مولانا الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر كل عام وفضيلتكم بخير، وبعد.. كنت أمنى النفس ونحن نستقبل الشهر الفضيل أن تبقى فضيلتكم وقد تجاوزتم العام الثمانين من عمركم المديد بمنأى عن الفخاخ المنصوبة لاستدراج فضيلتكم لدائرة من التصريحات والآراء والفتاوى الصادمة للناس، سواء على مستوى السياسة الخارجية أو الداخلية. خارجيا لانزال يا مولانا نعانى من صهد تصريحاتكم ومواقفكم المثيرة للغضب للشعبى خاصة ما تعلق منها بأحاديث التطبيع مع العدو الصهيونى وما تزامن معها من سلسلة من المصافحات مع قيادات سياسية صهيونية نزلت على وجوه الشعب كصفعات مؤلمة للمشاعر. والغريب فى كل موقف من هذه المواقف يا مولانا أن فضيلتكم تخرجون علينا بحجج وتبريرات مؤداها أن الموقف فرض عليكم فرضا وبما يعنى أنكم استدرجتم أو جرى توريطكم فى مثل هذه القضايا. غير أن المشكلة فضيلتكم أنكم بهذه المواقف وهذه الحالة من الاستسلام لمحاولات الاستدراج والتوريط تصيبون الناس بالحيرة وبشيء من الضيق والغضب والبلبلة. وكنا نحسب يا مولانا أن محاولات الاستدراج والتوريط قاصرة على السياسة الخارجية فقط، إلا أننا فوجئنا بتوريط فضيلتكم واستدراجكم لصدام لا لزوم له بالمرة خاصة مع استقبال الشهر الكريم مع فضيلة المفتى ودار الإفتاء المصرية بشأن رأى قيل إنكم قلتموه حول جواز تبرع المسلم لبناء كنائس وهو التصريح الذى رجعتم فضيلتكم ونفيتم صدوره عنكم، وعلى عهدة الزميلة الدستور فى عددها أمس قلتم فضيلتكم إن التصريح أسيئ فهمه ومن ثم استخدامه وأنكم كنتم تقصدون تبرع المسيحى لبناء كنيسة وليس المسلم. و لا أدرى يا مولانا تدخلنا بين الحين والحين فى أتون معارك سياسية نحن فى غنى عنها، كما لا أعلم لماذا تستسلمون أحيانا لمحاولات الاستدراج فى أشياء لا تثريب عليكم لو اعتذرتم عن الخوض فيها، خاصة أن دخولكم فيها يأتى فى الغالب من باب المجاملة. ومن أسف يا مولانا أن الدخول فى هذه القضايا يكلفنا الكثير ويخوضنا إلى مشاكل ومعارك مجانية بما يظهركم ويظهر دار الإفتاء فى صورة لا تسر أحدا، ذلك أن البعض وللأسف الشديد يحاولون استغلال هذه المساحة بشكل يسيئ إلى مقام مشيخة الأزهر، ويدخل المجتمع كله فى أنفاق مظلمة ونحن نستقبل شهر النور والخير. وأخيرا أدعو الله أن يتقبل صيام فضيلتكم عن الطعام والشراب.. والتصريحات والمواقف التى لا لزوم لها أيضا.