- الوكالة الفرنسية للتنمية: مهتمون بتمويل " الترومواى الأزرق" الأقدم فى مصر وأفريقيا على مدى نحو قرن ونصف القرن من الزمان، وهذا الكائن المدهش، يجوب شوارع وأزقة "عروس البحر"، رابطا بين أوصالها، وموطدا العلاقة بين ربوعها.. 155 عاما بالتمام والكمال ووسيلة النقل الأشهر فى الإسكندرية، تقاوم الزمن، وتجاهد لتبقى على قيد الحياة، حتى باتت على مشارف "الموت بجلطة" تسبب فيها تكدس البشر.. وبعدما ظل " الترام الأول فى مصر وأفريقيا " مهددا بالتوقف، هبّت رياح الأمل من مدينة النور ( باريس)، بعدما أعلنت الوكالة الفرنسية للتنمية، عن اهتمامها من حيث المبدأ بالمساهمة فى تمويل مشروع تطوير ترام الرمل (المعروف بالترام الأزرق).. ويزداد الأمل، بإعلان سفيرة جمهورية لاتفيا بالقاهرة إيفتا شولكا خلال لقائها مع هانى المسيرى محافظ الإسكندرية،أمس، عن استعدادها للمساعدة لتنفيذ مشروع تحديث الترام . وواجه ترام الإسكندرية – وخاصة ترام المدينة ( الأصفر) – مشكلات عديدة فى العقود الأخيرة، وخاصة مع الزيادة السكانية الرهيبة التى تعانى منها البلاد، بدعوى أنه يعطل حركة السير، ويتسبب فى الزحام، ما تصاعد فى السنوات الأخيرة إلى دعوات لإيقافه، دون النظر إلى تاريخه الطويل، الذى يرجع إلى العام 1860. ويعود الفضل فى وجود ترام الإسكندرية إلى الوالى محمد سعيد باشا بعد أن منحت الحكومة المصرية لشركة "إدوار سان جون" الإنجليزية امتياز إنشاء ترام الرمل (الأزرق)، ليأتى من بعده ترام المدينة (الأصفر) الذى أدخلته شركة بلجيكية اسمها "ترامواى" عام 1896 فى حضور الخديو عباس حلمى الثانى. وحتى منتصف القرن الماضى، كان سائقو الترام من الإيطاليين ومحصلو التذاكر (الكمسارية) من المالطيين.. وبعد أن كانت البداية عربات تجرها الخيول، تحولت العملية إلى العمل بالبخار، وأخيرا أصبح يعمل بالكهرباء، ليكون التوسع فى إنشاء الشبكات لتخدم مناطق أخرى.. فيمر ( الأزرق) على الأحياء مثل أحياء جناكليس وزيزينيا ورشدى وغيرها من المحطات التى استمدت أسماءها من الأجانب الذين كانوا يسكنونها فى عهد الملكية.. ويلتقى ب( الأصفر ذى العربتين ) فى محطة الرمل، والذى يتجول فى قلب المناطق الشعبية مثل الرصافة والنزهة وناريمان والورديان. ويأتى الخير لترام عروس البحر من مؤتمر شرم الشيخ، حيث اختارته الحكومة كأكثر مشروع نقل ذى أولوية لمدينة الإسكندرية بحسب ما أعلن عنه أحمد بدر مسئول المشروعات فى وكالة التنمية الفرنسية، وأعلنت الوكالة عن اهتمامها من حيث المبدأ بالمساهمة فى تمويله وتم الاتفاق مع شركة الاستشارات الهندسية "إيجيس راى"، والتى قامت بتقديم المشروع خلال المؤتمر، أن تقوم بدراسة الجدوى لتحدد القيمة المالية والاحتياجات الفنية اللازمة لعملية التطوير. ومن المقرر، بحسب بدر، أن يتم الانتهاء من هذه الدراسة خلال 6 أشهر من الآن. "التزامنا بتمويل المشروع سيكون نهائيا بعد انتهاء دراسة الجدوى، وعرضها على مجلس إدارة الوكالة، ولكننا نبدى اهتماما خاصا بالمشروع، ولذلك نقوم بتمويل دراسة الجدوى"، يوضح بدر. وفى حالة موافقة مجلس الإدارة على التمويل، ستقدم الوكالة إلى الحكومة المصرية قرضا بقيمة المبلغ المطلوب، وسيكون قرضا ميسرا، بحسب بدر، أى أن فترة السداد تصل إلى 20 عاما كحد أقصى بفترة سماح تصل إلى 7 سنوات، بالإضافة إلى فائدة مخففة، رافضا الافصاح عن قيمة الفائدة فى الوقت الحالى. "شروط القروض الخاصة بتمويل مشروعات النقل دائما ما تحصل على الحد الأقصى من التيسير"، بحسب رئيس قطاع المشروعات فى الوكالة.