اعتبر أهالي الأقباط المصريين المختطفين في ليبيا أن اختطاف أبنائهم "أزمة مصرية تمس الدولة بكاملها"، فيما قال نادر شكري منظم وقفة أسر المختطفين إنهم ينتمون لأسر بسيطة، مؤكدًا أن الحصيلة النهائية تشمل 27 شخصًا. ونظم أهالي الأقباط المصريين المختطفين، وقفة احتجاجية صباح اليوم الاثنين، تلاها مؤتمر بمقر حزب التجمع بوسط البلد، بعد أن توالت حوادث خطف الأقباط في هذا البلاد، خلال الفترة الأخيرة على يد جماعات مسحلة، بدأت تقريبا منذ أغسطس 2014 بحسب أهالي المخطوفين، وكان أعنفها حادثة مقتل الطبيب المصري القبطي وزوجته، ديسمبر الماضي في مدينة سرت. "شكري" أشار إلى أن المختطفين موزعين، كالتالي: "21 من المنيا، و4 من أسيوط، و2 من الإسكندرية"، موضحًا أن 5 منهم تم خطفهم منذ أغسطس الماضي، واثنين في سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى السبعة الذين تم اختطافهم في 13 ديسمبر الماضي، وانتهاء بال13 المختطفين منذ 3 يناير الحالي. الخارجية والأممالمتحدة نادر شكري واصل حديثه في كلمته خلال مؤتمر حزب التجمع، قائلا إنه والأهالي اجتمعوا مع السفير بدر عبدالعاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية، وسفير مصر في ليبيا محمد أبو بكر صباح اليوم، مشيرًا إلى أن السفير عبدالعاطي أبلغه أن وزارة الخارجية أصدرت بيانا اليوم بخصوص أزمة المختطفين. وألقى نادر مضمون البيان خلال المؤتمر، قائلا: "الرئيس السيسي أجرى اتصالات لمتابعة أوضاع المصريين في ليبيا، والخارجية تتواصل مع القبائل المهمة هناك، خصوصًا أنه لا توجد بعثة مصرية هناك لكن التواصل قائم من خلال مشايخ القبائل الهامة هناك". وأضاف أنهم اجتمعوا اليوم أيضًا مع مركز الأممالمتحدة للإعلام الذي تترأسه خولة مطر، وقدموا مذكرة بخصوص أزمة المصريين المختطفين، وطالبوا مركز الأممالمتحدة برفع المذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مضيفًا: "الأهالي كانوا ينوون التصعيد بالذهاب إلى الرئاسة مباشرة، إلا أنهم قرروا الانتظار". الصعيد مهمش وفي تعليق منه على الأزمة، قال جرجس أحد أهالي المختطفين:"ابن عمي من المختطفين هناك، أنتوا هنا في القاهرة مش حاسين بالصعيد، احنا عايشين في مأساة، بقالنا 40 سنة الصعيد كله مهمش، مفيش شغل ولا فرص عمل، وعشان كده الناس بتسيب البلد، الحجيم بيكون أهون من عيشتهم". وأضاف جرجس ل "بوابة الشروق"، أثناء الوقفة الاحتجاجية التي أقامها الأهالي بكورنيش النيل في الحادية عشر صباح اليوم، إن ابن عمه من ضمن السبعة الذين تم اختطافهم يوم 28 ديسمبر 2014، أثناء عودتهم من سرت الليبية إلى مصر. 12 عاما في ليبيا أما عادل يعقوب العائد من ليبيا بعد عدة أيام من خطف زميليه بالسكن منذ 15 سبتمبر 2014، قال إن مشاركته في الوقفة تضامنًا مع زميليه المختطفين وهما من محافظة الإسكندرية. عادل الذي كان يعمل مع شنودة سامي (المختطف) لمدة 12 سنة في ليبيا بمجال الرخام وأسسا شركة هناك، أكد أن أغلب المصريين في ليبيا