلس التكاملى، إلا أن ذلك لم يتحقق منه شىء وقام المحافظ بصرف المبالغ المالية على الدعاية ومراسم استقبال الصيادين. ونفى السفير سعيد مرسى السفير المصرى فى الصومال الاتهامات التى يوجهها البعض الى وزارة الخارجية المصرية بشأن عدم اتخاذها أى اجراءات لإطلاق صراح طاقم الصيادين، مؤكدا أن مسئولى وزارة الخارجية المصرية كانوا يتابعون الأزمة مع مسئولى حكومة بونت لاند الصومالية منذ اللحظة الأولى لاختطافهم على حد قوله وأكد مرسى أن جهودا دولية تبذلها الولاياتالمتحدةالامريكية ودول حلف شمال الأطلنطى للحد من أعمال القرصنة التى تعانى منها السفن المارة فى المحيط الهندى وخليج عدن، لافتا إلى إن الفوضى التى تعم الصومال تنعكس على تزايد أعمال القرصنة التى وقعت مؤخرا.