• «الصحة» تصدر قائمة بأدوية ممنوع تناولها مع العقار.. والمرضى والصيادلة «آخر من يعلمها» فى الوقت الذى حذر فيه أطباء كبد من عدم اتخاذ المرضى المصابين بفيروس «سى»، بعض الاحتياطات اللازمة قبل تناول عقار «سوفالدى» لضمان عدم تعرضهم لانتكاسة صحية، أصدر معهد الكبد منشورا غير مفعل، ولم تحصل عليه أغلب الصيدليات، لتحديد عدد من العقاقير الواجب التوقف عنها قبل البدء فى العلاج بالدواء الجديد. «الشروق» حصلت على قائمة الأدوية، التى يشدد الأطباء على ضرورة عدم تناول «سوفالدى» قبل التوقف عن تناولها ب21 يوما، منها عقار لعلاج أمراض الصرع، وبعض المضادات الحيوية، ومضادات الفيروسات. وفى جولة على عدد من الصيدليات، أكد أصحابها أنهم لم تصلهم نسخ من المنشور، كما لاحظت «الشروق» صرف العقار المصرى المثيل ل«سوفالدى» الأمريكى، دون أى اشتراطات، بالمخالفة للقرار الوزارى رقم 92 لسنة 2015، الخاص بضوابط صرف العقار والذى نص على اشتراطات طبية محددة على عكس الأجنبى، الذى أكدوا أن هناك عددا من القواعد يتم الالتزام بها فى أثناء بيعه وهى (تسجيل اسم المريض، ورقم هاتفه، والطبيب المعالج، والروشتة، واسم الشركة المنتجة)، لكن ليس من بينها قواعد أو شروط تمنع تسليم المريض الجرعة المطلوبة. ما يزيد المسألة خطورة البيان التحذيرى الصادر عن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بوجود مضاعفات لدى متناولى «سوفالدى» أو «هارفونى» من مرضى فيروس «سى»، الذين يعانون اختلالا فى نبضات القلب، ويعالجون بعقار «أميودارون» المنظم لضربات القلب، وأظهرت التقارير حدوث تفاعل سلبى ما بين الدواءين يؤدى لحدوث هبوط حاد بنبضات القلب. التقرير الصادر منذ أيام تحدث عن رصد حالات حدث لها مضاعفات سلبية، منها حالة تعرضت للوفاة و3 حالات احتاجت تركيب منظم لضربات القلب، فضلا عن رصد مضاعفات لخمس حالات فى أوروبا لنفس السبب. صاحب صيدلية كبرى بمنطقة وسط البلد قال إنه يتم توفير العقار لمرضى «فيروس سي»، خلال 24 ساعة من طلبه وبمجرد طلبه، موضحا أن الشروط التى وضعتها وزارة الصحة غير كافية لضبط السوق، وغير ملزمة، ولا توجد لجان تفتيش لمتابعة تطبيقها. وصاحب صيدلية أخرى بمصر الجديدة، نفى تسلمه منشورا يلزمه بقواعد محددة لصرف عقار «سوفالدى» للمرضى، مشيرا إلى أنه يتعامل مع العقار كغيره من الأدوية ويتم صرفه تحت الطلب دون تسجيل البيانات أو طلب روشتة الطبيب، قائلا«هو أنا هخاف عليه أكتر من نفسه»، مؤكدا أنه لا يعلم بالعقاقير التى تتعارض مع «سوفالدى». واعترفت الدكتورة منال حمدى السيد، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، بضرورة خضوع متلقى «سوفالدى» لإعداد تقييم جيد قبل البدء فى الجرعات، موضحة أن هناك قائمة بالعقاقير التى تتفاعل مع «سوفالدى» وينتج عنها مضاعفات سلبية، وتم وضعها مسبقا فى الخطة الإرشادية، ليس من بينها عقار «أميودارون»، الذى أدرجته اللجنة للقائمة نظرا لخطورته. وأشارت ل«الشروق» إلى أن هناك قواعد لمراقبة الأسواق بعد تسجيل العقاقير ودراسات ما بعد التسجيل، وهى أكثر أهمية لأنها تتيح فرصة مراقبة الدواء على آلاف المرضى وليس حالات بعينها، مطالبة المرضى بضرورة التقيد بالقواعد الطبية قبل البدء فى علاج مرض فيروس سى، وشراء عقار «سوفالدى» الذى يباع فى الصيدليات بعد مراجعة الطبيب والالتزام بالتعليمات الخاصة بالعقار. وحذرت الدكتورة منال المرضى الذين رفضتهم لجنة الفحص فى المراكز التابعة لوزارة الصحة من التوجه لشراء «سوفالدى» من الصيدليات الخاصة حتى لا يعرضوا حياتهم للخطر، خصوصا أن الدواء فى مصر أصبح «دليفرى» دون الالتزام بقواعد، على حد تعبيرها. وأكدت د. منال أنه يتم حاليا التنسيق مع وزارة الصحة لتكوين لجان للتفتيش على الصيدليات لضبط المخالفين. من جهته قال الدكتور طارق سلمان مساعد وزير الصحة لشئون الصيادلة، إن هناك لجان تفتيش مستمرة على الصيدليات لمتابعة تطبيق ضوابط صرف صرف السوفالدى، وهناك بيانات كاملة بأسماء الموزعين، ومن تم صرف العقار لهم ويتم متابعتهم، مشيرا إلى وجود إحصائيات بجميع البيانات السابقة يتم إصدراها كل أسبوعين. وحول العقاقير المتعارضة مع «سوفالدى»، أضاف مساعد وزير الصحة ل«الشروق» أن اليقظة الدوائية هدفها متابعة مضاعفات أى عقار يتم طرحه فى الأسواق لتفادى الآثار الجانبية، مؤكدا أنه تم تعميم تحذير هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على جميع الصيدليات فور صدوره.