«يس» تطلق مبادرة للترويج بفرص الاستثمار في مصر.. و«سالمان»: خطة الاستثمار تستهدف جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل إلى 10 مليار دولار دعا الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى تضافر الجهود لتعزيز الاستثمارات العربية البينية، والنهوض بها في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة. وقال «العربي»، في كلمته أمام مؤتمر الاستثمار العربي، الذي نظمه اتحاد المستثمرات العرب، الثلاثاء، بالجامعة العربية، تحت عنوان «إرادة تحديات وتعاون دولي»، أن المنطقة العربية تشهد الكثير من التطورات والتغيرات، التي تؤكد أهمية دور الاستثمار في التنمية الشاملة، حيث أثرت التطورات السياسية الأخيرة في المنطقة تأثيرًا سلبيًا على تدفق الاستثمار إلى الدول العربية، وأدت إلى ارتفاع معدلات البطالة وضعف نتائج برامج التشغيل في معظم الدول العربية. ولفت إلى أن الجامعة العربية عملت منذ إنشائها على تعزيز التعاون الاقتصادي، فيما بينها لزيادة التجارة والاستثمار حيث أقيمت العديد من المؤسسات المالية العربية لتحقيق الأهداف المنشودة، وقد توجت تلك الجهود بقرار القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، والتي عقدت بالرياض مطلع 2013، والخاص باعتماد الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال بالدول العربية لتتواءم مع المتغيرات الجديدة على الساحتين الدولية والإقليمية، وذلك لتوفير المناخ الملائم لزيادة الاستثمارات العربية البينية والمساهمة في توجيه الاستثمارات العربية إلى داخل المنطقة العربية بدلاً من الخارج. ونبه إلى أهمية المؤتمر، حيث يعكس رغبة حقيقية فى الدفع بالتنمية في المنطقة العربية وتشجيع الاستثمارات البينية فيها، داعيًا إلى ضرورة مناقشة العقبات والتحديات التي تواجه الاستثمار في المنطقة العربية، وسبل جذب الاستثمارات العربية المهاجرة، وإعادة توطينها في الدول العربية، والعمل على إقامة شركات استثمارية صناعية وخدمية للمستثمرين العرب للمساهمة في توفير فرص العمل للشباب. ونوه الأمين العام لجامعة الدول العربية، بنتائج القمة العربية التي عقدت قبل أيام في شرم الشيخ، حيث دعت الدول العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك لتهيئة المناخ المناسب للاستثمار، مشيدا بدور اتحاد المستثمرات العرب على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وأهميته في خلق مثل هذا التكتل المتميز من سيدات ورجال أعمال لاختراق الأسواق العربية، وإقامة المشروعات الاستثمارية والاستفادة من الثروات الطبيعية التي تتميز بها دول المنطقة. من جانبها، أكدت هدى يس، رئيس اتحاد المستثمرات العرب، أهمية دور المستثمرات العرب في الدفع قدما بالاقتصاد، وإقامة المشروعات الرائدة التي تحقق التنمية المستدامة وتنهض بالمجتمع، منوهة بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمرأة المصرية والعربية والإفريقية ودورها البناء في النهوض بالتنمية المجتمعية. وأعلنت خلال المؤتمر، عن إطلاق مبادرة ترويج من أجل التعريف بفرص الاستثمار في مصر والمشروعات المختلفة، معلنه عن مشروعات جديدة للنهوض بالتعليم ومنها مبادرة الجامعة الملكية لتأهيل الشباب في المجالات المختلفة. من جانبه، أكد أشرف سالمان، وزير الاستثمار، أن الحكومة المصرية تسعى بشكل حثيث إلى جذب الاستثمارات وتهيئة المناخ للنهوض بمعدل النمو الذي وصل إلى 5%، مشيرًا إلى أن خطة