تتمتع مناطق جنوبالبحر الأحمر بمقومات اقتصادية وثروات طبيعية هائلة، خاصة منطقة حلايب وشلاتين التي تمتلك العديد من الثروات الطبيعية غير المستغلة، والتي يمكن أن تحول مسار المنطقة اقتصاديًا إذا تم استغلالها بالشكل الجيد، كما أن موقعها الجغرافي يجعلها صالحة لأن تكون منطقة تجارية وبوابة للمنتجات المصرية إلى إفريقيا. وفي حين تخفي الجبال والصحاري المترامية في منطقة حلايب وشلاتين في باطنها أطنانًا من المعادن الثمينة والنادرة، تتمتع تلك المناطق أيضًا بموقع جغرافي فريد على ساحل البحر الأحمر، وطقس دافئ ومشمس في فصل الشتاء، بالإضافة إلى محمية جبل علبة الطبيعية، فضلا عن مواقع فريدة من جبال وصحاري وجزر وأشجار، إلى جانب مواقع أثرية تؤهلها لأن تكون مقصدًا سياحيًا، يصلح لسياحة السفاري والسياحة البرية والبحرية. ولتسليط الضوء على المقومات الاقتصادية لتلك المنطقة، التقى موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط بسكرتير مجلس مدينة الشلاتين، محمد علي، الذي أكد أن المنطقة غنية بالموارد الطبيعية الصالحة للاستثمار خاصة في مجالي السياحة والتعدين، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتطلب سوى دراسة الموضوع والنظر إلى موارد المنطقة، ومن ثم البدء في العمل مباشرة سواء في مجال السياحة الذي لا يحتاج الكثير من الجهد بسبب الطبيعة الخلابة والممهدة بدون تدخل بشري، أو في مجال التعدين كون المعادن ظاهرة ولا تحتاج إلى تكنولوجيا متطورة لاستخراجها. وأوضح محمد علي، أن المنطقة تتمتع بمقومات سياحية كبيرة خاصة في منطقة شمال غرب مدينة الشلاتين، التي تحتوي على 4 معالم أثرية فريدة، وهي منطقة عريقات، إحدى توابع منطقة أبرق التي تصلح لأن تكون منطقة سفاري على بعد 10 كيلو مترات من مدينة الشلاتين، وقال إنه مكان يوجد به أشكال غريبة للصخور والأحجار التي تزينها بعض النقوش، وكذلك بقايا القلعة الرومانية في منطقة العردة جنوب غرب الشلاتين، بالإضافة إلى وجود بوابة فرعونية في منطقة أبو سعفة، وهو المكان الذي يتضمن زراعات برنامج الغذاء العالمي. وأضاف أنه رغم وجود مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة إلا أن توفير المياه يقف عقبة في طريق الاستثمار في مجال الزراعة بالمنطقة، مشيرًا إلى أن تنوع النباتات العطرية والطبية في المنطقة خاصة في قرية أبرق التي تحتوي على اثنين من أشهر الوديان، بسبب سقوط الأمطار الغزير بهما، وهما وادي الرحبة ووادي الحضين، إلى جانب وادي بيتان ووادي العمريت بالإضافة إلى وجود العديد من الآبار بالقرية. وأكد سكرتير مجلس مدينة الشلاتين، إلى أن المنطقة بالإضافة إلى الذهب تتمتع بوجود معادن ثمينة مثل الكروميت والفولسبار الوردي، واللحمي بأنواعه، والتلك ذو الجودة العالية والعديد من المعادن الأخرى. وبالنسبة للتجارة، أكد أن مدينتي حلايب والشلاتين هما بوابة مصر الجنوبية نحو السودان والدول الإفريقية ويمكن استغلال هذا الموقع في تنشيط حركة التجارة عبر المنافذ الأساسية وهي منفذ "رأس حدربة" الذي يقع على دائرة عرض 22 ومن خلاله تتم عملية التبادل التجاري بين مصر والسودان، حيث يربط المنفذ الطريق الساحلي مع مدينة الشلاتين بطول 195 كيلو مترا، ويصل هذا الطريق المرصوف حتى القاهرة، مشيراً إلى أن هذا المنفذ يتميز بأنه قريب من المدن والمراكز التجارية داخل دولة السودان وقريب من مدينة بورتسودان التجارية، وهو شريان للتجارة البينية بين مصر والسودان. وأضاف محمد علي أن المنفذ الثاني هو منفذ "سوهين" الذي يبعد عن مدينة الشلاتين في اتجاه الجنوب الغربي مسافة 210 كيلو مترات وتم رصف 90 كيلو مترا من الطريق المؤدي إليه ويتم حاليا رصف باقي الطريق، وهو منفذ قريب أيضا من المدن والمراكز التجارية في السودان. أما المنفذ الثالث بالمنطقة فهو منفذ "فينات" الذي يقع غرب منفذ سوهين، ويبعد مسافة 200 كيلو متر عن مدينة الشلاتين، ويتصل بمدق (طريق) غير ممهد يستخدم في سير الإبل الواردة من السودان والتي تأتي سيرا على الأقدام لبيعها في سوق الشلاتين، مشيرا إلى أن تلك الجمال تسمى بالدبوكة التي تتراوح أسعارها حسب حجم الجمل وعمره ووزنه.