• وتجار فى مصر: ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه يحد من التأثير على السوق المحلية • رفيق عباسى: سعر الذهب هبط بنسبة محدودة فى مناطق ولم يتأثر فى مناطق أخرى رغم انخفاض سعر الذهب عالميًا هذا الأسبوع لأقل مستوى فى 5 سنوات، لم يهبط سعر المعدن الأصفر فى مصر إلا بنسبة محدودة، نتيجة لارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه فى مصر فى السوقين الرسمية والسوداء، وفقًا لمجموعة من التجار فى جولة ل«الشروق». وكانت أسعار الذهب قد هوت يوم الاثنين الماضى، بنسبة تتجاوز 4%، بفعل عمليات بيع فى الصين أكبر مستهلك للمعدن الأصفر النفيس فى العالم، فى ظل تنامى التوقعات برفع أسعار الفائدة فى الولاياتالمتحدة، وهو ما شكل ضربة جديدة لوضع الذهب كملاذ آمن للاستثمار، لكنه تعافى بنسبة محدودة فى الأيام اللاحقة وحتى تعاملات صباح أمس. «انخفاض أسعار الذهب أثر على أسعاره فى مصر بشكل محدود» كما قال الحاج أحمد، صاحب أحد محلات بيع الذهب بالدقى، وأرجع ذلك إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه الفترة الأخيرة، حيث يتم استيراد الذهب الخام من الخارج. وأضاف الحاج أحمد، أن سعر الذهب عيار 24، قد تراجع بجنيه واحد فى محلات الذهب، ليصل إلى 297 جنيهًا للجرام، أما عيارى 21 و18، فقد تراجعت أسعارهما بنحو جنيهين، لتصل إلى 261 و224 للجرام على التوالى. وفى المقابل، تبلغ الأسعار الرسمية للذهب فى مصر، 275.52 جنيه للجرام من عيار 24، أما عيار 21 فيبلغ 241.8 جنيه، و206.64 جنيه للجرام من عيار 18، فى حين يبلغ سعر الجنيه الذهب 1946.48 جنيه. «من الصعب التنبؤ باتجاه أسعار الذهب» كما أضاف الحاج أحمد، لكنه أكد على أن سعر الذهب فى مصر يرتبط بالبورصة العالمية، «وهو يعنى أنه سيتأثر بالأسعار العالمية فى وقت لاحق»، وأضاف «وجود فرق بين السعر المحلى والعالمى يخلق حالة من عدم الثقة لدى المشترين المحليين». ويتفق رفيق العباسى، رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية المصرية، مع الحاج أحمد، وعدد من التجار، فى أن سعر الذهب لم يتأثر بنسبة كبيرة بالهبوط الحاد لسعره فى البورصات العالمية. وقال العباسى، إن ارتفاع أسعار الدولار خلال الأيام الماضية، قلل من نسب هبوطه فى بعض المناطق، ولم تتأثر مناطق أخرى إطلاقًا، واستقر سعر الذهب فيها دون تغيير، «لايزال المتاجرون فى الذهب يتعاملون فى بيع وشراء الذهب مقابل الدولار بأسعار أعلى من الأسعار الرسمية، لكى يتمكنوا من تحقيق هامش ربح وكى لا يبيع الناس ذهبهم فى بلاد أخرى قريبة بأسعار أعلى» حسب قوله. وسمح البنك المركزى، مطلع الشهر الحالى، لسعر الدولار بالارتفاع مقابل الجنيه، فى عطاءين من العطاءات الدورية، وزاد بنحو 20 قرشًا، ليصل سعره فى البنوك إلى 7.83 للبيع و7.80 للشراء، ونتيجة لذلك ارتفع سعره فى السوق السوداء، ليدور حول 8 جنيهات للدولار الواحد. ويرى العباسى، أن اتجاه أمريكا لرفع سعر الفائدة، يعكس الاستقرار السياسى والاقتصادى العالمى، وهو ما يدفع المستثمرين لتفضيل السندات والأوراق المالية الحكومية والعالمية، وبيع الذهب الذى يعد ملاذًا استثماريًا آمنًا فى وقت الأزمات الاقتصادية. وقال العباسى، إن اتجاه المستثمرين فى الصين للبيع بكثافة، ساهم بشكل كبير فى انخفاض أسعار الذهب، حيث أكد أن الصين تستحوذ على ثلث إنتاج العالم من الذهب. وهبط الذهب يوم الاثنين فى المعاملات الفورية 45.55 دولار إلى 1088.05 دولار للأوقية «الأونصة» مسجلا أضعف مستوياته منذ مارس 2010، بعدما فتحت بورصة شنغهاى للذهب بوقت قصير، حيث ارتفعت أحجام التداول إلى مستوى قياسى. وباع المستثمرون المراهنون على هبوط الأسعار نحو 33 طنًا من المعدن الأصفر فى دقيقتين فقط. واندلعت عمليات البيع المفاجئة فى شنغهاى ونيويورك، حيث أطلق المتعاملون موجة من أوامر البيع خلال دقيقة واحدة، بعد فترة قصيرة من فتح بورصة شنغهاى للذهب. وفى خلال دقيقة أخرى، اكتملت الصفقات لتدفع العقود الأمريكية الآجلة للذهب إلى التراجع 48 دولارًا إلى 1080 دولارًا للأوقية «الأونصة» مسجلة أضعف مستوياتها منذ فبراير 2010. وتم تداول كميات من الذهب بقيمة 1.3 مليار دولار فى أسواق الصينوالولاياتالمتحدة. وقالت الصين يوم الجمعة الماضى، حسب تقرير لرويترز نشرته الاثنين الماضى، إن احتياطياتها من الذهب زادت 57% إلى 1658 طنًا بنهاية يونيو منذ آخر مرة، عدلت فيها ارقام احتياطياتها قبل أكثر من ستة أعوام. وحسب رويترز أيضًا، تعافى الذهب من أقل مستوى فى خمس سنوات، فى بداية تعاملات، أمس، مع تراجع الدولار، لكن المكاسب المتواضعة تشير إلى أن المستثمرين الذين يراهنون على النزول لا يزالون يحومون فى السوق، بعد تراجع الأسعار فى بداية الأسبوع. وانخفضت حيازات صندوق «إس.بى.دى.آر» جولد شيرز أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب فى العالم لليوم الخامس يوم الأربعاء، لتسجل أقل مستوى منذ 2008. وصعد سعر الذهب فى السوق الفورية 0.4 % إلى 1097.54 دولار للأوقية «الأونصة» الساعة 0608 بتوقيت جرينتش، بعدما هبط أكثر من 1% إلى 1086.89 دولار يوم الأربعاء، مسجلا أقل مستوى منذ مارس 2010.
