تحتفل دول العالم وخاصة الدول التى تتحدث اللغة الفرنسية اليوم، باليوم العالمى للفرانكفونية والذى يوافق يوم 20 مارس من كل عام، وهو يوم تأسيس المنظمة الدولية الفرانكفونية والتى تعد اهم منابر الثقافة الفرنكوفونية فى العالم اجمع، إلى جانب الاحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثين بعد المائة لظهور المصطلح اللغوى الفرنسى "فرنكوفون". ويقصد بالفرنكوفونية البلاد والأفراد الناطقين باللغة الفرنسية، وكان أول من استخدم هذا المصطلح الجغرافي الفرنسي أونوزيم ريكلوس عام 1880م والهدف منها التعريف بمجموعة الشعوب الناطقة بالفرنسية على المستويين المحلي والدولي، إلى جانب تضطلعها بنشاطاتها من خلال منظمات وهيئات وجمعيات حكومية وشعبية لتحقيق الأهداف المشتركة للشعوب الناطقة بالفرنسية، فهى ثقافة إنسانية تتمتع باشعاع يتجاوز فرنسا ويمتد مظلته الى عدد كبير من البلدان فى جنبات العالم وبخاصة فى افريقيا. وقد بدأت إرهاصات تكوين الفرانكوفونية الدولية عندما قامت بعض الدول التى تحررت من الاستعمار الفرنسى بتأسيس جماعة الفرانكفونية وهى تونس برئاسة الحبيب بورقيبه والسنغال برئاسة ليوبولد سنجور والنيجر برئاسة حمانى ديوري. تأسست المنظمة الدولية الفرنكفونية يوم 20 مارس 1970 وتضم 56 دولة عضوا، إلى جانب 14 دولة لها صفة مراقب، وهو ما يمثل أكثر من ثلث الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة. وتعتبر اللغة الفرنسية التي هي أساس الفرنكوفونية الدولية، هى أداة الإتصال بين الثقافات المتباينة واللغات المحلية المختلفة، وليس من الضرورى أن تكون البلاد المنضمة في مختلف مؤسسات الفرنكوفونية متشابهة إجتماعيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا، بل إن البعض يرى أن اختلاف الثقافات واختلاف اللغات المحلية تعتبر عاملا مؤثرا لتطوير الفرنكوفونية. وتنفذ المنظمة سياسات وبرامج تعاون متعدد الأطراف لصالح السكان الناطقين بالفرنسية، وتقود المنظمة هذه الأعمال في كنف احترام التنوع الثقافى واللغوي وتعمل على تعزير اللغة الفرنسية والسلام والتنمية المستدامة. وتشمل المنظمة الدولية للفرنكوفونية، ومقرها باريس، أربعة ممثليات دائمة وهي: أديس أبابا (لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية الأممية لإفريقيا)، وفي بروكسل (لدى الاتحاد الأوروبي) وفي نيويورك وجنيف (لدى الأممالمتحدة). كما تشمل ثلاثة مكاتب إقليمية ( غرب افريقيا، افريقيا الوسطى، والمحيط الهندي والمحيط الهادئ ) وتقع هذه المكاتب، على التوالي في لومي بالتوغو، ليبرفيل بالجابون، وهانوي بفيتنام، وتتولى ممثليتان فرعيتان في بوخارست برومانيا، وبورت أو برانس بهايتي، الربط بين الأنشطة الميدانية. وقد انضمت مصر للمنظمة عام 1970، وكان الدكتور بطرس غالي هو أول سكرتير عام للمنظمة للفترة 1997-2002، وبالتزامن مع انضمام مصر للمنظمة بدأ التعاون بين الطرفين والذى تمثل فى عضوية مصر في اللجنة البرلمانية الفرنكوفونية، ثم شهدت القاهرة توقيع أتفاق بين المنظمة الدولية الفرنكوفونية ومكتب التعاون الفني مع أفريقيا وذلك بهدف تكثيف التعاون مع الدول الأفريقية الأعضاء في المنظمة وذلك في نوفمبر 1998. الى جانب ذلك قامت المنظمة باختيار مدينة الإسكندرية لتكون مقرا للجامعة الدولية الفرنسية للتنمية (جامعة سنجور) وذلك بناء على القرار الصادر في قمة داكار في مايو 1989، وقد تم افتتاح الجامعة في نوفمبر 1990، وتقوم الجامعة بدور فعال فى مجالات التنمية ونقل الخبرات للدول الأفريقية من خلال دورات تدريبية في مختلف المجالات. كما تم إنشاء الجامعة الفرنسية على أرض مصر والتى أتفق على إنشائها خلال زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لمصر عام 1996 وافتتحت عام 2003 . كما شاركت مصر فى المؤتمر الأول لوزراء الاقتصاد والمالية لدول المنظمة الفرانكفونية والذي عقد بإمارة موناكو فى أبريل عام 1999.