أكد وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري، اليوم الجمعة، تماسك الموقف العراقي الداخلي من كافة مكونات الشعب، قائلاً "نسعى لتحقيق تماسك إقليمي مساند للعراق من دول الجوار والمنطقة وحل جميع الأزمات التي تعصف بالمنطقة بالطرق السلمية بعيدًا عن المعايير المذهبية والطائفية والعنصرية ووفق المصالح الوطنية". وأكد الجعفري - في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية في بغداد، اليوم، في ختام مؤتمر "الدبلوماسية العراقية.. انفتاح إيجابي وتصد للإرهاب"، الذي استمر أربعة أيام - أن "ما يجمع الدول العربية مع العراق أكثر بكثير من الاختلافات، والأمة العربية مقدمة على توحيد الصف أكثر من أي وقت مضى، وكذلك تركيا وإيران من أجل مواجهة الأخطار التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية". جاء ذلك ردًا على سؤال لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في بغداد، "هل تبنى رؤية وزارة الخارجية العراقية وفق المصالح الوطنية لدولة العراق، أم المعايير والدوافع المذهبية لاسيما في سوريا واليمن وليبيا وفلسطين ومع دول الجوار والمنطقة العربية؟". وقال إن هناك تداخلاً على مستويات عدة ما بين العراق وجيرانه في سوريا وإيران وتركيا والأردن والسعودية وهو أمر طبيعي، لافتًا إلى أن التدخل الذي يرفضه العراق في شؤونه هو ما يمس سيادة الدولة، لكن هناك أمورًا تستلزم تعاونًا مشتركًا مثل مكافحة الإرهاب الذي هو ليس ظاهرة عراقية بل عالمية، وهذا التعاون ليس تدخلاً في الشؤون الداخلية لأن انتهاء أي بؤرة للتوتر يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار المشترك، ولاسيما على حدود العراق مع جيرانه فالسلم والأمن كل لايتجزآن، والتوتر أثقل كاهل المنطقة ودولها. وتابع: "إن الإرهاب طال الكثير من الدول بالمنطقة بعد العراقوسوريا، واستمراره ليس في صالح أحد، والأخطار التي تجمعنا وتتطلب تعاونًا لمواجهتها كثيرة وتحقق مصالح الجميع في تجنب خطر الإرهاب، ولذلك يجب تكاتف الجميع لمواجهة الإرهاب". واستبعد وزير الخارجية العراقية أي تدخل لبلاده في الشأن اليمني، لافتًا إلى أن العراق أعلن - خلال القمة العربية بشرم الشيخ - أنه مع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وقال: إن الموقف العراقي بالقمة كان واضحًا وتأسس وفق مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول العربية. وأضاف: "أن تشكيل قوة عربية مشتركة من حيث المبدأ صحيح، لكننا تحفظنا على عدم المشاركة أو علمنا بهذا المشروع الذي طلب منا التصويت عليه"، وتابع "الجيش العراقي له تاريخ مشهود، وهو ليس اختصاص وزراء الخارجية بل وزراء الدفاع ورؤساء الأركان حتى يتم معرفة من أين نبدأ وإلى أين ننتهي، وأظن أن رسالتنا وصلت وسيتم إرسال وفود متخصصة لاتمام ذلك لاحقًا". ولفت وزير الخارجية العراقي إلى أن العراق أجرى اتصالات مع السلطات السعودية والأمم المتحدة لتأمين إجلاء العراقيين من اليمن دون تعريضهم لمخاطر القصف الجوي، وأن الجانب السعودي رحب بذلك وسيتم نقلهم من اليمن بشكل آمن. وأشار إلى أن الجانب السعودي اتخذ قرارًا بفتح سفارة في بغداد، وجاء وفد للعراق مؤخرًا ووفرنا له المبنى المرشح للسفارة على أن يتولى تأثيثها تمهيدًا لاستئناف عمل السفارة، وقال: إن القيادة السعودية أكدت عزمها فتح السفارة، ونحن ننتهج سياسة للانفتاح على دول العالم وخاصة دول الجوار، والطرفان عازمان على تطوير علاقاتهما الثنائية. ونوه عن أن الرئيس العراقي زار العاصمة القطرية (الدوحة) مؤخرًا، مشيرًا إلى أنه سيزو قطر قريبًا لتحسين العلاقات العراقية معها، مؤكدًا رغبة العراق في توثيق العلاقات مع الدول العربية والإسلامية. وأضاف: "ثبت أن آلية القطيعة غير صحيحة، والعراق عازم على الانفتاح في سياسته الخارجية على الجميع لتحقيق المصالح الوطنية"، لافتا إلى أن من جاء للعراق من جنسيات عربية وأجنبية وانضم للتنظيمات الإرهابية لا يمثل دولاً أو حكومات فهم يحملون أكثر من 60 دولة، وكثير من هذه الدول يشارك العراق في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي من خلال التحالف الدولي دون تدخل بري. وأكد أن طيران التحالف يعمل بالعراق وفق طلب حكومة بغداد وبالتنسيق مع القوات المسلحة وفق الدستور العراقي، ويتركز على استهداف مواقع تنظيم (داعش) الإرهابي وليس المناطق الآهلة بالسكان. وذكر الجعفري أنه لم يثبت مطلقًا استهداف طيران التحالف الدولي لقوات "الحشد الشعبي" أو القوات المسلحة العراقية، وقال: ليس من السهل إخفاء تلك المعلومات، وفي حالة وجود خطأ تجري تحقيقات متخصصة لاستجلاء الحقائق وهو أمر معروف في أوقات الحروب.