قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الخميس، إن تنظيم "داعش" ليس مشكلة سورية وعراقية فقط بل إنه مشكلة عالمية. وفي مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في لندن بعد الاجتماع الدولي حول داعش، قال كيري "إن هذا الاجتماع يأتي في سياق تعاون أعضاء التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الذين اجتمعوا لأول مرة في بروكسل"، مشيرا إلى أن هذا التحالف يضم أكثر من 60 دولة". وأضاف "جميعنا نفهم أن داعش ليست مشكلة سورية أو عراقية بل إنها مشكلة عالمية تتطلب تعاونا وتنسيقا بين كل الدول"، موضحا أن الاجتماع تناول تقديم المساعدات إلى العراق وحماية الدول وتوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتجفيف الموارد المالية "لدحر داعش كحركة ودحرها كفكرة". وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن زخم التنظيم في العراق توقف، مشددا على أن الأسلحة الأمريكية ستصل لقوات الحكومة العراقية قريبا. وأضاف أن القوات البرية مدعومة بنحو ما يقرب من ألفي ضربة جوية نجحت حتى الآن في استعادة نحو 700 كيلومتر مربعا، مشيرا إلى أن القوات العراقية سيتحصل على الكثير من البنادق الأمريكية طراز "ام 16″ قريبا جدا. وركز اجتماع لندن بمشاركة 21 وزيرا من أعضاء التحالف الدولي ضد "داعش" على تجفيف الموارد المالية لداعش ووقف الحملة الدعائية لها وتدفق القاتلين الأجانب للانضمام الى صفوفها. وقال كيري "لا نفكر فقط في دحر داعش وتحرير المناطق التي استولت عليها، ولكن أيضا في مساعدة ضحايا داعش واعادة بناء المناطق التي دمرها داعش، وكما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن هذا الجهد سيتطلب وقتا كبيرا". وأضاف انه سيتوجه يوم غد الى دافوس في سويسرا حيث سيناقش الجهود العالمية لمكافحة عنف المتطرفين خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، وتابع "جميع المشاركين يدركون أهمية هذه اللحظة ونريد أن نتأكد من أن عملنا ناجح وصحيح". ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إن الاجتماع الدولي اليوم ناقش التقدم الذي تم احرزه خلال الشهور الماضية، وما يمكن أن تقدمه الدول معا لمواجهة داعش. وأضاف "اجتماع اليوم أكد التزامنا بمحاربة داعش والفكر الذي يمثله هذا التنظيم"، مشيرا إلى أن ما يحدث يبرز أهمية احراز تقدم في سورياوالعراق في هذا الاطار. وأكد أهمية التعاون مع جميع الشركاء في أوروبا لوقف تدفق المقاتلين على تركيا، ومنها إلى سورياوالعراق، مشيرا إلى أنه رغم وجود جهد من جانب تركيا لوقف تسلل المقاتلين، إلا أنه يجب بذل المزيد، مشددا على أن بريطانيا وأوروبا تمتلك جميع التشريعات اللازمة لوقف تسلل هؤلاء. وطالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالحصول على مزيد من الدعم من شركاء التحالف لمواجهة داعش، قائلا "نحن هنا للتحاور والحصول على الدعم ، خلال الشهر الماضي رأينا تناميا في الدعم العسكري لايقاف تقدم داعش". وقال "العراق بحاجة الى الأسلحة والمجتمع الدولي لديه القدرة على تزويد العراق بما يحتاجه من الأسلحة، وهناك برنامج لتدريب القوات بدأ منذ العام الماضي، وإن القوات العراقية بحاجة إلى تدريب وتسليح وغطاء جوي ، والتحالف يوفر ذلك". وأكد العبادي، تحسن علاقة العراق مع جميع دول الجوار والتعاون مع القوى الإقليمية مما ساهم في تحسين الوضع، نظرا لما يدركه الجميع من أهمية الاصطفاف في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي، مشددا على أنه لا يمكن محاربة داعش دون هذا التعاون، وأضاف "إن جميع دول الجوار تتفق على أن التنظيم يمثل تهديدا حقيقيا يواجه العالم".