تواصلت الغارات والمعارك الدامية في اليمن، اليوم السبت، غداة دعوة الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتمردين الشيعة للانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها، بغية استئناف عملية الحوار. ودعا صالح الجمعة الحوثيين إلى "القبول بقرارات مجلس الامن وتنفيذها" في ما يتعلق بانسحابهم، في مقابل وقف ضربات التحالف العربي المستمرة على اليمن منذ شهر. لكن الحوثيين الذين يعتبرون حلفاء ايران التي تتهم بمدهم بالسلاح، وهو ما تنفيه طهران دائما، وضعوا الوقف الكامل للضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الرياض شرطا لانسحابهم. من جهتها، اعربت الولاياتالمتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري عن املها باجراء الحوار. وقال كيري "نحن بحاجة لأن يكون الحوثيون واولئك الذين لديهم تأثير عليهم مستعدين للذهاب الى طاولة المفاوضات". وأضاف "نأمل ان تحمل الايام المقبلة مزيدا من التهدئة وان نتمكن من الوصول الى مكان يمكن فيه اجراء مفاوضات"، في وقت تعتزم فيه الاممالمتحدة تعيين مبعوث جديد الى اليمن خلفا لجمال بنعمر الذي قدم استقالته الاسبوع الماضي. وفي جنوب اليمن، قتل 40 شخصا على الاقل السبت في معارك بين المتمردين وانصار الرئيس عبد ربه منصور هادي، بينما استهدفت غارات التحالف العربي مواقع للمتمردين في عدن ثاني مدن البلاد، وفي محافظة لحج المحاذية. واعلنت الرياض الثلاثاء وقف غاراتها على اليمن، لكنها احتفظت بحق الرد على اي تحرك يقوم به المتمردون. وقال مسؤول ان سبعة مقاتلين موالين لهادي على الاقل و22 من المتمردين قتلوا في المواجهات التي جرت فجر اليوم في الضالع الواقعة شمال مرفأ عدن. وصرح مسؤول محلي آخر ان مقاتلين موالين للرئيس هادي قتلوا تسعة متمردين في هجوم بقذائف مضادة للدروع في مدينة لودر. ودارت معارك في عدن حيث استهدفت غارات جوية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية مواقع للمتمردين، بحسب عسكريين موالين. وقصفت طائرات التحالف خصوصا القصر الرئاسي في عدن حيث انتقل هادي قبل ان يلجأ الى السعودية في مارس. ويسيطر المتمردون على القصر اليوم. وفي محافظة لحج، قصفت طائرات التحالف العربي قاعدة العند العسكرية التي كان يتمركز فيها عسكريون اميركيون قبل اجلائهم بسبب النزاع وسيطرة الحوثيين عليها. وقال ضباط وشهود عيان ليل الجمعة السبت ان معارك وقعت في محافظة مأرب (شرق). وتشهد مدينة صرواح خصوصا معارك عنيفة، لكن لم تتوفر اي حصيلة لهذه المواجهات. وتخطت حصيلة القتلى في اليمن الف قتيل، نصفهم من المدنيين، وجرح 4352 شخصا اخرين، بين 19 مارس و20 نيسان ابريل، حسبما اعلنت منظمة الصحة العالمية. من جهتها، طلبت منظمة العفو الدولية فتح تحقيق حول القتلى المدنيين الذين سقطوا بسبب الضربات الجوية. وقال نائب مدير المنظمة غير الحكومية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا سعيد بومدوحة "لم يتم اتخاذ الاجراءات الاحترازية الضرورية دائما لمنع سقوط ضحايا مدنيين". وأضاف "لقد حسمنا الامر باجراء تحقيقات نزيهة ومستقلة لمعرفة ما اذا حصل انتهاك للقانون الانساني الدولي".