بحث الوفد الوزارى العربى فى لقائه أمس ببغداد مع الرئيس العراقى الدكتورفؤاد المعصوم والدكتور حيدر العبادى رئيس الوزراء ووزرير الخارجية الدكتور ابراهيم الجعفرى التطورات الأمنية فى العراق والمنطقة فى ضوء الجهود المبذولة حاليا لمحاربة التنظيمات المتطرفة والإرهابية وفى مقدمتها "داعش " وكان الوفد قد وصل بغداد مساء أمس الأول ويرأسه الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتى – والذى ترأس بلاده حاليا القمة العربية ويضم الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية وأحمد ولد تكدى وزير الخارجية الموريتانى والذى يرأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية الى جانب السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة وعقب لقاء الوفد مع الجعفرى أكد الشيخ خالد الصباح ان هناك إجماعا عربيا على ضرورة مساندة العراق فى حربه ضد الإرهاب لكنه استبعد المساهمة بجهد عسكرى وقال إنها ستكون سياسية وانسانية بالدرجة الأولى ومن جهته شدد الدكتور نبيل العربى على أن المواجهة مع التنظيمات التكفيرية التى تعمل على الإخلال بالأمن فى العراق والاستقرار الأقليمى ستستغرق متسعا من الوقت منوها بالقرار الذى أصدره مجلس الجامعة العربية فى اجتماعه فى شهر سبتمبر الماضى بمحاربة الإرهاب وحماية الأمن القومى والذى بات يشكل إطارا لتجميع جهود الدول العربية للوقوف بقوة أمام التطرف وقال: إن كل الدول العربية بما فيها العراق لديها الرغبة فى مكافحة الإرهاب وقررت أن تواجه التهديدات الكبيرة التى تمثلها التنظيمات الارهابية مثل تنظيم ( داعش ) وغيره مؤكدا أن العراق يشارك حاليا فى عمليات قتالية ضد هذه التنظيمات . وجدد العربى تأكيد التضامن العربى مع العراق حكومة وشعبا ودعم جهودها وخططها الرامية الى محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار فى البلاد لافتا الى أن الوفد الوزاري سيتعرف خلال زيارته لبغداد على احتياجات العراق لمساعدته والتضامن معه فى مواجهة ما يتعرض له من تهديدات" اذا طلبت الحكومة العراقية ذلك " . وبدوره أفاد الدكتور ابراهيم الجعفرى بأن العراق ليس فى حاجة الى قواعد عسكرية أو قوات برية وانما يتطلع الى دعم سواء أكان أجنبيا أوعربيا على المستوى اللوجيستى والاستخباراتى والتزويد بالسلاح وعلم مندوب الأهرام أن الوفد الوزارى العربى سيؤكد للقيادة العراقية الجديدة أهمية انفتاحها على المحيط العربى والقومى للعراق وعدم تنبى سياسات ومواقف قد تشكل استفزازا لبعض الأطراف العربية كما كان الأمر فى الفترات السابقة والتى أدخلت العراق فى حالة خصومة مع بعض دول المنطقة باعتبار أن ذلك يمثل مرتكزا قويا فى مواجهتها مع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة وفى الوقت نفسه ممارسة سياسية متوازنة مع الجوار الجغرافى بما يحول دون دخول العراق فى حالة من الاستقطاب الإقليمى وفق تعبير دبلوماسى عربى – تحدث ل«الأهرام» والذى يرى أن استعادة العراق لأمنه واستقراره وسيطرته الكاملة على أراضيه من شأنه أن يصب فى مصلحة الاستقرار الإقليمى فى مجمل المنطقة ولفت المصدر الى أن الوفد سيحرص على التأكيد على أهمية تبنى سياسات داخلية تقوم على تكريس المواطنة ونبذ الطائفية والمذهبية وتطبيق خطط تنموية تمتد الى كافة أقاليم العراق اعتمادا على مبدأ العدالة الاجتماعية وذلك حتى يكون بمقدور الحكومة الجديدة إحداث تغيير نوعى فى العراق داخليا وخارجيا.