•• حالت ظروف خاصة دون حضورى فرحة أعضاء الزمالك بالمشروعات الجديدة التى شهدها مقر النادى، وكان محتما وأدبيا أن يحضر رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ويحتفل مع إدارة الزمالك ومع الأعضاء، خاصة أنه حضر قبل أسابيع افتتاح مقر الأهلى الثالث فى الشيخ زايد، لكن يبدو أن رئيس الوزراء فتح شهية أندية أخرى، وقد بدأت تدعوه لافتتاح صالات مغطاة، أو مبنى اجتماعى جديد.. وكان الله فى عونه؟ •• لاشك أن الزمالك تغير كثيرا، وحتى عنوان مقره الحالى تغير، فأصبح (1) شارع جامعة الدول العربية. لكن لم تعجبنى تلك اللافتة التى رفعت على مدخله الرئيسى وتقول: «الزمالك نادى الوطنية والكرامة».. إن تلك اللافتة ترسخ عقدة قديمة تقول إن الزمالك نادٍ أجنبى، وأسسه الأجانب، بينما الأهلى نادٍ وطنى كان رئيسه الأول هو سعد زغلول. •• أبدأ بالأهلى.. فسعد زغلول ليس سببا لصبغ النادى بالوطنية. وهو لم يدخل مقره أبدا، وكان رئيسا للجمعية العمومية بالصدفة البحتة، لأنه كان وقت قرار إدارة النادى بتعيين ناظر المعارف رئيسا للجمعية بحكم منصبه، كان يشغل هو المنصب، ولو كان يشغله طه حسين أو بهى الدين بركات لأصبح أحدهما رئيسا للجمعية العمومية. إلا أن الأهلى مصبوغ بالوطنية لأنه أول ناد يفتح أبوابه للعامة من المصريين، ولاسيما طلبة المدارس العليا، وكانوا هم وقود الحركة الوطنية المصرية الذين يخاطبهم مصطفى كامل فى مطلع القرن العشرين.. وعندما كان الإنجليزى ميتشل أنس رئيسا للأهلى لم تصب النادى عقدة تاريخية ولم تسلب منه صبغته الوطنية..؟ •• أعود للزمالك.. فقد فات النادى فى احتفاله بالمئوية أن يكرم اسم البلجيكى جورج مرزباخ وهو مؤسسه تحت اسم نادى قصر النيل فى 5 يناير 1911. وعندما أصبح اسم الزمالك المختلط، بعد انتقاله إلى مقره الجديد بموقع دار القضاء العالى حاليا، لم يكن ذلك لأن نسيجه خليط من المصريين والأجانب، وإنما نسبة للمحاكم المختلطة، وهى محاكم خاصة تعنى بالفصل فى القضايا بين الأجانب، أو بين المصريين وبين الأجانب.. وكان جورج مرزباخ رئيسا لإحدى المحاكم المختلطة وأحد المحامين الكبار فى مصر. ومن ضيوف قصر عابدين، قصر الحكم فى مصر، سواء فى المآدب الرسمية أو للمشورة وإبداء الرأى. •• كان مجلس الزمالك حتى عام 1914 مكونا من مجموعة أجانب من جنسيات مختلفة، وجرت عملية تمصير إدارته بالكامل فى عام 1915، وكان من قادة هذا التمصير الناقد الرياضى الرائد إبراهيم علام (جهينة). •• وقد جاء فى موسوعات ان مرزباخ حاز العديد من الجوائز والميداليات والأوسمة المصرية، وجرت محاولات مضادة لتشويه الرجل . لكن فى النهاية هو جورج مرزباخ مؤسس الزمالك وكان يستحق التكريم فى المئوية، وكان يستحق التكريم فى أى احتفالية.. والزمالك ليس فى حاجة إلى تلك اللافتة للإشارة إلى وطنيته، والأهلى ليس مصبوغا بالوطنية بسبب سعد زغلول.. وإنما لأسباب أخرى كثيرة؟! •• يبقى أن جورج مرزباخ دفن فى مصر عند وفاته، وذلك فى مدافن اللاتين (مدافن تيرا سانتا) بمصر القديمة. ومدفن مرزباخ متواجد فى ممر 39 مقبرة رقم 15... •• شكرا مرزباخ لأنك أسست لنا نادى الزمالك ؟!
