●● أخيرا بدأ الزمالك برنامج احتفالاته بالمئوية، وهو أمر يستحق أن يحتفل به الوسط الرياضى المصرى كله، لعدة اعتبارات، أولها أن الزمالك من أهم أركان الرياضة وجزء من تاريخها.. وثانيها أنه القطب الثانى فى مواجهة الأهلى. والناديان صنعا الكثير من البطولات والإنجازات، والمنافسة بينهما جسدت ظاهرة القطبية الرياضية، والكونية أيضا.. وقد اهتمت جريدة الأهرام بمباريات الفريقين منذ العشرينيات من القرن الماضى، وعلقت على المباراة التى أقيمت بين الفريقين يوم الجمعة 17 نوفمبر عام 1922 بقولها: «تبارى النادى المختلط الذى يقود فرقته حسين بك حجازى مع النادى الأهلى الذى يقود فرقته رياض شوقى أفندى، بين جمهور عظيم من مشجعى الطرفين بأرض الجزيرة. ويعز علينا أن نبخل عن أفراد الفرقتين بالثناء والشكر». وبعد الوصف التفصيلى لوقائع المباراة أعرب المحرر الرياضى عن سعادته وسعادة سائر المتفرجين «أن تكون نتيجة المباراة تساوى الفريقين دون أن يصيب أحدهما مرمى أخيه»! ●● هذا كان كلام زمان.. ؟! ●● والاحتفال بمرور مائة عام أمر لا يتكرر لأجيال، ولذلك يجب أن يكون احتفالا لائقا، مبهجا، وموسيقيا، تشارك فيه الجهات الرسمية، والشعبية، فمثلا أين اللافتات والألوان التى تعبر عن مئوية الزمالك فى محافظة الجيزة.. لماذا هذه المئوية الصامتة والساكتة.. وأين البرنامج التليفزيونى الذى يروى قصة هذا النادى وتاريخه؟! ●● فى عام 1911 تأسس الزمالك، تحت اسم (نادى قصر النيل) وتغير اسمه ثلاث مرات، ففى البداية حين أسسه المستشار القضائى البلجيكى مرزباخ، الذى كان رئيسا للمحاكم المختلطة كان الاسم هو نادى قصر النيل، بسبب موقعة، فقد اختارت مجموعة المؤسسين وهم من البلجيك والألمان ضفة نهر النيل فى مواجهة نادى الجزيرة، وكان بجوار مقر النادى واحد من أكبر معسكرات الاحتلال البريطانى فى الشرق الأوسط وأفريقيا واسمه (ثكنات قصر النيل). ●●ولأن المساحة كانت محدودة وضيقة قرر مرزباخ نقل النادى إلى مكان آخر، وحصل باتصالاته وعلاقاته على مساحة كبيرة من الأراضى تشغلها الآن مبانى دار القضاء العالى المطل على شارع رمسيس و26 يوليو، ومعها مبنيا نقابتى المحامين والصحفيين. وانتقل النادى إلى المكان الجديد وتغير اسمه إلى نادى (المختلط) نسبة إلى اسم المحاكم المختلطة وكانت هذه المحاكم نوعا من القضاء الخاص أنشأه الانجليز فى مصر للنظر والفصل فى المنازعات القضائية المدنية والجنائية بين الأجانب المقيمين فى مصر، وبعضهم البعض من ناحية، وبين هؤلاء الأجانب والمصريين من ناحية أخرى. وأصبح الاسم (المختلط) فى عام 1913.. وفى عام 1915 قام رائد النقد الرياضى إبراهيم علام بتمصير الزمالك بعد انتقال علام من السكة الحديد، وهو الذى رتب مع حسين بك حجازى أول مباراتين وديتين بين الفريقين فى عام 1917، بعقد موقع منهما ومكون من 28 بندا. ●● فى عام 1944 أصبح الزمالك باسم فاروق، ولم يكن السبب فى تغير هذا الاسم (مكان جديد) طبعا، إنما مباراة تألق فيها الزمالك وهزم الأهلى 6/صفر وجرت بملعب اتحاد القوات المسلحة بالقبة وكان يحضرها الملك فاروق، ومن فرط إعجاب الملك بأداء الزمالك فقد قرر أن يسميه نادى فاروق، هذا علما بأن ملعب النادى الأهلى بالجزيرة فى ذاك الوقت كان يسمى ملعب فاروق أيضا وكان التغير الأخير الذى طرأ على اسم الزمالك بعد ثورة يوليو 1952. ●● مشهد رواد وكبار ورؤساء الزمالك وهم يكرمون على مسرح الأوبرا، جعلنا نتمنى توحد رموز النادى. وقد عرفت منهم الكثير، كما عرفت رواد ورموز الأهلى. وأعرف قيمة الناديين، وكيف كانت مبارياتهما عيدا مصريا وعربيا.. وهما الفريقان الوحيدان فى المنطقة اللذين يحظيان بشعبية منتشرة من ماء الخليج إلى ماء المحيط.. تحية للزمالك فى عيد ميلاده.