فى مشهد إنسانى رائع اختلطت فيه دموع الفرحة بالزغاريد والأغانى والأهازيج استقبل أهالى الصيادين ال (23) العائدين من الصومال ذويهم بعد 6 أشهر من القلق والعذاب على مصيرهم الذى كان مجهولا إلى أيام قريبة. فى ميناء الأتكة بالسويس توافد أهالى الصيادين بعد فجر أول أمس وقبل بزوغ الشمس كانوا قد تأكدوا من وصول مركبى الصيد (ممتازا) و(سمارة) وبقائه فى عرض البحر على مسافة من مكان الإحتفال الذى أعد فى الميناء الصغير انتظارا للتعليمات وقبل أن تشرق شمس أمس كان المركبان إقتربا من الميناء وظهرا بوضوح للأهالى لكنهما لم يدخلا الميناء وفى حدود الساعة الثامنة أتى عدد من المراكب ونقل أهالى الصيادين إلى السفينتين ولم ينتظر بعضهم حتى قفز إلى مركبى الصيد العائدين، بينما لم تنقطع أغانى الأهالى الذين اتفقوا على أغنية أثيرة سيطرة على احتفالاتهم يقولون فيها ( يا حلاوة المصريين أسروا الصوماليين). وبعد قليل من الوقت تم السماح للمركبين العائدين (سمارة وممتازا) بدخول الميناء فى حضور محافظى السويس محمد سيف الدين جلال ومحافظ دمياط فتحى البرادعى، بينما غاب محافظ كفر الشيخ وما أن رست المركبان وبدأ الصيادون يغادرون ظهريهما فى ملابس موحدة وزعها عليهم الأمن فى عرض البحر حتى اندفع ما تبقى من الأهالى على الميناء نحوهم وتفجرت كل مشاعر الحب التى ادخرها الأهل لأبنائهم والشوق الذى عذب الأبناء والأزواج من الصيادين نحو ذويهم. وفى خيمة معدة للاحتفال توجه الصيادون إلى محافظى السويسودمياط لتحيتهما فى حضور عدد من قيادات المحليات بالمحافظة وتسلموا منهم مكافآت على بطولتهم ألفى جنيه لكل صياد وتم تطويق أعناقهم بأكاليل الظهور بينما بقى قريبا منهم أهالى صيادى المركب (بدر) رافعين لافتات يسألون فيها عن مصير أبنائهم الصيادين على ظهر المركب التى اختفت منذ ما يقرب من 20 شهرا ولا يعرف أحدا مصيرهم إلى اليوم. عودة للصيادين العائدين وفرحتهم التى طغت على كلامهم ووضج لوسائل الإعلام والصحفيين المحتشدين أنهم تلقوا أوامر مشددة بعدم الكلام لوسائل الإعلام عن أية تفاصيل تخص عملية تحريرهم أو القراصنة الصوماليين الذين أسروهم أو دور الجهة السيادية التى تم الإعلان عنها، وعن الأسرى الصوماليين قال واحدا من العائدين إنهم (8) بينما أشار آخرون أنهم كانوا أكثر من هذا العدد لكن بعضهم هرب أثناء رحلة العودة.