بدأ تنظيم "داعش" هجومًا، اليوم السبت، في اتجاه بلدة تل تمر في شمال شرق سوريا في محاولة للسيطرة عليها، وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد مدعومين من آشوريين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمة آشورية. وكان التنظيم المتطرف شن في 23 فبراير هجومًا في المنطقة تمكن خلاله من السيطرة على 11 قرية آشورية، خطف منها أكثر من مئتي آشوري، بينما نزح الآخرون. وتقع بلدة تل تمر على مفترق طرق يؤدي إلى الحدود العراقية من جهة والتركية من جهة أخرى. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس، "شن تنظيم داعش هجومًا في اتجاه تل تمر، وتمكن من التقدم في قرية تل نصري المحاذية لها واقترب من الركبة، وهي تلة مجاورة، لكن المقاتلين الأكراد مدعومين من مقاتلين آشوريين يتصدون له بقوة". وأضاف أن "المعارك عنيفة في محيط تل تمر". وأكد مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان أسامة إدوارد، الذي يتخذ من ستوكهولم مقرًا، نبأ الهجوم، واصفًا إياه ب"الأعنف منذ وقت طويل". وأضاف إداورد، المتحدر من تل تمر، أن "المدنيين الآشوريين نزحوا من المنطقة لدى الهجوم الأول في 23 فبراير"، مضيفًا أن "أكرادًا وعربًا نزحوا اليوم من تل تمر بسبب قوة الهجوم". وأشار إلى أن "مقاتلين آشوريين ينتمون إلى قوات حرس الخابور كانوا يدافعون عن القرى الآشورية انسحبوا منها فجرًا في اتجاه تل تمر". وتشكلت قوات حرس الخابور بعد فقدان الأمن في هذه المنطقة الواقعة في شمال غرب محافظة الحسكة بهدف حماية المراكز الدينية ومقار المؤسسات الحكومية والمدنيين. وأشار إدوارد، إلى أن مقاتلي تنظيم داعش "يحاولون تطويق بلدة تل تمر، وهي الهدف الأساسي للهجوم كونها تقع على مفترق طرق يفتح ممرًا مع الحدود العراقية نحو الموصل (طريق القامشلي) والطريق المؤدية إلى رأس العين والحدود التركية". كما يمكن الوصول منها إلى منطقة حلب غربًا. وكان عدد الآشوريين الإجمالي في سوريا قبل الحرب حوالى ثلاثين ألفًا من 1,2 مليون مسيحي، ويتحدرون بمعظمهم من القرى المحيطة بنهر الخابور في الحسكة، وأكبرها تل تمر التي تضم بعض الأحياء التي يسكنها عرب وأكراد.