يعملون في حرف "السباكة، الرخام، الكهرباء"، مشيرًا إلى أنهما كانا يعيشان مع أسرتيهما في مصراتة التي كانت بنسبة ما آمنة أكثر من مناطق أخرى في ليبيا، وأنه لم يكن من السهل عليهم ترك ليبيا، فحياتهم كلها كانت هناك وعملهم الأساسي وما من فرصة بديلة في مصر توفر لهم نفس الدخل الذي كان يتوفر لهم وهم في ليبيا. وأنهى حديثه، قائلا إن زوجة وأبناء شنودة عادوا إلى مصر بعد اختطافه بشهر، وأنه هو أيضًا و أسرته عادوا بالكامل إلى مصر لن يعودوا مجددا إلى ليبيا. وقاطع عادل صموئيل سامي شقيق شنودة، قائلا إنهم لا يعرفوا أي شئ عن أخيه منذ أن تم اختطافه في 15 سبتمبر، مشيرًا إلى أن أخيه كان قد خرج مع صديق له في جولة بالسيارة ولم يعودا.. "أخويا من زمان في ليبيا، وبعد ما الأمور لخطبت هناك رجع مصر، لكن الحال واقف ومش عارف يعيش ولا يصرف على عياله". بباوي يوسف أحد أهالي المختطفين في ليبيا، قال كذلك خلال كلمة له في المؤتمر إنهم التقوا بالسفير بدر بدالعاطي، إلا أنه لم يقدم لهم معلومات جديدة سوى طمأنتهم، مشيرًا إلى أن اللقاء الثاني كان مع المسئولين بمركز الأممالمتحدة للإعلام والذين وعدوهم بالتدخل لحل الأزمة. وطالب بباوي بمساعدة المصريين العالقين في ليبيا وتوفير وسائل آمنة لهم للعودة إلى مصر. وقاطعه أحد الأهالي قائلا " مش عايزين مهدئات، هنصبر لحد أمته؟" شهادات العائدين هاني شحاته من مركز سمالوط في المنيا حكى في مؤتمر "التجمع" قصته، قائلا: "كنت بشتغل في مصراته، عرفنا أنه في 7 أقباط مصريين اتخطفوا، وبعدها ب4 أيام، علمنا باختطاف 13 آخرين، وعرفنا أنه دخل عليهم ناس مسلحين في مساكنهم وهما عارفين أنهم كلهم أقباط و خطفوهم، قدرنا نهرب ونرجع مصر". عاطف بشرى شقيق أحد المختطفين والعائد من ليبيا أيضًا، قال إن أخيه كان ضمن السبعة المختطفين وأنه كان يعيش معه في نفس الغرفة، وحكى تفاصيل واقعة خطفهم، قائلا: "السبعة اللي اتخطفوا كانوا راجعين من سرت لمصر، وأجروا سيارة لنقلهم، إلا أن سائق السيارة اختلف معهم على الفلوس، فاضطروا للبحث عن غيره، وبالفعل وجدوا سيارة و تحركت بهم الساعة الواحدة ظهرًا، وأحد المختطين من ضمن السبعة استطاع الاتصال بهم في الساعة 1:43 وأبلغهم بأن جماعة أنصار الشريعة اختطفهم، ومن بعدها انقطع الاتصال بهم تمامًا". أما صدقي حكيم دميان من أسيوط والد أحد المختطفين، ناشد المسئولين والرئيس السيسي بحل أزمة أبنائهم، قائلا: "احنا مش عارفين نعيد، بيوتنا حزينة، الأب والأم حزانى، 5 شهور مش عارفين حاجة عن عيالنا". وقاطعه هاني شحاته الذي خطف أخيه من 26 أغسطس 2014، موضحًا أن شقيقه تم خطفه أثناء ركوبه لميكروباص، بعد أن أوقفهم أحد المسحلين وطلب من أخيه النزول وحده لأنه القبطي الوحيد من ضمن جميع الركاب، بحسب قوله.
إقرأ أيضاً : وقفة احتجاجية لأهالى المختطفين بليبيا تحت شعار «ضحايا الصراع السياسى والدينى» خلية الأزمة المشكّلة من وزارة الخارجية تواصل اتصالاتها لتأمين أرواح المصريين المختطفين في ليبيا