تجمع عدد من أهالي المتهمين في قضية أحداث مجلس الشورى، خارج معهد أمناء الشرطة بطرة، اليوم الاثنين، في انتظار السماح لهم بالدخول لحضور جلسة النطق على ذويهم، من بينهم زوجة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، وشقيقته منى سيف، ولكن دون جدوى؛ حيث كانت هناك أوامر بمنع دخول الأهالي إلى قاعة المحكمة. الحزن والصمت يخيمان على أهالي المتهمين بعد سماع نطق حكم السجن المشدد لمدة 5 سنوات على الناشط علاء عبد الفتاح واثنين آخرين، ومثلها مراقبة، وإلزامهم بدفع 100 ألف جنيه غرامة مالية، إلى جانب الحكم بالسجن 3 سنوات مشدد وغرامة مالية 100 ألف جنيه على باقي المتهمين، ومثلها مراقبة. وظل الأهالي خارج قاعة المحكمة يرقبون خروج عربة الترحيلات؛ حتى يتمكنون من اختلاس نظرة على ذويهم المتهمين قبل إيداعهم السجن لقضاء فترة العقوبة. وفي داخل قاعة المحكمة، دخل المتهمون إلى القفص الزجاجي العازل للصوت في سكون تام، مرتدين ملابس الحبس البيضاء. كما حاولوا التواصل مع أصدقائهم في القاعة ملوحين بأيديهم والابتسامات لا تفارقهم. كما حاول عدد من النشطاء؛ أبرزهم "ماهينور المصري، ورشا عزب، ونازلي حسين"، التواصل مع أصدقائهم المتهمين خلف القفص الزجاجي، والتخفيف عنهم بالهتاف والابتسامة الداعية للأمل في حكمٍ منصف، ولكن تحولت الابتسامة إلى حزن وصراخ بعد سماع الحكم، وعلا صوت أحد المتهمين أثناء إخراجهم من القفص، قائلاً: "متقلقوش علينا". وفور سماع منطوق الحكم، انتفض النشطاء الحاضرين للجلسة وأصدقائهم، وعلا الصراخ والبكاء داخل قاعة المحكمة، مرددين هتافات منها: "يسقط.. يسقط حكم العسكر"، و"ثوار أحرار هنكمل المشوار"، في إشارة إلى رفضهم للحكم الصادر بحق زملائهم. خالد داوود المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور، حضر الجلسة لمؤازرة المتهمين، وتواصل معهم من خلف القفص الزجاجي مشيرًا بيده بعلامة النصر، ولكن جاء الحكم صادمًا له أيضًا؛ ما دفعه للبكاء حزنًا على الشباب المحبوسين، وعبر في تصريحات صحفية له بعد الحكم، عن استيائه من سماع كثير من الوعود من قبل مؤسسة الرئاسة والحكومة بالإفراج عن شباب الثورة، وشكوكه من تحقيق أي منها، على حد تعبيره. ووصف داوود، الحكم الصادر اليوم وغيرها من الأحكام التي صدرت في حق الشباب الذين قاموا بثورتي 25 يناير و30 يونيو، ب"أنها تساعد على اتساع الفجوة بين نظام الحكم والشباب، وتعتبر رسالة سلبية، فمثل هذه الأحكام تسد الأفق أمام مشاركة الشباب في الحياة السياسية بالكامل"، على حد قوله. وفي تصريح خاص ل«بوابة الشروق»، قال خالد علي المحامي الحقوقي وأحد أفراد هيئة الدفاع في القضية، إن "الحكم جاء مخالفًا لما في أوراق القضية، وسوف نقوم بالطعن عليه"، حسبما قال. بدورها، قابلت الكاتبة الصحفية أهداف سويف شقيقة الدكتورة ليلى سويف والدة علاء عبد الفتاح، الحكم على ابن شقيقتها بالدموع. يشار إلى أن قاعة المحكمة شهدت تشديدات أمنية كبيرة، حيث تمركز أفراد قوات الأمن المركزي في المقاعد المجاورة للقفص الزجاجي، وقاموا بإخلاء القاعة من الصحفيين ووسائل الإعلام والمحاميين فور صدور الحكم، فيما تواجدت قوات الأمن بشكل مكثف خارج قاعة المحكمة وأمام الأبواب.