قال وزير الخارجية الليبي محمد الدايري، إن "الإرهاب الموجود في ليبيا «ليبي وعربي ودولي»، وإن مجموعات من تنظيم بوكو حرام ألقي القبض عليها في ليبيا، إضافة إلى نشاط «داعش» الذي يتصل بتنظيم واحد من العراقوسوريا إلى ليبيا ومالي ونيجيريا"، وقدر عدد المقاتلين في هذه التنظيمات داخل ليبيا بأنه «أقل من عشرة آلاف». واعتبر الدايري، في لقاء مع صحيفة "الحياة" اللندنية فى طبعتها السعودية، في نيويورك، بعد مشاركته في اجتماع مجلس الأمن الذي خصص لبحث الوضع في ليبيا، اليوم الجمعة، أن "إعادة البناء السياسي والقانوني والاقتصادي والاجتماعي في ليبيا لا يمكن أن ينجح دون محاربة الإرهاب، لأن داعش وصل إلى قلب العاصمة طرابلس بعد درنة وبنغازي». وحذر من الوقوع في خطأ التلكوء في مواجهة هذه التنظيمات، قائلا، "إلا فسنصل بليبيا في فترة وجيزة إلى ما وصلت إليه سورياوالعراق". وأضاف الوزير، أنه "شارك في جلسة مجلس الأمن والمشاورات التي سبقتها في نيويورك للمطالبة بدعم قدرات الجيش الليبي في هذه الفترة". وتابع، "ترك الحبل على الغارب قد يدفع ليبيا لتصبح ساحة أكبر ل «داعش» مما هي الحال عليه في سورياوالعراق الآن، وربما تكون هناك أخطار أكبر لليبيا ولدول الجوار ولأوروبا". ونفى الدايري بشكل تام أن تكون حكومته طلبت تشكيل تحالف دولي أو خارجي لمحاربة هذه التنظيمات في ليبيا، مؤكدا أن الضربات الجوية المصرية في ليبيا تتم بطلب من الحكومة الليبية، مشيرا الى أن الجيش الليبي يتلقى الدعم من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقال الدايري، إن "إيطاليا كانت أعلنت استعدادها للانخراط في تدخل عسكري في ليبيا، ثم تراجعت بسبب طرح غربي يعتبر أن حل أزمة الإرهاب في ليبيا يرتكز أساسا على التوصل إلى حكومة وفاق وطني"، وانتقد الدايري هذا الطرح، معتبرا أن الحل السياسي يمكن أن يتم في موازاة «خطة أممية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا». وردا على سؤال عن ماتريده بلاده من مجلس الأمن، قال الدايرى ،"نحن هنا لحشد الدعم للجيش الليبي، لقد طالبنا الجامعة العربية في 15 يناير 2015 بدعم طلبات السلاح للجيش الليبي لتمكينه من مجابهة الأخطار المضطردة للإرهاب في ليبيا بسلاح ونوعية ملائمة لهذا الخطر المتنامي. وعن رأيه فى تردد الولاياتالمتحدة في شأن الحرب على «داعش» في ليبيا بينما هي ماضية في تلك الحرب على «داعش» في العراق وفي سوريا، قال الوزير "الولاياتالمتحدة انخرطت في العراقوسوريا على مضض. بينما كانت هناك أصوات تتعالى في الولاياتالمتحدة في 2012 بضرورة التدخل، بعد استخدام السلاح الكيماوي في سوريا من قبل الجيش، من قبل القوات الحكومية، ضد الشعب السوري، طالبت جهات عديدة في الإدارة الأميركية الرئيس بالتدخل ولكنه أحجم في ذلك الحين. أريد أن أُلفت الانتباه إلى أن الرئيس أوباما قال إنه يشعر بخيبة الأمل بالنسبة لليبيا لأنه فعلا تراجع عن ليبيا بعد 2011 ولكنه لا يشعر بالقدر نفسه من خيبة الأمل بالنسبة لسوريا. بالنظر إلى انخراط الولاياتالمتحدة في التحالف الدولي الذي أسقط الديكتاتورية في ليبيا في 2011.