نشرت صحيفة الدايلى بيست الأمريكية مقالا للصحفى «ديفيد أكس»، حيث تناول نية الولاياتالمتحدة لإرسال طائرات (F15) ذات الصواريخ جو جو للمشاركة فى الحرب على داعش فى سوريا، مبينا أن الهدف الرئيسى لها ليس ضرب داعش وإنما مراقبة الطائرات الروسية دفاعا عن قواتها الأخرى المشاركة فى الحرب. وبدأ أكس مقاله بتأكيده نية البنتاجون إرسال طائرات ال (F15) للمشاركة فى الحرب على داعش. وعلى الرغم من عدم امتلاك داعش طائرات إلا أن تلك المقاتلات تمتلك صواريخ جو جو فقط. مما يعنى أن العدو الحقيقى هى روسيا. وقد أعلن البنتاجون على لسان لورا سيال، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن انتشار طائرات نسر (F15) ذات المحركين فى «انجرليك» بتركيا ل«ضمان سلامة» حلفاء أمريكا بحزب الناتو. وهو الأمر الذى يعنى أن طائرات ال(F15) والمقاتلات ذات الصواريخ جو جو تساعد سلاح الجو التركى فى اعتراض المقاتلات ومروحيات الهليكوبتر السورية المقتحمة للأراضى التركية. ولكن على الأرجح سترافق ال (F15) الطائرات وقاذفات الصواريخ المهاجمة لمسلحى داعش والتى تقبع بالقرب من الأراضى التابعة لقوات النظام السورى وكذلك المقاتلات الروسية، حيث قصفت مواقع تابعة لداعش وقوات المعارضة المدعومة من الولاياتالمتحدة. وقد رفضت سيال الدخول فى تفاصيل حول انتشار سلاح الجو الأمريكى، ولكنها لمحت عن الهدف الحقيقى لهذا الانتشار حين قالت «لم أقل أن هذا الانتشار لا يخص روسيا». ••• وعلى الجانب الآخر، يبين أكس أن سلاح الجو الروسى المتواجد فى غرب سوريا يتضمن مقاتلات (Su30) وهى مقاتلات جو جو. وقد أثار وصولها إلى سوريا دهشة الجميع، حيث إن داعش لا تمتلك سلاح طيران حتى تشارك تلك المقاتلات، ولكن هناك إصرارا روسيا على مشاركتها فى الحرب. إن مقاتلات ال (F15) المرسلة إلى تركيا ستكون أولى الطائرات الأمريكية التى تحدد أهدافها بدقة فى المنطقة. حيث إن المقاتلات الأخرى المشاركة هى حاملة لقذائف وصواريخ تستهدف بها المسلحين على الأرض. ويتضح هنا وجود تناقض، فطيارى ال (F15) تدربوا خصيصا على اسقاط الطائرات، ولم يتم اشراكهم فى الحرب على أفغانستان وكذلك فى قيادة أمريكا للحرب على العراق. الأمر الذى يؤكد أن الحرب فى سوريا مختلفة. ففضلا عن وجود مقاتلات أردنية وكويتية وإماراتية، وطائرات المشاة البحرية الأمريكية، أضاف سلاح الجو الأمريكى مقاتلات ال(A10) وطائرات انقاذ، ومروحيات هليكوبتر لقاعدة اجرليك بتركيا. ومن ثم يعتبر أكس إرسال مقاتلات «دوج فايترز» هو جزء من تصعيد أوسع للحرب الجوية فى سماء سوريا. وتعتبر موقع قاعدة انجرليك والازدياد المستمر لأسلحتها هو المفتاح لاستراتيجية «شمالية» تتبعها الولاياتالمتحدة فى حربها على داعش، فقد صرح مسئول رسمى بالبنتاجون قائلا «إن (رشاقة) عمليات سلاح الجو فى شمال سوريا، هى واحدة من الأمور الأساسية فى الحرب، وذلك للضغط تجاه المنطقة الحدودية وفى داخل سوريا»، وأضاف «وهو ما يعنى أننا نريد تكثيف الهجوم الجوى. وبالتالى فنحن بحاجة إلى تكثيف العمل الاستخباراتى لتطوير الأهداف». ••• ويشير أكس إلى إمكانية فرض حظر جوى بأنه سيفرض حظرا جويا فى شمال سوريا لحماية القوات، المدعومة من الولاياتالمتحدة، من القوات السورية والروسية، مؤكدا أن البنتاجون لم يصرح بذلك. حيث قال المسئول إنه «أمر واضح كما يعلم الكثير، أنه قد تم مناقشة ذلك فى المحادثات ولكن ما تم اعلانه لم يرتبط بأى شكل من الأشكال ببدء فرض حظر جوى فى شمال سوريا». وقد تجبر شمال سوريا مقاتلات ال (F15) الأمريكية على مواجهة الطائرات الروسية، برغم أن كليهما يواجهان داعش. وبرغم ما تبذلانه أمريكاوروسيا من جهد لتوجيه طائراتهما بعيدا عن الاصطدامات المحتملة، إلا أنه على الجانب الآخر لا يوجد تعاون فى حربهم الجوية المنفصلة فى سوريا. ويختتم أكس بأنه بدلا من التعاون، ستظل عيون الطيارين الأمريكيين والروس قلقة أثناء شن غاراتهم المنفصلة والتى قد تتعارض مع بعضها فى بعض الأحيان. وهو ما جاء فى كلمة المسئول عن الخطط العسكرية الروسية فى البنتاجون حيث قال «أن الطيارين يدركون ما يحدث جيدا، مثلنا، فى سماء سوريا وداخلها وخارجها». وبالتالى سيكون هناك مقاتلات أمريكية فى سوريا وظيفتها الرئيسية الحذر من الروس. إعداد إسلام أحمد حسن