ما زالت الازمة الدستورية فى اليمن تراوح مكانها منذ استقالة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى والحكومة اليمنية يوم الخميس الماضى ولم يتم التوصل الى أتفاق واضح بين المكونات السياسية لحل هذه الازمة والتغلب على الفراغ الدستورى الناشىء عن غياب السلطة التنفيذية. وقد انتهت المشاورات التى يرعاها جمال بن عمر مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن الى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسى لادارة المرحلة القادمة حتى يتم تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية ولكن تبقى المشكلة فى تفاصيل تشكيل المجلس . وانتهى اجتماع الاطراف السياسية اليمنية فى ساعة مبكرة من صباح اليوم والذى قدمت فيه الاطراف رؤياها مكتوبة لجمال بن عمر والتى انتهت الى تشكيل مجلس رئاسى. وتم الاتفاق على عقد اجتماع اليوم لبلورة حل متفق عليه قد يؤدى الى اسقرار الاوضاع قبل الموعد الذى حدده عبد الملك بدر الدين الحوثى زعيم جماعة أنصار الله الحوثيين والذى دعا فى خطابه منذ يومين الى اجتماع للقوى السياسية غدا الجمعة للتوصل الى حل والا سيتم اتخاذ خطوات تاريخية الامر الذى فسره الساسيون على أنه محاولة من قبل الحوثى تشكيل مجلس رئاسى أو عسكرى دون مشاركة حقيقية من الاطراف الاخرى . وفى انتظار ما سيسفر عنه اجتماع اليوم أكدت مصادر سياسية يمنية أن هناك ثلاثة خيارات لحل الازمة هى عودة الرئيس هادى بعد عدوله عم الاستقالة وهو غير مرجح على الاطلاق أو تشكيل مجلس رياسى وفقا لشروط يتم الاتفاق عليها أو الرجوع للبرلمان للبت فى الاستقالة . وقد قدم تكتل اللقاء المشترك الذى يضم 7 أحزاب اقتراحين هما عودة الرئيس لممارسة عمله واستكمال المرحلة الانتقالية الى الانتخابات العامة أو تشكيل مجلس رئاسى وفق شروط وضمانات محددة والبدء بالتهدئة وتهيئة المناخ المناسب للتوصل الى حل أمام جماعة أنصار الله فقد قدمت خيارا واحدا وهو تشكيل مجلس رئاسى بينما يريد حزب المؤتمر الشعبى العام الرجوع الى البرلمان للبت فى الاستقالة وفقا للدستور. ويبقى اقتراح تشكيل مجلس رئاسى هو الاقرب للتنفيذ ولكن هناك مشاكل كثيرة تعترض تطبيقه وهو تشكيله ومن سيرأسه أم تكون هناك قيادة جماعية وأن يكون من خلال البرلمان أم بالاتفاق بين اللاطراف اليمنية مما قد يؤدى الى تأجيل حسم الفراغ الدستورى لوقت آخر . وتشير المفاوضات الى اتفاق اللقاء المشترك الذى يضم حزب الاصلاح "الاخوان المسلمين" والحوثيون يصرون على رفض مناقشة البرلمان لاستقالة الرئيس خوفا من أن يستغل حزب المؤتمر أغلبيته فى مجلس النواب لقبول الاستقالة واسناد الرئاسة لرئيس المجلس يحيى الراعى حليف الرئيس السابق على عبد الله صالح والقيادى فى الحلف كما يتفق الحوثيون مع حزب المؤتمر على تشكيل مجلس رئاسى بدون هادى تاركين التفاصيل الى وقت لاحق . ويرغب حزب المؤتمر فى أن يتم حل الازمة الدستورية عبر مجلس النواب لاختصار المرحلة الانتقالية التى تحدد 60 يوما لاجراء الانتخابات ولتأكيد شرعية مجلس النواب وعدم الحديث عن عدم شرعيته اذا أستقرت الامور على تشكيل مجلس رئاسى محدد المدة قد تصل الى عام لانجاز الانتخابات . وقالت صحيفة "اليمن اليوم" التابعة لحزب المؤتمر أن الحزب يرى ضرورة الرجوع الى المؤسسة الشرعية والدستورية الممثلة فى مجلس النواب لتهيئة الظروف للانتقال الآمن الى مرحلة الاستقرار السياسى والشرعية الدستورية عبر اجراء الانتخابات . وأضافت أن القوى السياسية سوف تستكمل مشاوراتها اليوم فيما تجرى جماعة أنصار الله ترتيباتها للقاء الموسع الذى دعا الحوثى له غدا فى صنعاء . ونقلت عن مصدر قيادى بالجماعة أن اللقاء يستهدف الحسم وفرض الرؤية التى تراها الجماعة فى حال فشلت المفاوضات الجارية مؤكدا أن عودة هادى للحكم أصبحت مستحيلة .
