قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه مرت ثلاثة أعوام علي رحيل البابا شنودة الثالث بعد أن خدم الكنيسة قرابة نصف قرن منذ أن رسمه البابا كيرلس السادس أسقفا للتعليم. وأكد البابا تواضروس في عظته التي ألقاها في قداس ذكري رحيل البابا شنودة والذي أقامه بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بحضور أعضاء المجمع المقدس أن "البابا شنودة صار علامة واضحة في تاريخ كنيستنا فهو صاحب أقوال وأعمال وكتابات خالدة عبر مسيرته الطويلة. وأوضح أنه صاحب أقوال خالدة مثل "ربنا موجود" فهو تعبير وإن كان معروفا في حياتنا لكن استخدمه بطريقة روحية في الضيقات والأزمات وكذلك عبارة (عندما توجد النية الله يعطي الإمكانية) فالله أعطاه إمكانية أدبية استخدمه فيها. وأشار إلي أن أصبحت عبارات له خالدة نستخدمها عندما تشتد الضيقات مثل "مسيرها تنتهي". وأكمل "أنا شخصيا أسعد عندما أسمع مقولة شهيرة له من المسئولين في المجالات الرسمية في الداخل والخارج وهي (مصر ليست وطن نعيش فيه ولكن وطن يعيش فينا) فهو يحوي مشاعر وطنية خالصة.. مضيفاً أنه يسعد بسماع التعبير في الخارج حتي الأجانب يتأثرون به ويترجمونه. وأضاف البابا أن هناك أقوالا خالدة كثيرة لا تحصى ولكن أصبحت في أفواه الكثيرين وكل من يشتاق للحياة الروحية والإنسانية. وأشار البابا تواضروس إلي أن البابا شنودة له أعمال خالدة فهو ظل حتي نهاية حياته يخدم ويقوم بأعمال خالدة منها أن الكنيسة انتشرت وامتدت حيث بدأت الخدمة خارج مصر في عهد البابا كيرلس ولكن انتشرت الكنائس في عهد البابا شنودة عبر سنوات خدمته في قارات العالم حتي في أمريكا اللاتينية وأقام إثنين من الأساقفة في البرازيل الأنبا أغاثون والأنبا يوسف لبوليفيا وكان يشتاق لخدمة الأقباط في كل مكان وحقق الله له ذلك. وأضاف أن البابا شنودة اهتم بالتعمير الداخلي واهتم بالتكريس والتعمير الرهبان يقيم بنفسه الرهبان والراهبات وأحيا بعض الأديرة التي اندثرت وقواها وأحياها لأن الحياة الرهبانية هي السند للخدمة في الكنيسة لأنهم يصلون للكنيسة. وأشار إلي أنه في عهده زاد الرهبان والراهبات والمكرسين والمكرسات ونجح في هذا الأمر كثيرا وأنعش وعادت الحياة الرهبانية بقوة، وكذلك المجال التعليمية اللاهوتية والأسرية وحدث نهضة تعليمية داخل وخارج مصر وتكللت برسامة الأساقفة في الداخل والخارج. وتحدث البابا أيضا عن كتابات البابا شنوده الراحل مؤكدا أنها كتابات خالدة حيث نجح أن يكون مدرسة للجميع من خلال الكتابات الغزيرة التي قاربت 200 كتاب في التاريخ والشخصيات والحياة الرهبانية والفلسفة الروحية التي تخدم تعريف للإنسان ووجوده، مشيرا إلي أنه وضع كتب كثيرة ومازالت تطبع وكأنه يخدم الناس حتي بعد رحيله ويستخدمها آباء الاعتراف في إرشاد الناس. وترجمت كتاباته للغات متعددة ولم يكتفي بهذا بل كتب مقالات متعددة في الصحف المصرية وغيرها وهو بيخاطب الجميع بعيداً عن العقيدة كما ألقي آلاف العظات . وأوضح البابا أنه عندما نحتفل بذكري البابا شنودة نشعر أنه خدم الكنيسة بطولها وعرضها وعمقها خدمة لا تنسي ونفرح أننا عشنا في زمنه وتعلمنا منه.