سلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الضوء على دعوة رئيس مجلس النواب الأمريكي المنتمي للحزب الجمهوري جون بينر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) ، معتبرة أن تلك الدعوة بمثابة تحد للرئيس باراك أوباما. واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم السبت – أن تلك الدعوة بمثابة تحدٍ لنهج الرئيس باراك أوباما إزاء التوصل لاتفاق نووي مع إيران، معربة عن انتقادها الشديد لتلك الخطوة التي ستؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين. وأوضحت أن نتنياهو، الذي يواجه انتخابات في إسرائيل في 17 مارس المقبل، يعتقد على ما يبدو أن الفوز باستحسان الكونجرس عن طريق إظهار عدم احترامه لأوباما، سيعزز من موقفه كزعيم قادر على الحفاظ على أمن إسرائيل، لافتة إلى أن رئيس مجلس النواب الأمريكي يبدو أنه مصمم على استخدام كل الوسائل المتاحة لتقويض سياسة الأمن القومي التي ينتهجها الرئيس أوباما ومهاجمتها. وقالت الصحيفة، إن مشرعي الكونجرس لديهم كل الحق في الاختلاف مع الرئيس الأمريكي كما أن للزعماء الأجانب الحق في ذلك أيضا، بيد أنها اعتبرت دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونجرس بمثابة محاولة عدائية من قبل لوبي بالكونجرس لفرض مزيد من العقوبات ضد إيران، وهو الإجراء الذي هدد أوباما باستخدام حق النقض ضده. وحذرت الكونجرس، من التوجه نحو إصدار تشريعات لفرض عقوبات جديدة على إيران ومخالفة نهج الرئيس الأمريكي، مشيرة إلى أن تلك الخطوة يمكن أن تودي بالمحادثات وستقسّم القوى الكبرى التي اتحدت للضغط على إيران، وبموجب انسحاب إيران من المحادثات، يتسنى لها تسريع برنامجها النووي، وإجبار الولاياتالمتحدة أو إسرائيل على الرد بعمل عسكري أو شن هجوم إلكتروني لإبقاء إيران بعيدة عن إنتاج أسلحة نووية. وقالت «نيويورك تايمز» إن نتنياهو لطالما وصف إيران بأنها تمثل أكبر تهديد لإسرائيل، وصرح علانية بعدم اعترافه بالمفاوضات النووية مع إيران، مثله مثل حلفائه في الكونجرس، حيث لم يقدم أبدا أي بديل حقيقي، غير فرض مزيد من العقوبات (التي لن تجدي نفعا إذا خففت باقي الدول من عقوباتها المفروضة على إيران) أو اللجوء للعمل العسكري ضد إيران. وهاجمت الجمهوريين بقولها إنهم يرون على ما يبدو أن القيمة تكمن في محاولة تخريب أي نجاح محتمل للرئيس الأمريكي حتى ولو على حساب المصالح الأمريكية، كما انتقدت نتنياهو لعدم احترامه الرئيس الأمريكي الذي طالما أكد مرارا أن أمن إسرائيل جزء لا يتجزأ من أمن الولاياتالمتحدة. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: ما من شك في أن الرئيس أوباما سيفي بتعهدات بلاده الأمنية تجاه إسرائيل رغم الخلافات بين البلدين حول القضية الإيرانية، مؤكدة أن زيارة نتنياهو لواشنطن ستمس بالعلاقات الثنائية التي شهدت توترات عديدة خلال السنوات الست الماضية.