الاستثمار تستهدف جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل إلى 10 مليار دولار، وأن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة حاليًا لا يتجاوز 5 مليار دولار وهي نسبة هزيلة للغاية. وأعلن «سالمان»، خلال كلمته في المؤتمر استعداد الحكومة المصرية للتعاون مع مبادرة «ترويج»، التي أطلقها اتحاد المستثمرات العرب لدعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة. من جهته، أكد وزير الصحة عادل عدوي، أهمية تمكين المرأة وتعزيز دورها للهوض بالاقتصاد والتنمية في المجتمع، والعمل على تعزيز التعاون العربي المشترك في مجال الاستثمار خاصة في مجال الصحة والسياحة العلاجية والتعليم، وتبادل الخبرات في هذا الاطار عربيا ودوليا. ولفت إلى أن مصر تشكل أرضًا خصبة للاستثمار في شتى المجالات، موضحًا أن وزارة الصحة المصرية أعدت ملفًا شاملًا حول فرص الاستثمار بمجال الصحة. كما استعرضت ليلى اسكندر، وزيرة التطوير الحضاري والعشوائيات، الخطط الرامية للنهوض بالعنصر البشري وتطوير العشوائيات التي يقطنها نسبة كبيرة من المواطنين. من جانبها، أكدت الشيخة فريحة الأحمد الصباح، والتي تم تكريمها خلال فعاليات االمؤتمر كسفيرة للاستثمارات العربية، أهمية المؤتمر، حيث يأتي في وقت نحتاج فيه إلى إعادة النظر في إدارة المشاريع الصغيرة والكبيرة من أجل الإنسانية والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة لتنويع مصادر الدخل للفرد ومواجهة الفقر والكوارث والبطالة. وقالت الشيخة فريحة، في كلمتها خلال المؤتمر، إن المؤتمر يتناول قضايا الاستثمار وعودة رؤوس الأموال لتساهم في تنمية المجتمعات العربية بما يعود عليهم بالخير والمصالح، مضيفة أنه لايخفى على الجميع اهتمام العالم اليوم بالجانب الاقتصادي واستخدام المال في مكانه لتعمل على زيادة الدخل للدول النامية من خلال مجالات الاستثمار المتعددة، وتوظيف رؤوس الأموال بما يوفر فرص العمل وتقليل مستويات البطالة والتضخم التي وصلت في بعض الدول إلى أرقام مخيفة. وأكدت أن المرأة العربية أثبتت جدارتها في إدارة الاستثمار والشركات والمؤسسات المالية والبورصات، وباتت جزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية العالمية، مؤكدة على قدراتها الفائقة في المنافسة والإدارة الناجحة الفعالة. فيما أكدت الشيخة هند القاسمي، رئيسة نادي الإمارات لسيدات الأعمال، أهمية ترسيخ القيمة الحقيقية للمشروعات من خلال التكنولوجيا، وتعزيز دور المرأة وتهيئة المناخ الملائم لتنمية وبناء المجتمع والنههوض بالاستثمار، موضحة أهمية تشكيل لجان استشارية عربية لتعزيز هذه الجهود، وتحقيق الأهداف المرجوة بشأن الاستثمار والتنمية في المنطقة. ويناقش المؤتمر الذي يعقد باقي جلساته في مدينة شرم الشيخ، على مدى ثلاث أيام عددًا من الموضوعات التي تتعلق بالتعاون العربي المشترك في مجالات الصناعة والاستثمار اعتمادًا على الشباب والمرأة من أجل استدامة التنمية، وتمكين المرأة كشريك أساسي في التنمية، ومشاركة الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية في تحقيق ذلك، والاستثمار في مختلف أوجه السياحة العلاجية والتاريخية الدينية وسياحة المؤتمرات، والاستثمار في قطاع السياحة، والارتقاء بجودة خدمات التمريض والخدمات الفندقية للعمل على الجذب العالمي، والاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة، ودور البنوك وصنناديق الاستثمار في جذب الاستثمارات العربية.