قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن "العلاقات بين مصر وإثيوبيا لن تشهد عودة الى الخلف". جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الثلاثاء، مع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريام ديسالين أمام عدد كبير من الصحفيين المصريين والاثيوبيين وممثلي وسائل الاعلام العالمية. وأعرب السيسي، في بداية كلمته عن سعادته البالغة لتواجده في مدينة أديس ابابا العريقة، موجها إلى ديسالين الشكر على دعوته، وإلى إثيوبيا شعبا وحكومة على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم والإعداد لهذه الزيارة. وأضاف، أن مباحثاته مع ديسالين ورئيس الجمهورية، جاءت استمرارا للقاءاته مشتركة في مالابو ونيويورك وشرم الشيخ، حيث تطرقت المباحثات إلى شتى مجالات العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تفعيلها وتعزيزها. وأوضح الرئيس المصري، أنهما تبادلا وجهات النظر حول مسائل دولية وإقليمية أبرزها السلم والأمن في القارة الإفريقية، وتلاقت وجهات النظر حول الخطر الداهم الذي يهدد القارة والعالم وهو الارهاب، مؤكدا ضرورة التعاون للقضاء عليه من أجل حاضر ومستقبل الشعبين. وأشار السيسي، إلى أن إتفاق المبادىء الذي وقعته الدولتان مع السودان أمس، يمثل خطورة إيجابية على الطريق الصحيح للتعاون في الملفات المتعلقة بنهر النيل، وعلاج شواغل كل طرف، كخطوة على طريق التعاون المشترك والمصالح المتبادلة وقاعدة المكاسب للجميع، متمنيا أن تكون هناك خطوات جديدة في هذا الإطار من أجل حياة ومستقبل ورفاهية الأجيال القادمة. وأكد السيسي، أنه يتطلع إلى نقل رسالة المحبة والسلام من الشعب المصري إلى شقيقه الإثيوبي خلال حديثه الذي سيوجهه غدًا إلى البرلمان الإثيوبي بمجلسيه. وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن الإتفاق على تطوير اللجنتيتن الوزاريتين المشتركتين في مجالات التعاون المختلفة إلى مستوى القيادة السياسية لتعملا تحت إشراف مباشر من السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي، على أن يبدأ العمل فورا دون إضاعة أي وقت للوصول إلى إتفاقيات نهائية وتفصيلية بشأن المياه، منوها إلى أن الاشقاء في السودان مدعوون لحضور الفعاليات الخاصة بنهر النيل. وشدد السيسي، على أن سرعة الإجراءات وعدم إهدار الوقت يجب أن تكون القاعدة الدائمة للتعاون المشترك لأن هذا يعزز الثقة المتبادلة ويزيد الشكوك الموجودة في نفوس البعض سواء في مصر أو اثيوبيا، ثم نظر إلى رئيس الوزراء الإثيوبي قائلا مرتين "لا عودة إلى الخلف". ووجه السيسي لرئيس الوزراء الإثيبوبي، دعوة لزيارة مصر في احتفالات قناة السويس الجديدة التي ستجرى أغسطس المقبل، بما يعكس قوة العلاقات والتاريخ المشترك ووحدة المصير بين الشعبين الشقيقين. من جهته، وجه رئيس الوزراء الاثيوبي الشكر إلى الرئيس السيسي على تلبيته الدعوة في أول زيارة رسمية منذ 30 عاما معتبرا أن هذه شهادة على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. ومن جانبه، أكد ديسالين، أن الدولتين ستتعاونان سويا ضد الإرهاب لحماية أفريقيا والبلدين، وأن اللجنة المشتركة رفيعة المستوى التي تم الإتفاق عليها أمس ستلتقي سنويا مرة في القاهرة ومرة في أديس أبابا للبناء على القوة الدافعة التي صحبت هذه الزيارة . وأكد ديسالين، أن اتفاق المبادئ يجب أن تكون قاعدة للانطلاق من أجل مصالح الشعبين وأنه لابد من وجود لجنة وزارية تترجم هذه المبادىء إلى وقائع ملموسة في ظل إرادة سياسية قوية وإلتزام سياسي بوثيقة متبادلة تضمن مصالح البلدين. واختتم ديسالين كلمته موجها حديثه إلى الرئيس السيسي "كما قلت سيادة الرئيس فنحن لن نعود أبدا الى الوراء".