حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون نيجيريا على مواجهة الفساد وتحسين سياسات الحكم ، وذلك في المحطة الخامسة من جولتها الأفريقية. وتعد نيجيريا أكبر دول أفريقيا من ناحية تعداد السكان، وحتى الشهر الماضي ، كانت أكبر منتج للبترول في القارة ، ولكنها تواجه مجموعة من المشكلات من بينها تفشي الفساد وضعف الحكم فضلا عن المشكلة الأبرز وهي الصراع حول ثروة البترول في دلتا النيجر. وقالت هيلاري في مؤتمر صحفي في أبوجا مع وزير الخارجية النيجيري أوجو مادويكوي : "ندعم ونشجع بشدة جهود حكومة نيجيريا لزيادة الشفافية والحد من الفساد وتوفير الدعم للعمليات الديمقراطية استعدادا لانتخابات عام 2011". ورغم أن نيجيريا خامس أكبر مورد نفط للولايات المتحدة إلا أنه يعتقد بأن كلينتون وجهت رسالة أكثر حدة خلف الكواليس لحكومة نيجيريا التي يصفها مسئولو أمريكا بأنها "أهم دولة في أفريقيا جنوب الصحراء". والتقت هيلاري كلينتون الرئيس النيجيري عمرو يار أدوا خلف أبواب مغلقة في وقت سابق اليوم لتوصيل رسالتها. وتعد نيجيريا من أكثر الدول الأفريقية التي تعاني من الفساد حيث يتخلل الكسب غير المشروع كافة المستويات السياسية والتجارية والاجتماعية. ويقول محللون إن مكافحة الفساد فقدت الزخم في ظل حكم يار أدوا. وكان نوهو ريبادو المناضل البارز للفساد والذي تمتع بالاحترام الدولي قد طرد من منصبه بعد وقت قصير من تولي يار أدوا السلطة. وسعت هيلاري إلى الوقوف على آخر المستجدات بشأن الصراع في دلتا النيجر المنتجة للبترول ، حيث أدت الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة إلى خفض إنتاج البترول بحوالي 25 % منذ مطلع 2006. وأدت الهجمات إلى تقدم أنجولا على نيجيريا كأول دولة منتجة للبترول في أفريقيا. وضخت نيجيريا 76ر1 مليون برميل يوميا الشهر الماضي مقابل 82ر1 مليون برميل ضختها أنجولا. ويعتقد بأن هيلاري كلينتون ضغطت على يار أدوا من أجل إجراء إصلاحات في نظام الانتخاب يفترض أن تعمل على تفادي تكرار الانتخابات الهزلية التي شهدها عام 2007 والتي يقول المراقبون إنها اتسمت بترهيب الناخبين والتلاعب في الأصوات. ويتصدر جدول هيلاري كلينتون أيضا مناقشة العنف الديني في منطقة شمال البلاد ذات الأغلبية المسلمة حيث قتل بها أكثر من 700 شخص الشهر الماضي عندما هاجمت طائفة إسلامية "متشددة" مراكز للشرطة. وحضرت كلينتون اجتماع مائدة مستديرة عن الحوار بين الأديان قبل لقاء يار أدوا ودعت إلى التفاهم بين المسلمين والمسيحيين. وستحضر هيلاري كلينتون منتدى مسائيا مع مندوبين من المنظمات غير الحكومية حول الحكم الرشيد والشفافية قبل أن تتوجه إلى ليبيريا، محطتها المقبلة في جولتها الإفريقية.